حسين الدرازي
السؤال الذي يطرح نفسه «متى تسير جداولنا بسلاسة؟!»

الأندية تعد لشهرين وتلعب جولة واحدة ثم تتوقف 25 يوماً

المكافآت لا تكفي لتقوية الدوري وتحفز اللاعبين والفرق

متى سيتم التعامل مع أيام FIFA بحسب القانون؟


بوصولنا إلى يوم غدٍ الثلاثاء يكون منتخبنا الوطني لكرة القدم قد أكمل أسبوعاً من نهاية تجمعه الذي بدأ في منتصف سبتمبر الماضي وصولاً لمباراة بنما الودية التي أقيمت الثلاثاء الماضي 27 سبتمبر وكان ذلك اليوم رسمياً آخر يوم ضمن فترة التوقف الدولية «أيام الفيفا»، ومنذ ذلك التاريخ فقد تم استئناف كل الدوريات الدولية تقريباً، ودعونا نقول على الأقل الدوريات الموجودة في المنطقة وبالدول المجاورة لنا، ولكن نحن في البحرين لن يتم استئناف دوري ناصر بن حمد الممتاز إلا يوم الأربعاء 5 أكتوبر، وهذا يُعد فاصلاً لامبرر له بين آخر يوم لتجمع المنتخب ويوم استئناف الدوري، بالرغم من أن تجمع المنتخب كان في البحرين ولم يعانِ الدوليون من إرهاق السفر، ودعونا مثلاً نُلقي الضوء على منتخب عمان الذي تجمع في سلطنة عمان ثم سافر إلى الأردن وخاض بطولة ودية هناك بمشاركة سوريا والأردن والعراق وعاد لبلاده يوم الثلاثاء 27 سبتمبر ولكن تم استئناف الدوري سريعاً يوم أمس الأول الأحد 2 أكتوبر، دون أي تمطيط ودون أن يبعث هذا الإيقاف على الملل والضجر، إذ تخيلوا أننا في البحرين الفرق قامت بالإعداد لفترة تزيد عن الشهرين ثم لعبت مباراة واحدة فقط لتعود وتتوقف لمدة 25 يوماً تقريباً، وكأنما يتم نسف فترة الإعداد الصيفية، ناهيك عن الملل الذي يصيب الفرق واللاعبين جراء الغياب الطويل عن مباريات الدوري والذي يؤدي لإضعافه.

نحن في البحرين، المدرب يبدأ تجمعه قبل فترة التوقف الدولي بأيام أكثر من المسموح وهذا لو تم التعامل معه بشكل «قانوني» من الأندية فهو غير مسموح، ثم أننا «آخر الناس» في استئناف الدوري، وكل هذا يساهم موسماً بعد آخر في إضعاف المسابقة الأم لدينا.

المكافآت ليست وحدها التي تقوي الدوري وتحفز اللاعبين والفرق، بل الاستمرارية في المباريات والالتزام قدر الإمكان بأيام التوقفات الدولية هو الذي سيجعل بطولاتنا والدوري لدينا يتطوران بعض الشيء، بينما الاستمرار كما الوضع الحالي فهو غير ملائم إطلاقاً، وهذا الأمر لن يساهم في تقوية المنتخب بل بالعكس يؤثر على منتخبنا بالسلب، فاللاعب بحاجة للاستمرارية في أداء التدريبات والمباريات وليس كما الوضع الحالي حينما يخوض مباراة واحدة ويتوقف الدوري لشهر كامل ثم تتكدس المباريات ويضطر لخوض ربما 6 أو 7 مباريات في شهر واحد!، ومتى ماكان اللاعب جاهزاً ومستعداً ويسير في جدول المباريات بالشكل الاعتيادي الذي تسير عليه كل دول العالم فإن ذلك سيرفع من مستواه وسيصب في مصلحة الجهاز الفني، لأنه عندما يستدعي اللاعبين فسيكونون في وضعية جاهزة وملائمين بدنياً في المقام الأول، ويبدأ هو بشكل مباشر في العمل على الفنيات، لكن مانشاهده الآن أنه يستدعي اللاعبين وهم في وضعية غير ملائمة، فلا هم خاضوا مباريات بشكل متسلسل ولا هم وصلوا لمرحلة متقدمة بدنياً وفنياً، والنتيجة في النهاية نراها، ضعفاً في الدوري وتراجعاً لأداء المنتخب، وهذا الأمر لاينكره أي أحد، وإذا أنكره الجهاز الفني للمنتخب فهو «يُكابر» في ذلك!.

دعوا مسابقاتنا تسير وفق ماهو حاصل في «كل العالم» وتعاملوا مع أيام «الفيفا» بحسب ماهو منصوص لدى الاتحاد الدولي، ودعوا جداول المباريات تستمر بسلاسة، وانظروا للنتيجة بعدها، أما لو استمرينا على ما هو عليه، فلن تتطور مسابقاتنا ولن يتطور المنتخب، وهذا مانشاهده حالياً، وبالذات كون هذا الموسم زاد فيه عدد المباريات من خلال زيادة الفرق، فالتعامل كان من المفترض أن يكون أفضل ويتماشى مع الوضع الحالي، أما التعامل بماكان عليه الأمر في الموسم الماضي من خلال وجود 10 فرق، ففي هذا الأمر صعوبة كبيرة، ونخشى على دورينا أن ينتهي هذه المرة في عز الصيف!.