حجز منتخب البرازيل مكانا ثابتا له في كل نسخ كأس العالم السابقة، ليصبح المنتخب الوحيد الذي لم يغب عن أي نسخة للبطولة على مر تاريخها.

تلك الميزة منحت راقصي السامبا فرصة الذهبية لأن يصبحوا الأكثر تتويجا بلقب البطولة على مر تاريخها، متفوقين على كل عمالقة أوروبا بقيادة ألمانيا التي لم تغب سوى عن نسختين فقط في البطولة.

***

عدد الألقاب

يمتلك منتخب البرازيل 5 ألقاب في كأس العالم حققها أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، بفارق لقبين أمام ألمانيا وإيطاليا اللتين حقق كل منهما اللقب 4 مرات.

ورغم أن مشاركات البرازيل في كأس العالم بدأت مع النسخة الأولى في أوروجواي عام 1930، فإنها انتظرت حتى النسخة السادسة عام 1958 في السويد من أجل تحقيق أول لقب لها في البطولة.

وشاركت البرازيل في 21 نسخة لكأس العالم قبل مشاركتها الحالية في مونديال قطر 2022، حققت خلالها اللقب 5 مرات.

وفي النسخة الـ16 المتبقية، حقق راقصو السامبا المركز الثاني مرتين عامي 1950 على أرضهم و1998 في فرنسا، والمركز الثالث مثلهما عامي 1938 بفرنسا أيضا و1978 بالأرجنتين، وكذلك الرابع عامي 1974 بألمانيا و2014 على أرضهم أيضا.

وودع منتخب البرازيل من الدور الأول أو المجموعات 3 مرات (1930 و1934 و1966)، ومن الدور الثاني (ثمن النهائي أو المجموعات الثاني) مرتين (1982 و1990)، ومن ربع النهائي 5 مرات (1954 و1986 و2006 و2010 و2018).

***

قميص منتخب البرازيل

ربما لا يعرف كثيرون أن منتخب البرازيل لم يبدأ ظهوره في كأس العالم وهو يرتدي القميص الأصفر التاريخي الذي يلعب به الآن، ويعتبر هو القميص الأساسي بالنسبة له.

فقد بدأ راقصو السامبا ظهورهم المونديالي وهم يرتدون القميص الأبيض (مع بعض اللمسات الزرقاء أحيانا)، والذي كان قميصهم الأساسي بل والوحيد لسنوات طويلة، وبالتحديد منذ عام 1919 وحتى 1954.

ولعب منتخب البرازيل بالقميص الأبيض 4 نسخ من كأس العالم، خرج في الأولى (1930) من المجموعات، وفي الثانية (1934) من الدور الأول، وحقق في الثالثة (1938) المركز الرابع، بينما خسر نهائي الرابعة (1950) على أرضه.

***

فضيحة الماراكانازو

بعدما خسر منتخب البرازيل نهائي كأس العالم 1950 على أرضه ووسط ملعب ماراكانا التاريخي الشهير، فيما عرف بفضيحة "الماراكانازو"، اعتبر البعض قميص الفريق الذي كان يحمل اللون الأبيض جالبا للنحس، وقرروا تغييره.

وتم الإعلان عن مسابقة لتصميم قميص مناسب لراقصي السامبا، على أن يكون مستوحى من ألوان العلم البرازيلي الـ4 (الأصفر والأزرق والأخضر والأبيض)، ووصل إلى المسؤولين عن ذلك 300 تصميم اختاروا واحدا منها فقط يخص شابا عمره 19 عاما اسمه ألدير جارسيا.

وارتدى المنتخب البرازيلي هذا القميص الذي كان يحمل اللون الأصفر كلون رئيسي للمرة الأولى عام 1954، وخاض به مباريات مونديال سويسرا في العام ذاته، ولم يحالفه التوفيق أيضا في الفوز باللقب حيث ودع من ربع النهائي بالهزيمة أمام المجر 2-4، لكنه رغم ذلك تمسك بارتدائه بعد ذلك.

***

أول لقب

بدأ منتخب البرازيل مشاركته في كأس العالم 1958 التي أقيمت في السويد وهو يرتدي قميصه الأصفر الجديد، الذي لقب بقميص "فيردي أماريلا"، ولعب به حتى وصل إلى الدور النهائي.

وفي طريقهم إلى نهائي كأس العالم 1958 فاز راقصو السامبا على النمسا 3-0 في دور المجموعات، قبل أن يتعادلوا مع إنجلترا سلبيا، ويفوزوا على الاتحاد السوفييتي 2-0، ليتأهلوا في صدارة مجموعتهم ودون استقبال أي هدف.

وفي ربع النهائي فازت البرازيل على ويلز 1-0، ثم اكتسحت فرنسا 5-2 في نصف النهائي لتضرب موعدا مع السويد صاحبة الأرض في النهائي، وتحقق أول ألقابها المونديالية على حسابها بالفوز بالنتيجة ذاتها 5-2، لكن بقميص مختلفة كانت له قصة خاصة.

***

القميص الأزرق

يروي لوسيانو برينكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال" عن قصة ارتداء البرازيل القميص الأزرق، وذلك في نهائي كأس العالم 1958.

ويقول عن ذلك إن منظمي البطولة لاحظوا أن طرفي النهائي يرتديان القمصان الصفراء دائما، لذا قرروا إجراء قرعة بينهما من أجل أن يرتدي أحدهما قمصانا بلون بديل، أسفرت عن فوز أصحاب الأرض بحق ارتداء قمصانهم الصفراء.

ولم يكن منتخب البرازيل يملك قمصانا بلون بديل، لذا قرر تكليف عامل غرف الملابس الخاص به بشراء قمصان بلون آخر، بشرط ألا تكون باللون الأبيض.

وبالفعل قام عامل غرف الملابس بشراء 20 قميصا تحمل اللون الأزرق، وقام بالعمل ليومين في حياكة أرقام القمصان على ظهورها، وشعار الاتحاد البرازيلي على الصدر، لتصبح جاهزة للارتداء.

وارتدى لاعبو البرازيل القمصان الزرقاء، التي يبدو أنها كسرت نحس الفوز بكأس العالم، حيث تمكنوا من تحقيق أكبر فوز في تاريخ المباريات النهائية لكأس العالم، على حساب صاحب الأرض السويد بنتيجة 5-2، ليتوجوا بمونديال 1958 لأول مرة في تاريخهم.

واستمرارا لكسر النحس توجت البرازيل بلقب المونديال التالي الذي استضافته تشيلي عام 1962 لكن بالقميص الأصفر، مكررة إنجاز إيطاليا التاريخي بالفوز بالبطولة مرتين متتاليتين، والذي لم يحققه أي منتخب غيرهما في تاريخ البطولة.