حسين الدرازي
لم يرتقِ لمستوى الإثارة والحماس والمستوى الفني بالمباراتين

شهد نصف نهائي كأس الملك لكرة القدم إثارةً ما بعدها إثارة وتقلباتٍ في النتيجة لأكثر من مرة وحبساً للأنفاس حتى الثانية الأخيرة، إلى أن تم الإعلان عن تأهل الحالة والأهلي للمباراة النهائية التي لم يتحدد موعدها الرسمي بعد، وفي مباراتي نصف النهائي شهدنا التمديد للشوطين الإضافيين، وفي لقاء الحالة والمنامة تم الحسم عبر هدف ثمين للبرتقالي، ولكن في مباراة الأهلي والرفاع لم يتمكن كلاهما من التسجيل ليكون الحسم عبر ركلات الترجيح، حالها حال مباريات ربع النهائي الأربع التي حُسمت جميعها عبر الركلات الترجيحية.

وكل المتابعين ربما يتفقون أن هذه النسخة من الكأس الملكية ربما هي الأفضل في السنوات الأخيرة، على الأقل من جانب الإثارة والحماس وحبس الأنفاس وتأجيل الحسم للثواني الأخيرة بالإضافة إلى الحضور الجماهيري الكبير خاصة في مباراة الرفاع والمحرق وكذلك الأهلي والرفاع، والدليل على الإثارة الكبيرة أن الغالبية وبشكل منطقي كانت تتوقع المنامة والرفاع للنهائي على اعتبار تفوقهما الفني على الحالة والأهلي، لكن طبيعة مباريات الكؤوس ضربت بهذا الأمر عرض الحائط ليحصل العكس ويتأهل الحالة والأهلي للمباراة النهائية.

الإثارة كانت موجودة أيضاً ولكن بشكل «عكسي» ومثير للجدل، وذلك في الجانب التحكيمي بكلتا المباراتين، وخرج الخاسران غاضبين بشكل أكبر من التحكيم وحمّلوه بأنه من أهم الأسباب وراء الخروج، وبشكل عام تتفق الغالبية العظمى بأن التحكيم كان «النقطة السوداء» في نصف النهائي، إذ كانت الأخطاء قاتلة ومؤثرة بشكلٍ واضح في نتيجة المباراتين.

أبرز الأمور التي استند عليها المناميون في احتجاجهم على التحكيم هي عدم احتساب ركلة جزاء للاعبهم السوري محمد الحلاق في الشوط الأول بعد الدفع الذي تعرض له من أحد لاعبي الحالة وهو منطلق داخل منطقة الجزاء، والأمر الآخر الهام هو إلغاء المساعد الثاني هدفاً لهم في الشوط الإضافي الثاني كان سيجر المباراة لركلات الترجيح لو تم احتسابه، وصحيح أنه لا توجد كاميرات لكشف التسلل في النقل التلفزيوني، لكن وبحسب الإعادة من الكاميرا الرئيسة بمنتصف الملعب يبدو أن الهدف أقرب لأن يكون صحيحاً بسبب الفارق بين المهاجم وثاني آخر مدافع، وأيضاً شكك المناميون في صحة ركلة الجزاء الحالاوية التي تم احتسابها في الشوط الأول!.

أما في مباراة الأهلي والرفاع فالإثارة التحكيمية بلغت الذروة فيها، وأبرز اللقطات الواضحة كانت عدم احتساب ركلة جزاء رفاعية بعد لمس الكرة باليد من أحد المدافعين الأهلاويين وكان الحكم قريباً من اللعبة، وأيضاً كانت هنالك احتجاجات أهلاوية على ركلة الجزاء التي تم احتسابها للرفاع في الشوط الأول، وهي لم تتضح بالصورة الكاملة في البث التلفزيوني، لكن للوهلة الأولى «ربما» لا يوجد تلامس في اللعبة.

وكانت هنالك لقطة أخرى أسالت الكثير من الحبر وشهدت احتجاجات قوية من الجانبين، وذلك حينما أوقف الحكم اللعب بشكل متأخر، ولاعب الأهلي فينسيوس كان منفرداً بمرمى الرفاع، وأعاد اللعبة ليحتسبها ركلة حرة مباشرة للأهلي مع منح مدافع الرفاع سيد مهدي باقر البطاقة الثانية وطرده من الملعب، واستغرب المتابعون من عدم إتاحة الحكم الفرصة للاعب الأهلي لاستكمال الهجمة خصوصاً أنه منفرد بالمرمى، لكن رد المساعد والذي أخمد فورة الاحتجاجات الأهلاوية أن الكرة كانت قد تجاوزت حدود الملعب وبالتالي لابد من رفع الراية والعودة للخطأ وعدم منح فينسيوس الفرصة للتسجيل على اعتبار خروج الكرة من الملعب، وهذا القرار كان صحيحاً لكن ما يؤخذ على التحكيم هو التأخر في إصدار القرار، إذ جرى لاعب الأهلي مسافة كبيرة من خط الملعب الجانبي إلى منطقة الجزاء!!

كنا نتمنى أن يرتقي المستوى التحكيمي في المباراة مع مستوى الأداء والإثارة والحماس في المباراتين، وحتى لو كانت هنالك أخطاء تحكيمية، وهذا وارد وطبيعي في كرة القدم، ولكن لا يكون بمثل هذه الطريقة المؤثرة والمتكررة في المباراتين، وحديثنا هنا لا يعني أن الرفاع والمنامة كانا يجب أن يتأهلا للنهائي وأن الأهلي والحالة يجب ألا يفوزا، بكل كلامنا هو أننا كنا نتمنى قلة في الأخطاء التحكيمية المؤثرة وكل فريق يأخذ حقه وأن يكون التحكيم مميزاً كما هو الحالة بالنسبة للفرق واللاعبين الذين برزوا في المباراتين.