حسين الدرازي

واصل الفريق الأول لكرة القدم بنادي المحرق خيباته الكروية وتعثراته المستمرة مؤخرا بعد أن خسر من الخالدية بهدفين دون مقابل في ختام الجولة الثالثة عشرة من دوري ناصر بن حمد الممتاز، على الرغم من أنه خاض اللقاء الأخير بقيادة فنية جديدة تمثلت في المدرب التونسي ناصيف البياوي صاحب الجنسية الفرنسية الذي جاء خلفاً للمدرب الوطني عيسى السعدون صاحب الإنجاز الآسيوي في نوفمبر 2021.

كنا نتوقع على الأقل أن يظهر الفريق الأحمر ردة فعلٍ تتناسب مع الهزة التي حصلت من خلال تقديم السعدون استقالته والتعاقد مع البياوي بالإضافة لاستلام رئيس النادي الشيخ أحمد بن علي آل خليفة دفة قيادة جهاز كرة القدم وحرصه على التواجد في التدريب الأخير قبل ملاقاة الخالدية والالتقاء باللاعبين وتحفيزهم، لكن كل هذا لم يشفع بأن يُقدم الفريق الصورة المطلوبة لا على الصعيد الفني ولا على جانب الروح القتالية العالية التي تجلب الانتصارات أحياناً والتي توحي على الأقل لجماهير وعشاق الفريق أن هنالك لاعبين حريصين على ارتداء الشعار وتقديم أفضل ما لديهم، لكن لا هذا حضر ولا ذاك تواجد، والمحصلة أننا شاهدنا فريقاً (بلا لون ولا طعم ولا رائحة)، وكأن الأمر في الفريق هو أكبر من تغيير المدرب، ومثل ما يُقال في المثل الشعبي (الشق أكبر من الرقعة)!.

صحيح وبكل تأكيد أن المحرق عانى في هذه المباريات من بعش الغيابات وأيضاً صحيح أننا لا يمكن أن نُطلق الحُكم على نجاح المدرب الجديد في مهمته من عدمه، لكن كل هذا ليس مُبرراً للصورة الهزيلة التي ظهر بها الفريق وعجزه حتى عن تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحارس سيد شبر علوي، ونعرف تماماً أن البياوي قاد الفريق لتدريبات قليلة ولا يمكنه تغيير الكثير من الأمور الفنية، لكن على الأقل توقعنا أن تكون الروح المحرقاوية المعروفة حاضرة، وهو ما لم يحدث، وبالتالي فإن الفريق عجز عن تحقيق الفوز للمباراة السادسة على التوالي ما بين الدوري وكأس الملك، إذ يعود آخر فوز للفريق إلى يوم 20 ديسمبر 2022 في دوري ناصر بن حمد حينما تغلب على المنامة بهدف نظيف، وبعدها تعادل مع الخالدية بهدف لهدف ومع الأهلي بنفس النتيجة ومع سترة بدون أهداف وخرج من كأس الملك على يد الرفاع بركلات الترجيح ثم عاد ليخسر من سترة بهدف وحيد في الدوري قبل السقوط الأخير مساء الأحد أمام الخالدية.

الآن الفريق في وضع لا يحسد عليه بعد أن تراجع للمركز الرابع وكان قبل 3 جولات متربعاً على الصدارة، وأمامه مباراة هامة قادمة من أجل الانتعاش والعودة من جديدة وستكون أمام الرفاع المنافس التقليدي مساء الجمعة، وفي هذا اللقاء سيكون المحرق أمام مفترق طريقين، إما الانتصار والعودة بقوة للمنافسة بالذات كونه لايتخلف إلا بنقطة واحدة عن مركز الصدارة، أو الخسارة ومواصلة التهاوي، كون الهزائم المتتالية تجلب المشاكل بالتأكيد وتجعل الروح المعنوية في الأسفل!.