قبل أكثر من عام من الزمان وتحديداً في شهر مايو من العام الماضي 2022 انقلبت غالبية الجمعية العمومية للاتحاد العربي للكرة الطائرة بفعل فاعل على الرئيس التاريخي للاتحاد الشيخ علي بن محمد بن راشد آل خليفة لتختار الكويتي الدكتور عبدالهادي الشبيب رئيس الاتحاد الكويتي للكرة الطائرة على الرغم من فوارق الخبرة والكفاءة الإدارية التي كانت ترجح كفة الشيخ علي بن محمد آل خليفة الذي ترأس الاتحاد لمدة تزيد على السبعة عشر عاماً شهد خلالها هذا الاتحاد العربي استقراراً إدارياً ومالياً بالإضافة إلى المكاسب الفنية المتمثلة في اعتماد بطولاته دولياً وكذلك اعتماد مشاركات الحكام في البطولات العربية كمشاركات دولية.

اليوم تعود نفس الأصوات التي انقلبت على الشيخ علي في مايو من العام الماضي لتنادي بقوة بتزكيته للرئاسة في أعقاب استقالة الشبيب من رئاسة الاتحادين الكويتي والعربي لأسباب وصفها بأنها تعود لعدم الانسجام والتناغم بين أعضاء مجلس الإدارة!!

إجماع الجمعية العمومية الطارئة التي انعقدت في البحرين قبل يومين على تزكية الشيخ علي بن محمد آل خليفة للعودة لرئاسة الاتحاد تأتي كاعتراف صريح بالذنب الذي ارتكبته غالبيتهم بالانقلاب "المدبر" للإطاحة بالشيخ علي وهذا الموقف الأخير يجسد المثل الشعبي القائل "ما يصح إلا الصحيح".

الآن وقد اقترب الشيخ علي بن محمد بن راشد آل خليفة من استعادة موقعه كرئيس للاتحاد العربي للكرة الطائرة وعودة مقر الاتحاد إلى مملكة البحرين بانتظار الإعلان الرسمي خلال انعقاد الجمعية العمومية العادية في سبتمبر القادم، فإن على الجمعية العمومية أن تستفيد من هذا الدرس الذي كاد أن يعيد هذا الاتحاد إلى الوراء.

يجب أن تدرك الجمعيات العمومية سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية العربية أن عليها مسؤولية تحديد نجاح أو فشل هذه المؤسسات الرياضية، ولذلك يستوجب عليها تحكيم عقولها قبل عواطفها وانتماءاتها وأن تؤمن باستقلاليتها وبأنها تحمل أمانة كبيرة يستوجب تأديتها وتجنب خيانتها.

بعودة الشيخ علي بن محمد بن راشد آل خليفة إلى سدة الرئاسة العربية يكون الحق قد عاد إلى أصحابه، ونسأل الله التوفيق والسداد لابن الوطن في تنفيذ برنامجه الداعي إلى مزيد من الارتقاء بلعبة الكرة الطائرة على المستوى العربي والوصول بها إلى مشارف الدولية.