تنطلق الحقبة الجديدة لبطولة العالم للفورمولا1 بسياراتها ذات المؤثّرات الأرضيّة من بوابة جائزة البحرين الكبرى نهاية الأسبوع الجاري، لتُعطي شارة بدء موسم 2022 الذي يعد بالإثارة والتشويق.

بعد أشهرٍ من العمل المكثّف الذي انطلق منذ بداية العام الماضي بالنسبة للعديد من الفرق من أجل تطوير وإنتاج السيارات الجديدة المختلفة وفق صيغة القوانين التقنيّة الجديدة، تأتي لحظة الحقيقة لاكتشاف ترتيب المنافسة.

وفي حين أنّ الفرق حصلت على فرصتها الأولى لتشكيل فكرة أوليّة على أداء سياراتها خلال التجارب الشتويّة في برشلونة والبحرين، إلّا أنّها لا تملك فكرة كاملة عمّا سيكون عليه الترتيب بالنظر إلى إخفاء كلّ فريقٍ لبعض الأوراق.

وعبّر العديد من السائقين عن تطلّب السيارات الجديدة لأسلوب قيادةٍ مختلف، خاصة إلى جانب تأثير تغيير الإطارات والانتقال إلى إطارات الـ 18 إنشاً لهذا العام.

كما إنّ مشكلة الارتدادات وحلّها سيلعبان دوراً أساسياً في تحديد ترتيب المنافسة من جهة، إلى جانب التأثير على مستويات الموثوقيّة في ظلّ العديد من المخاوف بشأن تضرّر الأرضيّات بسبب تلك الظاهرة التي كانت حاضرة بقوّة خلال التجارب.

فضلاً عن ذلك فإنّ السيارات الجديدة أكثر صلابة من سابقاتها، وهو ما يعني امتصاصها للمطبّات بشكلٍ أقلّ ما يُقلّل من مستويات الراحة بالنسبة للسائقين داخل قمرة القيادة ويزيد من قدر التحدي الجسدي المسلّط عليهم خلال السباقات.

وسيبدأ ماكس فيرشتابن الموسم كحاملٍ للقب بعد فوزه ببطولة العالم في العام الماضي، حيث اختار استخدام الرقم واحد هذا العام احتفالًا بذلك الإنجاز، كما أنّ الملاحظين يعتبرون ريد بُل الفريق المرشّح بالتوجّه إلى الموسم الجديد على إثر أدائه اللافت في اليوم الختامي من التجارب الشتوية التي أختتمت في الصخير.

كما ستشهد صيغة عطلة نهاية الأسبوع بعض التغييرات من خلال نقل الأنشطة الصحفيّة إلى صباح الجمعة عوضاً عن الخميس وهو ما سيُؤدّي إلى تأخير حصص التجارب الحرّة قليلاً عن مواعيدها السابقة.

واستضافت البحرين أوّل سباقٍ لها في يومٍ مميّز كان 04/04/2004، لتكون أوّل جولة عربيّة تنضمّ إلى البطولة عبر حلبة معاصرة عالية التطوّر والتقنية.

ولوقي السباق بترحاب عالمي مثير لما قدّمته الحلبة من إثارة وتحدٍ مختلف في ربوع الصحراء العربيّة.

وبعد 10 أعوامٍ من استضافة السباق في النهار، انتقل السباق ليُقام ليلاً تحت الأضواء الكاشفة بدءاً من نسخة 2014 التي عرفت معركة ناريّة حينها بين ثنائيّ السهام الفضيّة لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ.

وستكون نسخة هذا العام الـ 18 في تاريخ جائزة البحرين الكبرى، يأتي ذلك بعد تجديد الحلبة عقدها مع البطولة لأعوامٍ طويلة مقبلة مؤخّرًا حتّى 2036.

ويُعتبر لويس هاميلتون السائق الأكثر نجاحاً في جائزة البحرين الكبرى بعد فوزه بها في خمس مناسبات جاءت كلّها خلال الحقبة الهجينة، في حين يتواجد سيباستيان فيتيل خلفه مباشرة بأربعة انتصارات.

أمّا على صعيد الفرق فإنّ فيراري ومرسيدس متعادلتان في الصدارة بستّة انتصارات لكلٍ منهما.

الحلبة

عرفت حلبة الصخير، أو حلبة البحرين الدوليّة، بعض التغييرات على مرّ تاريخها، حيث انطلقت بتصميمها الأصلي البالغ طوله 5.417 كلم، قبل بعض التعديلات التي جعلت طولها 5.412 كلم.

وشهدت نسخة 2010 استخدام المسار الأوسع الأطول بالكامل والذي كان يُستخدم حينها في سباقات التحمّل والبالغ طوله 6.299 كلم، قبل العودة إلى التصميم الطبيعي في النسخ التالية منذ ذلك الحين.

كما استضافت الحلبة جائزة الصخير الكبرى في موسم 2020 ضمن مسارها الخارجي القصير الذي وفّر إثارة منقطعة النظير.

ويملك هاميلتون الزمن القياسيّ على حلبة البحرين الدوليّة بـ 1:27.264 دقيقة من نسخة 2020.

لكنّ مرسيدس تتوقّع أن تكون السرعات أبطأ هذا العام نتيجة السيارات الجديدة، حيث ستكون أغلب الفوارق في المنعطفات البطيئة، لكنّ السيارات ستكون أسرع على الخطوط المستقيمة في المقابل.

الإطارات

ستُسلّط الكثير من الأضواء على الإطارات نهاية هذا الأسبوع بالنظر إلى اختلافها عن سابقاتها بقياس 13 إنشاً وجانبها القصير. ذلك فضلاً عن خفض درجات الحرارة في بطانيّات التحمية لهذا العام وهو ما يزيد من التحدي المفروض على السائقين لإدارتها وتجهيزها.

وبالنظر إلى أنّ حلبة البحرين الدوليّة تتميّز بسطحها الخشن فقد اختارت بيريللي جلب تركيباتها الثلاث الأكثر قساوة «سي1» لتكون إطارات «هارد»، و «سي2» لتكون «ميديوم» و «سي3» لتكون «سوفت».

وبالرغم من خشونة سطح الأسفلت، إلّا أنّ الرمال تتسبّب في بعض الانزلاقات وهو ما يُؤثّر على مستويات التماسك، وهي مسألة تذمّر منها السائقون بشدّة خلال التجارب التحضيريّة، خاصة مع هذه السيارات الجديدة.

لكن بالنظر إلى تواجد بطولتَي الفورمولا 3 والفورمولا 2 ضمن ذات عطلة نهاية الأسبوع مع الفورمولا1 هذا العام فمن المنتظر أن يُساهم ذلك في تحسّن مستويات التماسك بشكلٍ كبير مع تقدّم عطلة نهاية الأسبوع.

وعلى صعيد الاستراتيجيّة فإنّ الفرق بصدد التوجّه إلى المجهول نسبياً، بالرغم من أنّه من المرجّح أن تُحاول أغلبها مجدّداً الاقتصار على وقفة وحيدة أو اثنتين على الأغلب، خاصة في ظلّ التوقّعات بأن تكون وقفات الصيانة أبطأ من السابق بسبب الإطارات الأثقل، بالتوازي مع تغيير القانون المتعلّق بانطلاق العشرة الأوائل على الإطارات التي تأهّلوا عليها للقسم الثالث ومنحهم الآن حريّة اختيار تركيبة الانطلاق.