وليد صبري




* واشنطن لن تسمح لطهران بتهديد الحلفاء والشركاء في الشرق الأوسط


* عرقلة جهود طهران في دعم ميليشياتها بالعراق

* تأخر تشكيل الحكومة العراقية يقوض ثقة المجتمع الدولي

* واشنطن تدعم اتفاق سنجار بين حكومتي بغداد وكردستان

حذرت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق وإيران، جينيفر غافيتو، إيران من مغبة استمرارها في دعم الميليشيات المسلحة في العراق، مؤكدة أن طهران بدعمها لتلك الميليشيات المسلحة تهدد أمن واستقرار المنطقة وكذلك القوات الأمريكية المتواجدة وقوات التحالف وحلفاء أمريكا في المنطقة، مشددة على أنه لا يمكن لواشنطن أن تسمح لإيران بالاستمرار في دعم الجماعة المسلحة والعنيفة والتي تهدد شركائنا في المنطقة.

وأضافت غافيتو في رد على سؤال لـ"الوطن" خلال المشاركة في الإيجاز الصحفي الهاتفي الذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية أمس، بشأن مناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية، والعراق، ورؤية واشنطن الخاصة بالعلاقات الثنائية بعد تشكيل الحكومة، أنه لابد من عرقلة جهود إيران في دعم الميليشيات التي تأتمر بأوامرها في العراق، خاصة وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتبر أن إيران تقوض الاستقرار في العراق بدعم الجماعات والميليشيات المسلحة.

وشددت على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة من أجل ضمان أمن واستقرار البلاد، منوهة إلى لدى واشنطن التزام كبير تجاه العراق والمنطقة، مشيرة إلى أن تشكيل الحكومة العراقية يسهم في تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين خاصة ما يتعلق بمجال الطاقة والاستثمار، وتوسيع المشروعات ذات الاهتمام المشترك.

وذكرت أن واشنطن تتطلع للعمل مع الشركاء العراقيين لتطبيق الاتفاقيات ودعم قوات الأمن العراقية والدفاع عن سيادة العراق وتنفيذ المشروعات والاتفاقيات وتحسين مناخ الاستثمار وتقديم تقنيات جديدة للعراق مع ضرورة الحفاظ على دعم العراق في مجالات التعليم والبيئة والثقافة والاقتصاد والاستثمار.

وحذرت الدبلوماسية الأمريكية من مغبة تأخير تشكيل الحكومة في العراق، مؤكدة أن هذا يقوض ثقة المجتمع الدولي في الدولة العراقية، كما أنه في الوقت ذاته، يعيق الهدف الأساس من انتخاب المسؤولين في العراق، لأنه لابد أن يكون لدينا شركاء في القريب العاجل من أجل تنفيذ الأولويات مع العلم أن واشنطن مهتمة بتشكيل الحكومة العراقية وفي الوقت ذاته لا تتدخل في تشكيلها من أجل السماح للعراقيين بالمشاركة في دعم الديمقراطية في البلاد، حيث ركز المسؤولون الأمريكيون خلال مباحثاتهم مع نظرائهم العراقيين على أهمية حماية سيادة وأمن واستقرار واستقلال العراق ولذلك نحن نشجع جميع الأطراف على الإسراع في تشكيل الحكومة.

وفي رد على سؤال لـ"الوطن"، حول استراتيجية واشنطن في التعامل مع الميليشيات المسلحة الموالية لطهران في العراق، أفادت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق وإيران بأن واشنطن تحذر إيران من مغبة استمرارها في دعم الميليشيات المسلحة في العراق، مؤكدة أن طهران بدعمها لتلك الميليشيات المسلحة تهدد امن واستقرار المنطقة وكذلك القوات الأمريكية المتواجدة وقوات التحالف وحلفاء أمريكا في المنطقة، مشددة على أنه لا يمكن لواشنطن أن تسمح لإيران بالاستمرار في دعم الجماعة المسلحة والعنيفة والتي تهدد شركاءنا في المنطقة.

وأضافت غافيتو أنه لابد من عرقلة جهود إيران في دعم الميليشيات التي تأتمر بأوامرها في العراق، خاصة وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتبر أن إيران تقوض الاستقرار في العراق بدعم الجماعات والميليشيات المسلحة.

وقالت إننا ندعم بقوة اتفاق سنجار، بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق، خاصة فيما يتعلق بالجانب الأمني بين الطرفين، مشددة على ضرورة حماية حقوق الأقليات في البلاد، وذلك من أجل المساهمة في بناء دولة عراقية قوية، وبالتالي نحن نطمح في أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يؤدي إلى ضمان حقوق الأقليات وفي الوقت ذاته، دعم القوات الأمنية في العراق حتى لا يظهر ما يسمى بتنظيم الدولة "داعش" مرة أخرى، ويكون القضاء على تلك الجماعات الإرهابية نهائياً ولا يشكل تحدياً جديداً للعراق.

وفي 9 أكتوبر الماضي، وقعت بغداد مع حكومة إقليم كردستان العراق اتفاقا لضمان حفظ الأمن في قضاء سنجار بمحافظة نينوى شمال البلاد من قبل قوات الأمن الاتحادية بالتنسيق مع قوات الإقليم، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء.

كما ينص الاتفاق، على إنهاء وجود المنظمات المسلحة وبينها حزب العمال الكردستاني في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها في المنطقة. وسابقاً، قالت بغداد إنها بدأت بتطبيق الاتفاق منذ مطلع ديسمبر الماضي عبر نشر قوات الحكومة الاتحادية وإخراج الجماعات المسلحة من قضاء سنجار، وهو ما تنفيه حكومة الإقليم.

يذكر أن جينيفر غافيتو تشغل منصب نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران منذ أغسطس 2021، وقد شغلت قبل ذلك منصب المستشارة الرئيسية للشؤون السياسية في السفارة الأمريكية في لندن. أمضت غافيتو غالبية مسيرتها في الخارجية الأمريكية في العمل في الشرق الأوسط أو على مواضيع تتعلق بهذه المنطقة. وتتضمن المناصب السابقة التي تولتها ما يلي: نائبة القنصل العام في القنصلية الأمريكية العامة في دبي، ومديرة شؤون سوريا ولبنان بين موظفي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ونائبة مدير مكتب شؤون المغرب العربي في مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية، ومسؤولة مكتب ليبيا، ورئيسة للقسم الاقتصادي، والتجاري في السفارة الأمريكية في بيروت في لبنان.