وليد صبري




* فوز "حزب الله" يشجع أذرع إيران على العبث الإقليمي في المنطقة


* انتصار "حزب الله" يزيد غطرسة النظام الإيراني في المنطقة

* لابد من عدم الاستدارة عن لبنان وتركه فريسة لـ"حزب الله" وإيران

* لابد من الاستفادة من تجربة العراق بسيطرة الحشد الشعبي وإيران على الدولة

* مقاطعة الانتخابات يقدم لبنان على طبق من ذهب لـ"حزب الله" وإيران

* القانون الانتخابي مع الصوت التفضيلي وضع لخدمة "حزب الله" وحلفائه

* لبنان سيواجه إشكالية في تشكيل الحكومة واختيار رئيس الجمهورية

* العلاقات اللبنانية بالخارج لن تغير في قواعد اللعبة السياسية

* تخطيط طهران لأوضاع لبنان في ثكنات الحرس الثوري قبل أن يصل لـ"حزب الله"

* "حزب الله" لن يستطيع خطف الشيعة وإلحاقهم بإيران

يصوت اللبنانيون اليوم الأحد في الانتخابات البرلمانية، حيث تتنافس 103 قوائم انتخابية تضم 718 مرشحا موزعين على 15 دائرة انتخابية لاختيار 128 نائباً في البرلمان.

وتتوزع المقاعد الـ 128 على النحو الآتي، 28 للسنة، و28 للشيعة، و8 للدروز، و34 للموارنة، و14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، و5 للأرمن، ومقعدان للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية. ويبلغ مجموع الناخبين اللبنانيين 3967507 ملايين ناخباً، بينهم 225 ألف ناخب في الخارج. وفي 6 و8 مايو الجاري، اقترع المغتربون اللبنانيون في 58 بلداً، حيث بلغت نسبة مشاركتهم 63 %، وفق أرقام رسمية. وقسم قانون الانتخاب الجديد لبنان إلى 15 دائرة انتخابية كبرى، مقسّمة بدورها إلى دوائر أصغر، وخصص لكل دائرة عدد من المقاعد، أقلها 5 وأكبرها 13 مقعداً.

وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن فوز "حزب الله" بالانتخابات البرلمانية في لبنان سوف يؤدي إلى زيادة غطرسة الحزب في البلاد، كما سيؤدي إلى زيادة غطرسة النظام الإيراني في المنطقة من خلال التشجيع على زيادة نفوذ أذرعه الأمر الذي سوف يتسبب في عبث إقليمي في المنطقة، مشيرين إلى أن مقاطعة الانتخابات يقدم لبنان على طبق من ذهب لـ"حزب الله" وإيران.

وأضافوا لـ"الوطن" أن الانتخابات ربما تحمل عنوان "راوح مكانك"، خاصة وأن الانتخابات اللبنانية يصاحبها وهج إعلامي لكنه بحسب وصفهم "طحن بلا طحين"، نظراً للتوقعات بفوز "حزب الله" بالانتخابات خاصة وأن القانون الانتخابي مع الصوت التفضيلي وضع لخدمة "حزب الله" وحلفاؤه، كما أن العلاقات اللبنانية بالخارج لن تغير في قواعد اللعبة السياسية.

وأشاروا إلى ضرورة عدم الاستدارة عن لبنان وتركه فريسة لـ"حزب الله" وإيران، والاستفادة من الخطأ الذي وقع في العراق إبان حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حينما ترك العراق فريسة لإيران وللحشد الشعبي.

ونوهوا إلى أن "حزب الله" لن يستطيع خطف الشيعة وإلحاقهم بإيران على الرغم من أن تخطيط طهران لأوضاع لبنان يتم في ثكنات الحرس الثوري قبل أن يصل لمكاتب "حزب الله" في بيروت.

غطرسة "حزب الله"

من جهته، الكاتب والمحلل السياسي الكويتي د. ظافر محمد العجمي، أنه "في تقديري، في حال فوز "حزب الله" سوف تزداد غطرسته في لبنان، كما سوف تزداد غطرسة النظام الإيراني ما يدعي من امتلاكه للقرار في بعض العواصم العربية وأسوأ ما في الأمر هو أن "حزب الله" أصبح قدوة لبعض التنظيمات الموالية لإيران في محور المقاومة فهو قدوة للحشد الشعبي والحوثيين وقدوة للفصائل المنظوية بما يسمى بـ"محور المقاومة" في سوريا، والكثير من التنظيمات التي تنظر له كقدوة، وبالتالي المهم في الأمر أن فوز "حزب الله" قد يؤدي إلى زيادة هذه القدوة ويشجع على العبث الإقليمي بأذرع إيران الجديدة التي ستزداد قوة".

وفي رد على سؤال حول تأثير الانتخابات اللبنانية على العلاقة بين لبنان ودول الخليج، أفاد د. العجمي بانها "هي الآن في أسوأ حالتها وإن كان هناك المبادرة الكويتية التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية وإن كان بالتدرج"، مضيفاً "قناعتي أنه لابد من عدم الاستدارة عن لبنان وترك إيران تعبث بالدولة اللبنانية وتركها فريسة لـ"حزب الله" وإيران"، مشدداً على "ضرورة الاستفادة مما حصل في العراق حيث مازلنا نعاني من سيطرة "الحشد الشعبي" والعبث الإيراني في العراق وقت أن تركنا العراق إبان حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي"، منوهاً إلى "ضرورة ألا يتم تسليم لبنان للإيرانيين نكاية في "حزب الله" وبالنتائج التي سوف تخرج".

وفيما يتعلق بمقاطعة الانتخابات، قال "في تقديري المشاركة أجدى لأن الكثير من الأنظمة في العالم تسعى إلى منع المنافسين من الوصول إلى صناديق الاقتراح، لأن عدم المشاركة تعطي السلطة لـ"حزب الله" على طبق من ذهب، ولذلك كان رأي مفتي لبنان الذي طالب بالمشاركة حتى ولوكان لغير السنة ولو كانت للمسيحيين أو للأرمن أو لأي طائفة أخرى، لكنها لا تترك لـ"حزب الله" وحده، وقد انفرد بالمقاطعة تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، ولقد استطاع "حزب الله" أن يتمدد أكثر، كما تشرذمت الطائفة السنية خلال الـ17 عاماً الماضية".

وقال إن الانتخابات النيابية سوف تغير من المشهد السياسي في لبنان، وتؤدي لاستحواذ "حزب الله"، ولن يكون هناك الثلث المعطل، بل النصف المعطل، وهذا يعني السيطرة المطلقة لـ"حزب الله" في العبث بالأمن اللبناني ولا يزال هناك فرصة في أن إزاحة أو رحيل عماد عون قد يفتح المجال لمنافس ماروني أو أكثر لا يكون مرتمياً في أحضان "حزب الله" كما فعل عون فالمشهد قابل للتغيير وقد يكون التغيير حاد وليس في صالح دول الخليج ولبنان وقد يكون اقل حده لان عون راحل فنتائج الانتخابات ليست ما سيشكل المشهد، لكن ما يشكلها رحيل عون وكذلك والبديل القادم.

وذكر أنه من صالح "حزب الله" أن يعطي الشرعية للانتخابات وهو ضامن للفوز بحكم أنه قد وضع قطاعات كثيرة تحت ذراعه والتزام المنضوين تحت الحزب بالتصويت في الانتخابات، وبالتالي سوف يتضرر "حزب الله" لو كانت نسبة المشاركة بين 10% و20%.

تصويت طائفي

من جهته، قال الخبير السياسي في مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، بدولة الإمارات العربية المتحدة، د. خالد فياض، أعتقد أن لبنان مع معركة انتخابية بظاهر جديد ولكن بجوهر تقليدي قديم فرغم التعديلات التي طالت بعض قوانين الانتخابات فإنه يبدو أن لبنان على موعد مع انتخابات طائفية بامتياز سوف تحافظ فيها كل طائفه على مقاعدها بغض النظر عن الحزب او التيار الذي يمثلها، ولكن الجديد في انتخابات هذه المرة أنها تأتي وسط ضعف عام أصاب الطائفة السنية والتي اعتزل زعيمها وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري العمل السياسي اعتراضاً على المناخ العام الفاسد الذي أصاب الحياة السياسية في لبنان ورغم إعلان شقيقه نيته الترشح ملمحاً إلى إمكانية قيامه بوراثة مكانة أخيه ووالده من قبل إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى عكس ذلك خاصة أنه لا يوجد توافق عليه حتى الآن من جانب عائلة الحريري ذاتها، فما بال تيار المستقبل؟

وفي رد على سؤال حول خضوع لبنان للسيادة الإيرانية، إذا فاز "حزب الله" بالانتخابات، أفاد د. فياض، بأن فكرة سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية أمر شديد الصعوبة نظراً لأن العملية السياسية في لبنان لا تدار فقط في أروقة مؤسساته الحاكمة بقدر كونها تدار في ظل توازنات إقليمية ودولية لها مصلحة مباشرة في عدم سيطرة "حزب الله" على مقاليد الحكم في البلاد ويعلم "حزب الله" ذلك جيداً وبالتالي فإن ما يسعى إليه هو إبقاء الوضع على ما هو عليه دون تغيير حتى لو دانت له السيطرة السياسية على البرلمان اللبناني وهو أمر متوقع.

وفيما يتعلق بالموقف المناسب لسنة لبنان، هل المشاركة أم المقاطعة؟ توقع د. فياض مشاركة سنية عادية في هذه الانتخابات كسابقتها حتى في ظل مقاطعة بعض الرموز السنية لتلك الانتخابات كسعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، فالعملية الانتخابية في لبنان يسيطر عليها السلوك التصويتي الطائفي حتى لو ظهر على السطح مؤشرات جزئية تشير إلى عكس ذلك، فالقاعدة الشعبية لكل طائفة ما زالت تحتفظ برؤاها والتي قد تكون بعيده نسبياً عن ما تتمناه قوى التغيير الحقيقية في لبنان، فما أراه أن الانتخابات في لبنان دائماً هي طحن ولكن بلا طحين.

وفيما يتعلق باحتمالية تغير المشهد السياسي في لبنان، أوضح د. فياض أنه لا يعتقد ذلك، مضيفاً أن شعار الانتخابات في لبنان دائماً هي راوح مكانك، فالمشهد الانتخابي رغم صخبه الإعلامي يسير في اتجاه بقاء الوضع على ما هو عليه، وإن كانت الأزمة الاقتصادية واستشراء الفساد في الدولة اللبنانية بالإضافة إلى العلاقات اللبنانية العربية واللبنانية الإيرانية واللبنانية الفرنسية سوف تكون لها كلمة، ولكنها كلمة ليست بالتأثير الذي يغير قواعد اللعبة السياسية في الدولة.

وحول رأيه في لجوء "حزب الله" إلى ترتيب معارضيه، ففسره بأن "حزب الله" هو ذراع إيراني في العالم العربي عموماً وفي لبنان خصوصاً وبالتالي فما تمليه عليه إيران ينفذه بغض النظر عن إن كان ذلك يصب في مصلحة الدولة اللبنانية أم لا وبالتالي فإن تلك التراتبية التي يقوم بها تتحدد في ثكنات الحرس الثوري الإيراني قبل أن تصل إلى مكاتب حزب الله في بيروت وما تلك التراتبية إلا تنفيذاً لأجندة إيرانية معينة تحاول أن تستخدم لبنان في المعادلة السياسية الإيرانية في الشرق الأوسط وهو أمر رغم صعوبة التعامل معه في ظل الأوضاع الحالية فإنه قابل للانفجار في أي لحظة مع أول انفجار لتكتل التوازنات في منطقة الشرق الأوسط.

المقاطعة تخدم "حزب الله"

من ناحيته، أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، بديع قرحاني، أنه فيما يتعلق بموضوع الانتخابات النيابية لابد من الإشارة إلى أن القانون الانتخابي الحالي النسبي مع الصوت التفضيلي وضع أساساً لخدمة "حزب الله" وحلفائه، وللأسف عندما طرح هذا القانون وافق عليه تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، وهذا القانون دائماً سيعطي قوة إلى "حزب الله" وسلاحه ومن هنا أنا شخصياً أتوقع أن نتائج الانتخابات النيابية المقبلة ستكون لصالح حزب الله، وقد يخسر بعض المقاعد المسيحية التابعة للتيار الوطني الحر ولكن أصبح واضحاً من أن عدداً من حلفاء "حزب الله" سوف يفوزون في هذه الانتخابات وتحديداً في صيدا وفي طرابلس وربما في عكار أيضاً.

وذكر قرحاني أنه بشأن موضوع الانتخابات لابد هنا أيضاً الإشارة من أن حتى من يطرح الشعارات الكبيرة موضوع الاحتلال الإيراني وسلاح "حزب الله" أيضاً وضع في تناقضات عندما يكون هناك احتلال ويكون هناك هيمنه إيرانيه وهيمنه لسلاح "حزب الله" على لبنان وعلى الدولة كان من المفروض أن يتم التعاطي بطريقة مختلفه وأن لا نجاري "حزب الله" في المشاركة في هذه الانتخابات إلا من صيغه توحيدية لمعظم القوى السياسية في لبنان التي تطالب بنزع سلاح "حزب الله" ونزع الهيمنة الإيرانية عن البلد.

وقال قرحاني "للأسف يمكن القول إن "حزب الله" بزعامة حسن نصرالله سوف يواصل التوغل داخل الدولة من خلال نتائج الانتخابات أكثر مما مضى وهذا الأمر أعلنه نصرالله في اكثر من خطاب مؤخراً، وبالتالي السعي الأساسي لـ"حزب الله هو الإمساك بكل مفاصل الدولة أكثر مما هو الواقع الحالي وأعتقد أن نتائج الانتخابات أياً كانت بالرغم من اعتقادي انها سوف تكون لصالح "حزب الله" لاسباب عديدة منها تحريض السنة على عدم المشاركة في هذه الانتخابات من قبل سعد الحريري وهذه كانت خدمة ايضا جلية لـ"حزب الله" مجانية والنقطة الثانيه للاسف ان المجتمع الدولي يتعاطى بمكيالين، بمعنى أنه يفاوض وينسق مع "حزب الله" في موقف، وفي موقف آخر، يحارب فقط بعض السياسيين تحت عنوان الفساد، ولا يمكن محاربة الفساد مع اغفال موضوع سلاح "حزب الله"".

وبالحديث عن الانتخابات الديمقراطية، أوضح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أنه اساسا عندما يطرح موضوع انتخابات ديمقراطيه كيف يمكن ان تتم انتخابات ديمقراطيه بوجود سلاح يهيمن على البلد وقد شهدنا جميعا ماذا حدث بلائحة المعارضه في الجنوب، كيف تم اطلاق النار وكيف تعرضوا للضرب وهذا ما حدث في بعلبك، وكيف تم انسحاب عدد من المرشحين بعد عملية الضغط من قبل "حزب الله"، وبالتالي اسلوب الترهيب والترغيب معتمد ويمكن القول على الاقل ان "حزب الله" وحليفة الشيعي حركة امل سوف يحظون بأغلبية المقاعد الشيعية اضافة الى مقاعد حلفائهم من السنة ومن المسيحيين.

وتوقع قرحاني أن يواجه لبنان إشكالية في تنسيق المجلس النيابي وايضا إشكالية في تشكيل حكومة جديدة، وصولا الى اختيار رئيس للجمهورية في اكتوبر المقبل، وكل هذه الامور حكما لن تؤدي الى نتائج ايجابية، وبالتالي أتوقع أن تكون البلاد مقبلة على فراغ دستوري، وهذا يخدم "حزب الله" لغاية ان يفرض اجندته كما حدث في السابق عندما عطل المجلس النيابي لمدة سنتين ونصف من اجل ايصال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وبالتالي اليوم سوف يعتمد نفس الاسلوب ولديه الامكانية باللعبة الدستورية وباللعبة الميثاقية، من ان طائفة بأكملها لا يمكن تجاهلها، وهذه هي اللعبة التي يقوم بها "حزب الله".

وتابع قرحاني "حسب اعتقادي، لابد من وصاية دوليه ولو مالية في البداية على البلاد، لأن الفساد والهدر لم يتوقفا، كما أن سلاح "حزب الله" لم يتوقف، ولا يمكن معالجته بالطريقة التي يتم طرحها ومناقشة السياسة الاستراتيجية الدفاعية كون "حزب الله" بدأ يتحدث في هذا الموضوع ويتحدث عنها من نظرية من ان يكون الجيش داخل "حزب الله" وليس "حزب الله" داخل الجيش وبالتالي اعتقد ان لبنان مقبلة على ازمات دستورية ولا اتمنى ان تقبل البلاد على فوضى أمنية كمقدمة لنظام جديد يسعى "حزب الله" لفرضه على لبنان".

وقال إن "فوز حزب الله في الانتخابات حكما سيؤكد خضوع لبنان للهيمنة الايرانيه ولسلاح حزب الله و هذا ما يسعى اليه جاهدا "حزب الله" من ان يفوز بالاغلبيه الشيعية تحديدا اضافة الى نجاح حلفائه من الطوائف الاخرى".

وأشار إلى أنه يتم اجراء الانتخابات النيابية في ظل هيمنة سلاح حرب الله على الدولة وعلى الشعب واستخدمه بشكل او بأخر من اجل ترهيب كل المعارضين له في تحديدا في منطقة الجنوب اللبناني وفي البقاع حيث تم استخدام بعض البلطجيه من خلال اطلاق النيران في الهواء ترهيبا لأي لائحة مرشحة في مواجهة "حزب الله" فهذا سلاح يستخدم في هذه الانتخابات وتحديدا في المناطق التي تخضع لنفوذ "حزب الله" حيث لا يسمح لاي معارض شيعي تحديدا او سني او من اي طائفة اخرى ان يكون في مواجهة اللوائح المحسوبه او لوائح حزب الله و حركة امل تحديدا.

وفي رد على سؤال حول المستفيد الأول من الدعوة لمقاطعة السنة للاستحقاق البرلماني، أفاد قرحاني بأنه كان يجب ان لا تتم الدعوة ولا بأي شكل من الاشكال لمقاطعة السنة في هذه الانتخابات، ومطالبة السنه في لبنان بمقاطعة الانتخابات هي هدية مجانيه لـ"حزب الله" ولحلفائه فهذه المقاطعه تخدم طرف وحيد في لبنان وهو "حزب الله" وحلفاء "حزب الله"، ويحرم على بعض المرشحين الفوز، فدعوة المقاطعة السنة في المشاركة في هذه الانتخابات هي خدمة مجانية لـ"حزب الله" و لسلاح "حزب الله" ولحلفائه.

ونوه إلى أن الانتخابات لن تغير المشهد السياسي في لبنان ولا من الواقع السياسي في لبنان، فايا كانت النتائج فإن هيمنة "حزب الله" على الدولة ما زالت قائمة وسوف تتكرر وبأسلوب ربما مختلف واقوى ايضا وهذا ما اعلنه "حزب الله" عبر امينه العام حسن نصر الله من انه بعد الانتخابات سوف يدخل اكثر الى الدولة اللبنانيه بعنوان حماية المقاومة وحماية السلم الاهلي وعدم التآمر على المقاومة، هذه اللغة التي تحدث بها نصرالله مما يعني اننا مقبلين على حقبة يمكن ان يقال فيها من انها حقبة "حزب الله" في لبنان بكل هذه الكلمة، ومزيد من سيطرة "حزب الله" على مفاصل الدولة اللبنانيه.

واعتبر قرحاني أن "حزب الله" كان الاكثر تنظيما بين كل الفرقاء الساسيين في لبنان وعمل جاهدا على حل العديد من الخلافات بين حلفائه وتحديدا بين جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وسليمان فرنجيه رئيس تيار المرده من اجل الحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد لصالح الحزب وحلفائه بالاشارة الى انه تم تأجيل الخلافات تحت عنوان "المصالحة"، من أجل الفوز بهذه الانتخابات، وتأجيل الخلاف فيما يتعلق بموضوع رئاسة الجمهورية التي يتنافس عليها حتى الآن كل من باسيل وفرنجية.

وقال إن "حزب الله" نجح في تنظيم صفوف حلفائه ودعمهم بأعمال لوجستيه وسبق لـ"حزب الله" ايضا ان اعلن انه ما يقارب 5 آلاف من مندوبيه يعملون في هذه الانتخابات، وبالتالي فإن الانتخابات هي في تصرف حزب الله وحلفاؤه على مستوى الساحة اللبنانية.

مقاومة "حزب الله" وإيران

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي الماروني اللبناني، نوفل ضو إنه حتى لو فاز "حزب الله" في الانتخابات من خلال الحصول على اكثريه نيابية فإن ذلك لن يغير في الواقع شيء لان "حزب الله" لا ينتظر الانتخابات النيابية للسيطرة على لبنان وانما هو يسيطر على لبنان بقوة السلاح، وسيطرة "حزب الله" على لبنان بقوة السلاح لم يؤدي ولم ينجح في اخضاع لبنان للسيادة الايرانية، ولم ينجح في اخضاع الشعب اللبناني بمشيئة المشروع الايراني، بالعكس، هناك مقاومة لبنانية فعليه مدنيه اجتماعيه سياسية اعلامية، لكل المحاولات الهادفه لاخضاع لبنان ولتغيير هوية لبنان والى عزل لبنان دوليا وعربيا وهذه المقاومة تحاول في الانتخابات ان تشكل خط دفاع عن سيادة لبنان وعن مفهوم الدولة في لبنان، وبالتالي الانتخابات المقبلهة هي مناسبة ومحطه من المحطات التي يخوضها اللبنانيون لمقاومة الاحتلال الايراني واخضاع لبنان لتغيرات سياسية و اقتصادية. لذلك هذه الانتخابات هي محطة مقاومة بالنسبة الى اللبنانيين وليست مجرد استحقاق دستوري ديمقراطي طبيعي كما يجري في دول العالم. اللبنانيون لا يخوضون الانتخابات في هذه المرحلة على قواعد تقليدية على تفاصيل مطلبية داخلية و يعتبرون هذه الانتخابات محطه من محطات تثبيت المنطق الديمقراطي الدستوري الذي على الاقل ولو كان في الشكل تأكيد على هذا المنطق الديمقراطي الدستوري في الشكل لمنع "حزب الله" من الغاء وشطب هذه الميزه في النظام السياسي اللبناني ومنعه من ان يسيطر على الدولة اللبنانية من خلال الغاء آليات تشكيل السلطه في لبنان وتحويلها من عملية انتخابية الى عملية تسميات لبعض الاسماء التي تتولى الشوؤن النيابية والوزارية والرئاسية.

وتابع أنه بطبيعة الحال الموقف المناسب لكل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم الرافضين للالتحاق بالمشروع الايراني والرافضين لمشروع "حزب الله"، في هذه المرحلة هي المشاركة الكثيفة للوقوف في وجه "حزب الله" ولتوجيه رسالة الى المجتمع العربي والدولي بأن في لبنان مقاومة شعبية للمشروع الايراني وبان ما تقوله ايران من أنها سيطرت على لبنان كلام للداعية السياسية في حين ان الواقع لبناني لايزال واقع صحيا على الاقل في الحد الادنى وان الشعب اللبناني يريد المقاومة ويمارس هذه المقاومة بكل جدية وهو يستغل كل مناسبة وكل فرصة للتعبير عن رفضه لمشروع "حزب الله" وللاحتلال الايراني في لبنان.

وقال "قد لا تؤدي الانتخابات الى تغيير مباشر وسريع في المشهد السياسي في لبنان ولكنها بكل تأكيد تؤسس لمرحلة مقبله وهذه الانتخابات كاستحقاق دستوري ينص عليه الدستور في هذه المرحلة بذات وقيامها في هذا التوقيت هو ضربة بحد ذاته لمشروع "حزب الله" الذي يسعى الى الغاء الدولة والى استبدال الدستور بصيغة الامر الواقع بصيغة السلاح، وبطبيعة الحال سيحاول "حزب الله" للاستفادة الى الحد الاقصى من فائض القوة المسلحه الذي يمتلكه لمحاولة فرض موازين قوة معينه ولكن هو غير قادر على اخضاع اللبنانيين وهو قادر في بعض الاوقات على تسجيل بعض النقاط ولكن عمليا من المستحيل ان يتمكن "حزب الله" من ابتلاع لبنان بشكل كامل لانه مازال بعيدا جدا عن اخضاع اللبنانيين، واللبنانيون مصرون على المواجهة والمقاومة وعدم الاستسلام لمشروع "حزب الله"".

وأوض أن الهدف من قيام حزب الله بترهيب معارضيه فإن هذا الحزب لا يفهم بمنطق الانتخابات والديمقراطية ومنطق التعدديه ويسعى لفرض مشيئته على الجميع وتحديدا على البيئة الشيعية التي تعبر عن استيائها من سياسات "حزب الله" ومشاريع "حزب الله" التي ادت الى افقار الطائفة الشيعية في لبنان وغيرها من الطوائف وادت إلى المعاناة الكبيرة على كل المستويات الصحية والثقافية والتربوية والاجتماعية والمصرفية والماليه التي دفعت الطائفة الشيعية ثمنها بأسم مصادرة "حزب الله" للقرار الشيعي وبأسم ادعاء "حزب الله" انه يمثل كل الطائفة الشيعية في لبنان وهو يحاول من خلال ذلك تغييب معارضيه والابقاء على هذه الورقة والابقاء على خطف الطائفة الشيعية في لبنان والحاقها بالمشروع الايراني اكثر واكثر لالغاء تاريخ الشيعة اللبنانيين والغاء الدور الريادي لهؤلاء في احترام التعددية وفي عيش حياة سياسية تعددية وديمقراطية والمعروف ان الطائفة الشيعية في لبنان كانت سباقة في تقديم ابرز المفكرين وقادة الراي الذين يمارسون العمل السياسي والاعلامي ويمارسون الشأن العام من زاوية سياسية وليس بزاوية طائفية و"حزب الله" لا يناسبه هذا الواقع ويحاول قطع الطريق على هؤلاء لانه عملياً "حزب الله الذي يتغنى بأنه يقفل الطائفة الشيعية وانه يمسك بقرار الطائفة الشيعية سوف يجد نفسه في حالة إرباك كبير إذا وصلت المعارضة إلى داخل الطائفة الشيعية ولم تعد هذه المعارضة حكراً على المسيحيين والسنة والدروز في لبنان وإنما أصبحت واضحة وصوتها يعلو داخل الطائفة الشيعية أيضاً في لبنان.