وليد صبري




* انخراط أمريكي للتجديد على وقع عدم التزام من المتمردين المدعومين من إيران


* برلمان اليمن: تمديد الهدنة في ظل انتهاكات الحوثي غير مجدٍ

* المجلس الرئاسي يُعيد ترتيب المشهد اليمني بتغييرات وزارية

* مقتل وإصابة 12 جندياً في 184 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية خلال يومين


استبق المتمردون الحوثيون موعد انتهاء الهدنة الأممية المحدد لها يوم الثلاثاء المقبل، بانتهاكات وخروقات كبيرة، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، ومن قوات الجيش اليمني، خاصة في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، ما دفع رئيس البرلمان اليمني الشيخ سلطان البركاني، إلى التأكيد على أن تمديد الهدنة الأممية، في ظل استمرار انتهاكات الحوثي، أمر غير مجدٍ. وفي وقت سابق، أعلنت قوات الجيش اليمني، مقتل وإصابة 12 جندياً بنيران ميليشيا الحوثي الانقلابية خلال يومين، ضمن خروقات الميليشيا المستمرة للهدنة الأممية. بدوره، وجه وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، قوات الجيش الوطني برفع الجاهزية القتالية أمام أي اعتداءات حوثية، في أول تصريح له، بعدما أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن تعيين الداعري وزيراً للدفاع وترقيته إلى رتبة فريق وذلك خلفاً للفريق الركن محمد المقدشي. وتتكثف المساعي لتمديد الهدنة مع بروز انخراط أمريكي لافت خلال الأيام الأخيرة، في حين يواصل الحوثيين عدم الالتزام بها عبر القصف الذي يودي بحياة مدنيين والعسكريين على حد سواء، مع تعمّد إبقاء الحصار على تعز ورفض فتح الطرق الرئيسة المؤدية إلى المدينة. وشهدت محافظات يمنية عدة سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين في ظل سريان الهدنة، سواء بالقصف المدفعي على المناطق السكنية من الحوثيين ومحاصرتها أم بسبب الألغام التي تحصد أرواح السكان بشكل يومي. وقال البركاني في خطاب عن بعد، باجتماع للجنة الشرق الأوسط للاتحاد البرلماني الدولي، إن مليشيات الحوثي هي «عصابة مرتبطة بإيران وتمولها وتعزز مكانتها غير الشرعية ولا تلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية»، مبينا أن «مَن شعاره الموت لا يمكن أن يكون شريكاً جاداً في إحلال السلام». واعتبر رئيس برلمان اليمن، أن «أي محاولة لتمديد الهدنة في ظل هذه الخروقات والممارسات لن تكون مجدية، ولن ترى النور، طالما تلك العصابة الباغية لا تزال تمارس جرائمها في اليمن على مرأى ومسمع من العالم». ونوه إلى أن «قضية اليمن ليست قضية إنسانية كما يتعامل معها البعض بل هي قضية أرض وسكان وحريات وحقوق ودولة بكل مقوماتها؛ سلبت من قبل عصابة الحوثي الإرهابية التي تعمل على خلق دولة تقوم على المذهبية الطائفية والعنصرية السلالية». وخاطب البركاني العالم، قائلاً: «الشعب اليمني يعيش الأمرّين؛ الأول: ما تصنعه جماعة الحوثي الإرهابية، والآخر: تداعيات الأزمة الغذائية التي لا نكاد نجد مخزوناً لطعامنا خلال الفترة المقبلة وربما نصل إلى مجاعة كبيرة والمجتمع الدولي يتفرج علينا». ودعا البركاني الاتحاد البرلماني الدولي والمجتمع الدولي إلى «رفع وتيرة العمل من أجل اليمن واستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب والتغلب على المخاطر والتحديات الاقتصادية، التي تواجه بلاده والتعامل بجدية تجاه ما يتعرض له البرلمانيون من انتهاكات حوثية». ورأى رئيس الهيئة التشريعية في اليمن، أنه «ورغم الهدنة لا يزال الحوثيون مستمرين وانتهاكاتهم المروعة بحق اليمنيين وإصدار ما يسمى أحكام إعدام صورية بحق البرلمانيين والسياسيين والصحفيين ومصادرة منازلهم وممتلكاتهم وتشريد أسرهم وتجنيد الأطفال والزج بهم للمحارق». وطالب البركاني الاتحاد البرلماني الدولي باتخاذ إجراءات عملية لا دعوة استنكار فقط وإنما «ترجمة جادة على الواقع من شأنها حل الأزمة اليمنية برمتها»، على حد قوله. وكان ناشطون يمنيون تداولوا وثيقة تظهر مصادرة مليشيات الحوثي منزل البرلماني اليمني أحمد محمد الأصبحي، بعد طرد عائلته، وإجبار نجله «جمال» على التوقيع على إقرار لوصم أبيه بـ»الخيانة» في أحدث جريمة بحق البرلمانيين اليمنيين. من جانبه، وجه وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، قوات الجيش الوطني برفع الجاهزية القتالية أمام أي اعتداءات حوثية، وذلك في أول تصريحاته له. وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن أعلن، تعيين محسن الداعري وزيرا للدفاع وترقيته إلى رتبة فريق وذلك خلفا للفريق الركن محمد المقدشي. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية في بيان على موقعها الرسمي أن وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري أجرى اليوم اتصالاً هاتفياً برئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز للاطلاع على الوضع الميداني وخروقات مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً للهدنة الأممية في مختلف الجبهات. وشدد على الجاهزية القتالية والاستعداد لأي اعتداءات تقوم بها المليشيات الإرهابية موجهاً بـ»مزيد من اليقظة والجهوزية القتالية والاستعداد لأي طارئ». كما استمع لتقرير مفصل عن أوضاع المقاتلين في كل الجبهات، وعن خروقات مليشيات الحوثي المتكررة، ومدى تعامل قوات الجيش اليمني معها والتصدي لها، مشيدا بمواقف القوات والتزامها بضبط النفس رغم استفزازات الانقلابيين، طبقا للبيان. وكانت مليشيات الحوثي ارتكبت في اليومين الماضيين، 184 خرقاً للهدنة الأممية في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب، وفقا لبيان آخر للجيش اليمني. وقد أسفرت خروقات مليشيات الحوثي عن مقتل 3 جنود وإصابة 9 آخرين، وذلك إثر شن المتمردين هجمات برية واستخدام صواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة والمسيّرات المفخخة. وأعلنت قوات الجيش اليمني، الجمعة، مقتل وإصابة 12 جنديا بنيران ميليشيا الحوثي الانقلابية خلال يومين، ضمن خروقات الميليشيا المستمرة للهدنة الأممية. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني، في بيان، إن ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، ارتكبت 184 خرقاً للهدنة الأممية، يومي الأربعاء والخميس (27- 28 يوليو)، في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب. وأوضح البيان، أن الخروقات الحوثية توزعت بين 40 خرقًا جديدًا في محور حيس جنوب الحديدة، و38 خرقاً غرب محافظة حجة، و31 خرقاً في مأرب، و31 خرقاً في جبهات محور تعز. كما ارتكبت ميليشيا الحوثي 22 خرقًا في محور البرح غرب تعز، و10 خروقات شرق وشمال حزم الجوف، و6 خروقات في محور الضالع، و6 خروقات شمال وجنوب غربي محافظة صعدة، وفق البيان. وأفاد أن الخروقات الحوثية، تنوّعت بين محاولات تسلل إلى مواقع عسكرية، وإطلاق نار باتجاه مواقع الجيش بصواريخ الكاتيوشا ومن عربات بي إم بي وسلاح المدفعية والعيارات المختلفة وبالطائرات المسيّرة المفخخة.. مؤكدا أنه نتج عن هذه الخروقات مقتل 3 من أفراد الجيش وجرح 9 آخرين في استهدافات متفرقة. وذكر البيان أن الميليشيا الحوثية نشطت في استحداث مواقع ومرابض مدفعية واستحداث مواقع وحفر خنادق باتجاه مواقع الجيش، إضافة إلى نشر طائرات استطلاعية مسيّرة في مختلف الجبهات. في السياق، شنت ميليشيا الحوثي الانقلابية، هجمات جوية من طائرات مسيّرة صوب مواقع عسكرية للقوات المشتركة قرب خطوط التماس في محور حيس جنوب الحديدة، ضمن خروقاتها المستمرة للهدنة الأممية. وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن ميليشيا الحوثي أطلقت 8 قذائف من طائرات مسيّرة صوب مواقع عسكرية قرب خطوط التماس في مفرق سقم وأطراف مديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز والمحاذية لمديرية حيس جنوباً. وذكر أن الدفاعات الجوية للقوات المشتركة حالت دون تحليق مسيرات ميليشيا الحوثي فوق المواقع المستهدفة وأجبرتها على إطلاق قذائفها من مسافات بعيدة دون تحقيق أي هدف. وخلال السنوات الماضية، أصدر الحوثيون حكم إعدام بحق 46 نائباً، وأباحت المليشيات صراحة دماء هؤلاء النواب لكل من يستطيع قتلهم، بمن فيهم عامة الناس، كما جردت 83 برلمانياً من عضويتهم في مجلس النواب بصنعاء بما يخالف القانون والدستور. سياسيا، أشادت الولايات المتحدة بجهود الحكومة في تنفيذ الهدنة الإنسانية التي تنتهي الثلاثاء المقبل، وأكدت في المقابل على أهمية تجديدها. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ والسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن ناقشا في اتصالات هاتفية مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلس وطارق صالح وسلطان العرادة، أهمية دعمهم لتجديد هدنة الأمم المتحدة وتوسيع الفوائد الملموسة التي تجلبها لليمنيين في جميع أنحاء البلاد. وبحسب البيان، فإن ليندركينغ رحّب خلال مكالمة هاتفية مع عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، بهدنة الأمم المتحدة، وقال: «تدرك الولايات المتحدة الخطوات الجريئة المتخذة من قبل الحكومة لتحسين حياة اليمنيين، بما في ذلك الرحلات الجوية، والوقود، ودعم جهود السلام». ‏كما أكد ليندركينغ أثناء حديثه مع عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح أهمية «الحاجة الملحة للحوثيين لفتح الطرق المؤدية إلى تعز – ثالث أكبر مدينة في اليمن-، وأنه من الضروري إنسانيا تحسين الوصول إليها، فلقد عانى سكان تعز الأمَرَّين حتى الآن».‏ وخلال مكالمته الهاتفية مع نائب عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان بن علي العرادة، رحب المبعوث الأمريكي بالتهدئة التي توفرها هدنة الأمم المتحدة لليمنيين. وفقاً للبيان. ‏وقال ليندركينغ: «الهدنة تخلق بيئة لتوسيع الفرص الاقتصادية، ونتطلع إلى العمل مع مجلس قيادة الرئاسة اليمني لاغتنام هذه الفرصة». في غضون ذلك، صدرت قرارات رئاسية جريئة لمجلس القيادة في اليمن، شملت تعديلات مهمة في حكومة الكفاءات أبرزها وزارات الدفاع والنفط والكهرباء. وبتغيير قيادة وزارات الدفاع والكهرباء والنفط، يكون مجلس القيادة الرئاسي وضع أولى أقدامه على طريق إصلاح خلل كبير رافق أداء هذه الوزارات التي تعد العمود الفقري للحكومة المعترف بها دوليا، كونها تمثل خط الحرب والخدمات واستعادة الهدر في أهم موارد البلد. ولاقت القرارات الرئاسية صدى غير مسبوق لدى الشارع اليمني، ولامست احتياجاته للتغيير وتنشيط أداء الحكومة اليمنية بدماء جديدة وقيادات مقتدرة ومقبولة عند الجميع. فيما طالب يمنيون المجلس الرئاسي بتغييرات كثيرة لتطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة على طريق الإصلاحات الكبيرة. وأعلن مجلس القيادة الرئاسي عن تعديلات وزارية قضت بتعيين اللواء الركن محسن محمد حسين الداعري وزيراً للدفاع. كما تم تعيين الدكتور سعيد سليمان بركات الشماسي وزيراً للنفط والمعادن، والمهندس مانع صالح يسلم بن يمين وزيراً للكهرباء والطاقة، والمهندس سالم محمد العبودي الحريزي وزيراً للأشغال العامة والطرق.