العين الاخبارية

يحذر البنتاغون الأمريكي من "الجيل القادم" من المقاتلين المتطرفين، فيما يخطط تنظيم "داعش" الإرهابي للعودة إلى الواجهة في 2023.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، يحذر مسؤولون عسكريون ومصادر بالأمن القومي من أن عودة تنظيم داعش التي لطالما كانت هناك مخاوف بشأنها قد تصل هذا العام، مع تهيأ الظروف في شتى أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا للعودة الثانية للتنظيم كقوة إرهابية رئيسية وتهديد على الاستقرار العالمي.



وستكون هذه بمثابة عودة بارزة للتنظيم الإرهابي الذي سيطرت "خلافته" في أحد الأوقات على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا حتى دحرته حملة مكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة.

وقال المتخصصون إن تنظيم داعش من يخطط بشكل شبه مؤكد لحملة انتقامية عنيفة ضد الولايات المتحدة وشركائها بعد عدة ضربات أمريكية في سوريا العام الماضي والتي أسفرت عن مقتل العديد من قادة التنظيم وكبار المسؤولين.

وربما لم يعد داعش القوة التي كان عليها قبل حوالي عقد من الزمان، لكن مع وجود آلاف من المقاتلين بين صفوفه، لازال التنظيم قادرا تماما على شن هجمات إرهابية مميتة. ويحذر بعض المحللين الأمريكيين من "الإهمال الاستراتيجي" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتهديد عودة داعش.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، تبنى داعش مسؤولية هجوم في مدينة الإسماعيلية المصرية، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وتفجير قرب العاصمة الأفغانية كابول الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدة أشخاص، بحسب مسؤولين أفغان محليين. وكان تفجير كابول الأحدث في سلسلة من الهجمات التي نفذها داعش وأذرعه في أفغانستان منذ استعادة طالبان للسيطرة على البلاد.

وكان أكبر هجوم هو التفجير الانتحاري في أغسطس/آب عام 2021 في مطار كابول، الذي أسفر عن مقتل 13 من قوات مشاة البحرية الأمريكية في ذروة الانسحاب الفوضوي لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من البلد.

وأكد ذاك الهجوم، والهجمات التالية في شتى أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، المخاطر المباشرة من داعش، لكن قال المسؤولون في البنتاغون إن الولايات المتحدة وحلفائها يجب أن يتصدوا للمشاكل طويلة الأمد الأكثر خطورة.

ومنذ استعادة الأراضي في العراق وسوريا من داعش في النصف الثاني من العقد الماضي، ألق الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون – قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد – على عشرات الآلاف من مقاتلي داعش.

ويقبع هؤلاء المقاتلين الآن في معسكرات الاحتجاز في كلا البلدين، فيما لم تضح مصائرهم على المدى الطويل وتزايد التساؤلات بشأن الأمن بتلك المواقع.

وقال مسؤولون إن تدهور الأوضاع في مخيم الهول السوري – الذي يأوي آلاف من النازحين السوريين من منازلهم خلال الحرب الأهلية بالبلد التي امتدت لعقد من الزمان – حولت المنشأة إلى أرض خصبة محتملة للإرهابيين.

وقال الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية في بيان الأسبوع الماضي: "هناك (جيش داعشي) حرفيا محتجز في العراق وسوريا"، وذلك في إطار تقرير للقيادة المركزية يتناول بالتفصيل العمليات المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة لدحر داعش في العراق وسوريا.

وأضاف كوريلا: "يوجد، اليوم، أكثر من 10 آلاف من قادة ومقاتلي داعش بمنشآت الاحتجاز بشتى أنحاء سوريا، وأكثر من 20 ألفا من قادة ومقاتلي داعش بمنشآت الاحتجاز في العراق."

وتابع: "لدينا الجيل القادم المحتمل من داعش. هؤلاء هم الأكثر من 25 ألف طفل في مخيم الهول المعرضين للخطر. هؤلاء الأطفال الموجودين في المخيم أهداف رئيسية لتطرف داعش."

وأكد كوريلا ضرورة عمل المجتمع الدولي على إخراج هؤلاء الأطفال من تلك البيئة عبر إعادتهم إلى بلدانهم أو مجتمعاتهم الأصلية مع العمل على تحسين الأوضاع في المخيم.

وبحسب "واشنطن تايمز"، يشكل مخيم الهول ومواقع احتجاز داعش في العراق وسوريا تحديات على المدى القصير والطويل للولايات المتحدة وحلفائها، مشيرة إلى أن الشاغل الأكثر إلحاحا يتمثل في تمرد السجون.

وفي عملية الهروب في يناير/كانون الثاني 2022 من سجن الحسكة في سوريا، قتل أكثر من 400 من عناصر داعش وأكثر من 100 من قوات سوريا الديمقراطية.