الحرة

سلط تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، الأربعاء، الضوء على المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها الصحافيون في العراق وكيف أن الكثير منهم اضطر لمغادرة البلاد خوفا من القتل.

من بين الصحفيين الذين التقتهم الصحيفة مقدم البرامج السياسية المعروف عدنان الطائي، الذي "أُجبر على العيش في المنفى" بسبب تهديدات سابقة طالته وعائلته.

تقول الصحيفة إن الطائي يعيش حاليا في تركيا ويعمل مقدما في قناة "يو تي في" التي تمتلك مكاتب في عدة مدن عراقية.

تعرض مكتب القناة في بغداد لهجوم بقنبلة يدوية الشهر الماضي، لم يتسبب بوقوع ضحايا، لكنه كان موجها للطائي المعروف بانتقاده المستمر لانتشار السلاح خارج إطار الدولة، وفقا للصحيفة.

يقول الطائي للغارديان إن "أسئلتي لا تهدف إلى استفزاز السياسيين، بل تطلب منهم التبرير.. لكنها (الأسئلة) سرعان ما تحولت إلى سلاح لقتلي بعدة طرق مختلفة."

تشير الصحيفة إلى أن الهجوم على مكتب القناة يمثل نموذجا على مدى استمرار الهجمات "من دون هوادة" ضد الصحفيين في العراق على مدى العقدين الماضيين.

عملت أفراح شوقي في الصحافة منذ منتصف التسعينيات وكانت مراسلة لصحيفة الشرق الأوسط في بغداد.

في ديسمبر 2016، أقدم نحو 20 مسلحا ملثما بتقييد عائلتها وخطفها من منزلها في بغداد.

تقول أفراح للصحيفة: "اتُهمت بتلقي أموال من السفارتين السعودية والأميركية للكتابة ضد بلدي، وكذلك اتهموني بخيانة زوجي مع رجال آخرين، وجعلوني أوقع أوراقا لتأكيد ذلك".

وتضيف أفراح، التي اضطرت للجوء إلى فرنسا بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحها في يناير 2017: "عندما كنت أرفض التوقيع، كانوا يضربونني بهراوة".

تبين أفراح أن "العيش في المنفى أمر صعب للغاية بالنسبة للصحفيين، حيث من الصعب التواصل بعيدا عن الوطن".

أمضت صحفية أخرى تدعى أميرة، وهو اسم مستعار، الكثير من طفولتها وهي تنتقل من مكان إلى آخر، بعد أن غادرت بغداد متوجهة إلى الموصل في عام 2006 بسبب الصراع الطائفي.

كان عمرها في ذلك الوقت 14 عاما، لكنها سرعان ما نزحت مرة أخرى بعد عام بسبب نشاط تنظيم القاعدة في الموصل، ومن ثم أجبرت في عام 2014 على العودة لبغداد بعد احتلال تنظيم داعش للمدينة.

اضطرت أميرة للهروب من البلاد بشكل نهائي والعيش في لندن، بعد تصاعد حملة التحريض ضدها وضد صحفيين آخرين قبيل اندلاع احتجاجات 2019، وتلقيها مئات التهديدات والاتهامات بالعمل في أجندات مختلفة.

تقول أميرة إنها اضطرت إلى متابعة حياتها المهنية في مكتب لإحدى القنوات العراقية في تركيا، حيث لا تزال تعمل هناك.

وتضيف: "أفكر كثيرا في العشرين عاما التي انقضت من حياتي وأمضيتها في الهرب والهجرة.. لا أريد أن يمر طفلي بهذه التجربة".

تنقل الصحيفة عن رئيس النقابة الوطنية للصحافيين ياسر السالم القول إن النقابة وفرت مأوى آمنا لـ19 صحفيا فروا إلى أربيل بعد احتجاجات 2019.

وتضيف الصحيفة أنه "حتى الصحفيين المحظوظين الذين تمكنوا من الهرب، من أمثال الطائي، ما زالوا يفضلون العودة للعراق والعمل بأمان هناك."

يقول الطائي: "أنا دائما مهدد، لقد تعرضت للاضطهاد منذ أن بدأت العمل في الصحافة.. في بعض الأحيان من قبل القاعدة أو من قبل الفصائل المسلحة التي تعتبر اليوم جزءا من الحكومة العراقية".

وقُتل ما لا يقل عن 282 صحفيا في العراق منذ عام 2003، وفقا لتقديرات لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك. ومعظمهم قتلوا على أيدي مسلحين مجهولين أو فصائل مسلحة وآخرون على أيدي القوات العراقية.

وتحتل البلاد المرتبة الخامسة في مؤشر الإفلات من العقاب الصادر عن لجنة حماية الصحفيين، بعد الصومال وسوريا وجنوب السودان وأفغانستان.