وسط نهر الجنون ومسلسل الرُّعب الذي تفجّر بالسودان على وقع دوي البارود وانفجار القذائف والقصف المدفعي والصاروخي وأزيز الطائرات الحربية المخيف، إثر اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع منذ ثلاثة أيام، تتفجر الأزمات الإنسانية بالسودان واحدة تلو الأخرى.

شحٌ شديدٌ بمياه الشرب!

ففي خضم تلك الأحداث المُرعبة، أطلت الأزمات وعلى رأسها أزمة خانقة في مياه الشرب. فقد عانت أجزاء واسعة بالأحياء السكنية في العاصمة الخرطوم من شح شديد لمياه الشرب بعد نقص الإمداد المائي من المحطات المزودة لمواطني الخرطوم بالمياه الصالحة للشرب.



تلك الأزمة تفاقمت أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك المياه في شهر رمضان. وعادة ما تتبع أزمة المياه والكهرباء، أزمة في رغيف الخبز التي بدأت فعليا بظهور الصفوف الطويلة أمام المخابز في أحياء الخرطوم.

هيئة مياه الخرطوم توضح!

بدورها، قالت مصادر رسمية بهيئة المياه بالخرطوم لـ"العربية.نت" إن محطات المياه الرئيسية بالعاصمة السودانية تعرضت لأضرار بالغة جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع. وأوضحت أنها تسعى حثيثاً لتشغيل المحطات المتوقفة لضمان إمداد مائي مستقر في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وأصدرت الهيئة، بياناً تفصيلياً على صفحتها بـ"فيسبوك" عن الحالة الراهنة لمحطات المياه الرئيسية بالخرطوم، في غضون الساعات الماضية.

وأكدت الهيئة أن محطة تنقية المياه بمدينة الخرطوم بحري لا زالت متوقفة عن العمل حتى الآن، إذ تعرضت لأضرار بالغة جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع، ما أدى لأزمة مياه خانقة طالت الغالبية العُظمى من الأحياء السكنية بالخرطوم بحري.

وذكرت أن فريق التحكم التابع للهيئة القومية للكهرباء لم يستطع الوصول إلى المحطة بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة. وذكرت الهيئة أن إعادة تشغيل المحطة رهينٌ بعودة التيار الكهربائي.

أما محطة المياه بضاحية جبل أولياء جنوبي الخرطوم، فتوقفت بسبب الكهرباء أيضاً، وذكرت الهيئة أنها سارعت بإخلاء المحطة من العاملين تقديراً للظروف الأمنية حالياً. وأكدت الهيئة أنها بادرت بالاتصال بقائد المنطقة العسكرية هناك الذي رفض المجازفة بأرواح العاملين، لأن المحطة تعتبر منطقة عمليات - حسب قولها -.

وأما محطة مياه المقرن بالخرطوم، فقالت الهيئة إنها أعادت تشغليها السبت بعد التفاوض مع الدعم السريع الذي ارتكز بالموقع المذكور.

وتمكّنت من تشغيل مضخات الضغط العالي بالمحطة، لكن انقطاع التيار الكهربائي وإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة أوقف مضخات السحب من النيل، ولحماية أرواح العاملين ستقوم الهيئة بانتظار وقف إطلاق النار وهدوء الأحوال للسعي لإعادة تشغيل المحطة.