* النظام الإيراني لا يكترث للثورة الاجتماعية في الآونة الأخيرة

* الوضع ليس مستقراً في طهران وهناك أزمة بيئية بسبب التغير المناخي

* 60 % من خريجي الجامعات في إيران سيدات وهذا ما ترفضه المؤسسات السيادية



* حركات الإسلام السياسي لن تتمكن من الانسجام مع محيطها وستبقى معزولة ومحاصرة

* مستقبل الإسلام السياسي في الشرق الأوسط غير واضح

* الصين قوة عالمية والعالم سيحكم مستقبلاً عبر قوانين تضعها بكين وليس واشنطن أو لندن

دبي – صبري محمود

أكد العالم السياسي والخبير الاقتصادي فرانسيس فوكوياما أن "إيران تسير نحو الانفجار"، مشيراً إلى أن "60 % من خريجي الجامعات في إيران سيدات وهذا ما ترفضه المؤسسات السيادية"، موضحاً أن "حركات الإسلام السياسي لن تتمكن من الانسجام مع محيطها وستبقى معزولة ومحاصرة مما يزيد من خطورتها".

وذكر فوكوياما في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي أن "مستقبل الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط غير واضح حالياً، لأن ظروفاً خارج منطقة الشرق الأوسط هي التي تتحكم به".

وألقى العالم السياسي والخبير الاقتصادي فوكوياما، محاضرة مهمة ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات تحدث خلالها عن رؤيته للأحداث في المنطقة، كما عقد جلسة حوارية شهدت إقبالاً واسعاً من المشاركين في القمة وأدارها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش.

وأكد فوكوياما -صاحب كتاب "نهاية التاريخ وآخر بني البشر" الصادر عام 1992 وترجم إلى أكثر من 20 لغة - أن إيران تسير نحو الانفجار، وأن الوضع ليس مستقراً في طهران، لافتاً إلى أن 60% من خريجي الجامعات في إيران من السيدات، وهذا ما ترفضه المؤسسات السيادية التي تتحكم بها.

وتحدث فوكوياما عن مستقبل إيران السياسي، موضحاً أن "إيران تمر بأزمة بيئية بسبب مسألة التغير المناخي، وانه على الرغم من حدوث بعض التقدم على مستوى مؤسساتها، وعلى صعيد استثمار طاقات كل فئات المجتمع، إلا أنها تعاني من مخاطر ناتجة عن نظام سياسي محافظ، لم يكترث للثورة الاجتماعية التي بزغت على السطح في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ينذر باحتمالية حدوث انفجار سياسي كبير في إيران".

وتناول فوكوياما في محاضرته التي حملت عنوان: "إعادة كتابة التاريخ: الدول الافتراضية الجديدة"، التحولات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها بعض الدول بسبب المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة والعالم. وتطرق إلى الإسلام السياسي، حيث أكد أن "أكثر النسخ معاصرةً من حركات الإسلام السياسي ستجد مشاكل وصعوبات في المصالحة مع شعوبها والاندماج والتطور في مجتمعاتهم"، واعتبر أن "حركات الإسلام السياسي لن تتمكن من الانسجام مع محيطها وستبقى معزولة ومحاصرة مما يزيد من خطورتها"، مؤكداً أن "مستقبل الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط غير واضح حالياً، لأن ظروفاً خارج منطقة الشرق الأوسط هي التي تتحكم به".

وتطرق إلى أهمية العولمة واعتبرها وسيلة للتواصل بين المجتمعات والثقافات وتبادل السلع والخدمات، وقال فوكوياما إن "العولمة لاتزال تواصل فرض آثارها الاقتصادية والاجتماعية على أجندة الشعوب والحكومات"، مشيراً إلى أن "السمة الطاغية حالياً على المشهد العالمي تتمثل في انتشار العنف، وعدم الاستقرار الأمني في دول العالم بأكمله، في وقت تضع قضايا كبيرة، مثل قضية اللاجئين والهجرة وانتشار الأمراض والعجز الاقتصادي، بأثقالها على كاهل معظم حكومات العالم، بما فيها الدول المتقدمة".

وحذر فوكوياما من مخاطر القرصنة واختراق الأمن الإلكتروني للأنظمة، مشيراً إلى أن التكنولوجيا والأدوات التقنية المتطورة باتت تمثل تحدياً للمجتمعات، نتيجة احتلالها الدور الذي كانت تلعبه أدوات وأنظمة ومؤسسات راسخة منذ عشرات السنين، بتقاليدها وتفاعلها الطبيعي مع ظروف وكيان المجتمع.

وتحدث فوكوياما عن المخاطر الناتجة عن القرصنة الإلكترونية واختراق الأمن الإلكتروني للأنظمة، مبيناً أن "ذلك يعد تهديداً كبيراً، إذ تتحكم مجموعات متطرفة، مثل تنظيم الدولة "داعش"، على سبيل المثال، بأمن مجتمعات، بسبب قدرتها على استخدام التكنولوجيا، وتسخير تقنيات التواصل الاجتماعي".

وأكد أن "كثيراً من المشكلات والتحديات التي تواجه العالم، وأدت إلى نشوب نزاعات وخلافات بين الدول، ترجع إلى التغير المناخي الذي تسبب في التأثير سلباً في موارد الدول واقتصاداتها، وحجم مواردها الطبيعية، الأمر الذي دفع عدداً منها إلى محاولة السيطرة على موارد دول أخرى".

وحول مستقبل العالم خلال العقد المقبل، أكد ان "مستقبل النظام السياسي العالمي يقوم على قوى متعددة الأقطاب"، معتبراً أن "ذلك أمر إيجابي". وأكد أن "العالم يحتاج إلى نظام سياسي دولي مركّب، يسمح بتحرك وتفاعل القوى السياسية اللاعبة الرئيسة".

واختتم فوكوياما محاضرته بالتأكيد على أن "الصين قوه عالمية، وستصبح أكثر قوة، وأن العالم سيحكم خلال العقد المقبل، عبر قوانين ستضعها بكين، وليس واشنطن أو لندن".