* ميليشيا الحوثي زرعت 600 ألف لغم أرضي خلال السنوات الثلاث الأخيرة على طول جبهات القتال

صنعاء - سرمد عبدالسلام

قتل يمنيان وأصيب ثالث الأحد نتيجة انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي في محافظة الجوف شمال شرق اليمن .



وقال مصدر طبي لـ "الوطن" إن المواطنين لقيا حتفهما على الفور بعدما انفجر لغم أرضي بسيارة كانا يستقلاها أثناء عودتهما للمنزل، بينما أصيب الشخص الثالث بجروح خطيرة في ذات الحادث ولازال يرقد في العناية المركزة .

وسجلت الشهور القليلة الماضية تزايداً كبيراً في اعداد ضحايا الألغام التي تزرعها ميليشيا الحوثي الإجرامية بصورة عشوائية في مناطق حيوية ومأهولة بالسكان كالمراعي والمعابر والمناطق الزراعية والسكنية، بقصد القتل العمد وبصرف النظر عن هوية ونوع الضحايا.

وفي يناير الماضي فقط، انفجر اكثر من 27 لغماً ارضياً راح ضحيتها عشرات الابرياء بين قتيل وجريح في مدن تعز والجوف وحجة والبيضاء. في حين ذكر الجيش اليمني ان الفرق الهندسية المتخصصة نجحت في تفكيك نحو 5862 لغم في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة عقب تحريرها من ميليشيا الحوثي.

وقال مدير عام المديرية العقيد على أحمد الحجري، إن الميليشيا الحوثية الانقلابية، المدعومة من إيران، زرعت حقول ألغام بصورة عشوائية لإعاقة تقدم الجيش.

وأشار المسئول المحلي الى أن الفرق الهندسية تواصل أعمال المسح في مواقع أخرى لتطهيرها من الألغام خصوصا المواقع في الجهة الجنوبية من المديرية.

وفي السياق، فككت فرق هندسية تابعة للجيش اليمني، عدداً من العبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا في جبهة العقبة بمحافظة الجوف.

وذكر مصدر عسكري أن الفرق الهندسية عثرت على عدد من العبوات الناسفة المتطورة والمزودة بكاميرات التصوير وأجهزة تحكم عن بعد، وتمكنت من إبطال مفعولها. كما قامت الفرق الهندسية التابعة لشعبة الهندسة بالمنطقة العسكرية الخامسة وبالتعاون مع خبراء من التحالف العربي بعملية تفجير مجموعة كبيرة من الألغام البحرية.

وذكر مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة إن عملية تفجير هذه الألغام تأتي ضمن الخطوات المسؤولة للجيش الوطني والتزاماته الأخلاقية بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تجرم استعمال الألغام وتوجب إتلافها.

وأوضح أن العملية سبقها عدة عمليات تفجير لآلاف الألغام التي زرعتها المليشيات في البر والبحر، مستهدفة أرواح المواطنين وتعطيل المصالح العامة وتهديد الملاحة الدولية.

وقال طلال سيف الناشط في مجال التوعية بمخاطر الألغام في تصريح خاص لـ "الوطن" إن "زراعة الميليشيا الحوثية للألغام بتلك الصورة العشوائية دون خرائط سيجعل من الصعب إبطال مفعولها، وهذا يعني بقاء أرقام الضحايا مفتوحاً ومرشحاً للتزايد حتى مابعد توقف الحرب بعشرات السنين".

وأضاف أن "تفخيخ الأرض اليمنية بهذا الكم المجنون من الألغام يجعل الإنسان والحيوان معرضين لأخطار لا تزول بتوقف الحرب"، مؤكداً أن "اليمن كان له تجربة مماثلة في فترة السبعينات أثناء حروب الجبهات واحتاج البلد أكثر من 30 عاماً قبل أن يتم إعلان اليمن خالية من الألغام وتحديداً في 2003".

وقال سيف إن "الميليشيا الحوثية ابتكرت تقنيات جديدة بحيث يستطيع لغم واحد أن يؤدي مهمتين، ضد الأفراد وضد الآليات في ذات الوقت"، مشيراً إلى أن "مصدر هذا الكم الهائل من الألغام هو بلدان شرق أوروبا لكن الجزء الأكبر يجري تصنيعه محلياً بواسطة خبراء إيرانيين".

ويصنف اليمن على أنه أكثر بلدان العالم التي جرى ويجري تفخيخ مساحات واسعة من أراضيه منذ الحرب العالمية الثانية، بعد نورماندي التي زرعت سواحلها بنحو مليون لغم من قبل القائد النازي روميل.

ووفقاً لتقارير ميدانية متطابقة، هناك ما يزيد عن 600 ألف لغم أرضي وبحري زرعتها الميليشيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة على طول جبهات القتال، وهي بحسب منظمات محلية ودولية أكبر عملية زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي.

وتجرم المواثيق والقوانين الدولية استخدام الألغام بكافة أنواعها في مناطق تواجد المدنيين، لاسيما اتفاقية اوتاوا التي أعلن عنها عام 1997، وتقضي بحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد بصورة نهائية ومهما كانت الدوافع.

وتعج المشافي في مختلف المدن اليمنية بمشاهد مؤلمة لضحايا مبتوري الأطراف ممن عقدوا صفقات مع الموت مقابل التخلي عن طرف من أطرافهم، وأحياناً جميعها، كما هو الحال مع الطفل لؤي مصطفى ذي السبعة أعوام، و الذي فقد قدميه الاثنتين حينما باغته لغم غادر في أحد الأحياء السكنية بمدينة تعز عقب أيام قليلة من عودته وأسرته لمنزلهم من نزوح إجباري اضطرهم للمكوث في أحد أرياف المحافظة لشهور عدة.