* "الأونروا" لن تغلق أبوابها ولن تقطع خدماتها

* الوكالة الدولية باقية وليست للبيع رغم الأزمة المالية

* 2.2 مليون لاجئ فلسطيني بالأردن يستفيدون من خدمات الوكالة والحكومة



* 30 ألف موظف في "الأونروا" بينهم 7 آلاف بالأردن

* بعد 7 عقود.. اللاجئ الفلسطيني بانتظار حل سياسي لقضيته

* خفض المساعدات الأمريكية فاقَم الأزمة المالية للوكالة

* التعليق على قرارات وسياسات الدول ليس من صلاحيات "الأونروا"

عمان - غدير محمود

أكد الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومدير الاتصال والإعلام بالوكالة الدولية سامي مشعشع أن ""الأونروا" في الأردن، لن تغلق أبوابها أو تقطع خدماتها التي تقدمها لـ2.2 مليون لاجئ فلسطيني"، مضيفاً أن "الوكالة الدولية اتخذت إجراءات تقشفية دون المساس بالخدمات الأساسية"، مشيراً إلى أن "تقليص المساعدات وخفضها يؤثر على الأمن الإقليمي في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات متعددة أبرزها العنف".

وقال مشعشع في حوار لـ"الوطن" إن "الوكالة الدولية تقدم خدماتها لما يزيد عن 5.3 مليون لاجئ فلسطيني موزعين على مناطق عمل الوكالة الخمس، منهم 2.2 مليون مقيمون في الأردن يستفيدون من هذه الخدمات جنباً إلى جنب مع الخدمات الحيوية النى تقدمها الحكومة الأردنية كرافد أساس ومكمل لخدمات "الأونروا""، موضحاً أن "هناك نحو 30 ألف موظف لدى "الأونروا" بينهم 7 آلاف في الأردن".

وإلى نص الحوار:

* ما تأثير خفض المساعدات الأمريكية عن الوكالة في الأردن؟

- تواجه "الأونروا" أزمة مالية غير مسبوقة هي الأصعب منذ نشأتها نتيجة لقرار خفض التمويل الأمريكي، وبالتالي اتخذت الوكالة إجراءات تقشفية بدون المساس بالخدمات الأساسية. وعلى أثر ذلك نعمل في "أونروا الأردن" على استدراك هذا الظرف الاستثنائي وتحريك الكوادر للتقليل من تأثير الأزمة على الخدمات المقدمة للاجئ الفلسطيني، وقد اتخذت "الأونروا" في الأردن إجراءات تقشفية طالت النفقات الدارية بالإضافة إلى الاستغناء عن وظائف "المياومة". وهنا لا ينبغي أن يتم التوقع بأن هذا سيؤدي إلى إيقاف وظائف ثابتة بدوام كامل.

* ما هي الأضرار التي لحقت باللاجئين جراء القرار؟

- تداعيات الأزمة تهدد "الأونروا" تهديداً جدياً حيث إن "الأونروا" واحدة من أكثر مساعي التنمية البشرية نجاحاً وابتكاراً في الشرق الأوسط. وهنا تبرز مسألة سبل وصول 525 ألف صبي وفتاة في 700 مدرسة تابعة لـ"الأونروا" ومسألة مستقبلهم. وهناك أيضاً على المحك مسألة الكرامة والأمن الإنساني للملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين هم بحاجة إلى معونات غذائية طارئة وبحاجة إلى سبل دعم أخرى في مناطق عمل "الأونروا" الخمس في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. كما أن تقليص التبرعات يؤثر على الأمن الإقليمي في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات متعددة، وتحديداً تلك المرتبطة بتزايد العنف.

* منذ متى بدأت الوكالة قطع عملياتها نتيجة القرار الأمريكي؟ وهل من المنتظر أن تقطع عملياتها بالأردن؟

- لم تقطع "الأونروا" أياً من برامجها أو خدماتها ونحن نعمل بعزيمة تامة من أجل ضمان استمرارية خدمات الوكالة الدولية. وعلى وجه التحديد نؤكد لمجتمع اللاجئين بأن المدارس ستبقى مفتوحة وأن "الأونروا" لاتزال ملتزمة بالمحافظة على خدماتها، في الأردن وفي الأقاليم الأخرى التي نعمل فيها.

* كم عدد اللاجئين الفلسطينيين المتضررين من وقف المساعدات في الأردن والمناطق الخمس؟

- تقدم الأونروا خدماتها لما يزيد عن 5.3 مليون لاجئ فلسطيني موزعين على مناطق عمل الوكالة الخمس، منهم 2.2 مليون مقيمون في الأردن يستفيدون من هذه الخدمات جنبا إلى جنب مع الخدمات الحيوية التى تقدمها الحكومة الأردنية كرافد أساس ومكمل لخدمات الأونروا.

* كم عدد العاملين في "الأونروا"؟ وهل تم الاستغناء عن بعضهم أو تخفيض رواتبهم؟

- يعمل لدى "الأونروا" ما يقارب 30 ألف موظف منهم 7 آلاف في الأردن. واتخذت "الأونروا" في الأردن جملة من القرارات التقشفية نتيجة للتقليص بهدف تخفيض وترشيد النفقات وطالت القرارات التقشفية النفقات الإدارية والمكتبية وللأسف جزء من هذه الإجراءات التقشفية كان تسريح بعض من عمال "المياومة" بدون المساس بالخدمات الأساسية الدائمة، والخدمات المقدمة للاجئي فلسطين، أو موظفي العقود الدائمة في الوكالة.

* كيف ستتعامل الوكالة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول الوكالة الدولية؟ وما ردكم على تصريحاته؟

- "الأونروا" جهاز متخصص تابع للجمعية العامة للأمم المتحدة وهي مرجعتيه القانونية. ولاية "الأونروا" تجدد كل 3 سنوات من الجمعية وكان آخر تجديد لهذه الولاية في عام 2016 حيث صوتت 167 دولة للتصويت تأييداً لدور "الأونروا". المجتمع الدولي يدرك أن دور الوكالة وخدماتها تشكل عنصر استقرار أساسياً في المنطقة وأن خدماتها التعليمية وغيرها محور تنمية أساسي يبني لمستقبل أفضل. إن الفشل هنا هو فشل سياسي بامتياز وليس فشل الوكالة. بعد 7 عقود اللاجئ الفلسطيني بانتظار حل سياسي لقضيته وحتى يحين الوقت فإن "الأونروا" وبالرغم من أزمتها المالية فهي باقية وليست للبيع.

* سمعنا تصريحات حادة لرئيس الوكالة مؤخراً.. ولم تجرِ العادة على التطرق للشأن السياسي.. ما تعليقكم على ذلك؟

- المفوض العام يمثل مؤسسة دولية إنسانية تعنى بالهم الإنساني وتوفير الحماية للاجئين والعمل معهم في مجال التنمية البشرية وتحفيز الدول على دعمهم ومناصرتهم. "الأونروا" لا تتدخل في القضايا السياسية بتاتاً. تصريحات "الأونروا" تعكس اهتمامنا باستمرار الخدمات وقلقنا وعملنا على استمرارا الخدمات وعمل الوكالة.

* تربط أمريكا قطع المساعدات مع الوضع السياسي للمنطقة، كيف ستتعامل الوكالة مع تلك السياسة؟

- ليس من صلاحيات "الأونروا" التعليق على قرارات وسياسات الدول. الإدارة الأمريكية اتخذت قراراً سيادياً ونحن نحترمه ومازلنا على تواصل معهم في محاولة لثنيهم عن قرار تخفيض مساعداتهم. الولايات المتحدة وعلى مدى 65 عاماً كانت أكبر متبرع للوكالة – داعمة أساسية لميزانية "الأونروا" العادية وميزانية الطوارئ والمشاريع.

* ما هي الدول المانحة للوكالة الدولية؟ وكم نسبة الدعم المقدم لها من كل دولة؟

- عدد الدول والصناديق والجهات التي تتبرع لـ"الأونروا" كبير. في عام 2017 كان ترتيب أكبر 20 متبرع للميزانية العادية "والتي لا تشمل تبرعاتهم للميزانية العادية المنفصلة ولا لميزانية المشاريع"، على النحو التالي: أمريكا، الاتحاد الأوروبي، السويد، بريطانيا، اليابان، سويسرا، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، أستراليا، كندا، هولندا، النرويج، الدنمارك، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، فنلندا، لوكسمبرغ، أيرلندا.