* عدسة "الوطن" ترصد الاقتراع العام وحظر التجوال في شوارع بغداد

* مفوضية الانتخابات لـ"الوطن": إعلان النتائج بعد 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع

* التميمي لـ"الوطن": اعتماد نتائج الانتخابات بغض النظر عن نسبة المشاركة



* الربيعي لـ"الوطن": لا علاقة بين نسبة المشاركة وشرعية الانتخابات

* واشنطن تشيد بالانتخابات العراقية وتدعو إلى تشكيل "حكومة جامعة"

بغداد - وسام سعد، وكالات

أدلى العراقيون السبت بأصواتهم في الانتخابات النيابية التي تعد أول اقتراع منذ هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، فيما قالت مصادر عراقية إن الإقبال كان ضعيفاً على التصويت.

ورصدت عدسة مراسل صحيفة "الوطن" في بغداد عملية الاقتراع العام وحظر التجوال التي فرضته القوات الأمنية في تمام الساعة 12 مساء يوم الجمعة من اجل توفير الحماية اللازمة للعملية الانتخابية. وشهدت مراكز الاقتراع في بغداد والتي فتحت أبوابها في الساعة السابعة صباحاً إقبالاً ضعيفاً وبدا هذا الإقبال يزداد تدريجياً في فترة الظهيرة خاصة بعد أن وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي برفع حظر حركة العجلات في جميع المحافظات وخول العبادي قادة العمليات بفرض حظر جزئي في القواطع التي فيها تهديد أمني حسب تقييم الأجهزة الأمنية والاستخبارية. وأغلقت جميع مراكز الاقتراع في عموم العراق في تمام الساعة السادسة مساء.

ودفع الإقبال الضعيف على مراكز الاقتراع من قبل الناخبين إلى دعوة مساجد مدينة الأعظمية في بغداد المواطنين الى التوجه لمراكز الاقتراع والتصويت لمن يرونه الأصلح لتمثيلهم في مجلس النواب المقبل. ودعا رئيس ديوان الوقف السني د.عبداللطيف الهميم أئمة وخطباء المساجد إلى حث العراقيين عبر مكبرات الصوت في الجوامع إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات.

وقال المراقب الانتخابي والإعلامي اسعد زلزلي لـ"الوطن" إن "عملية الاقتراع العام شهدت تعطل كثير من أجهزة الاقتراع الإلكترونية في عدد من المراكز الانتخابية في بغداد بالإضافة إلى معاناه عدد كبير من الناخبين بشأن ظهور بصمتهم في جهاز الاقتراع وعدم وجود أسماء ناخبين آخرين في سجلات الناخبين".

وأضاف زلزلي أن "الإقبال على المراكز الانتخابية كان ليس بالمستوى المطلوب وذلك بسبب فقدان الثقة من قبل المواطن العراقي في الشخصيات المرشحة بالإضافة إلى أن هناك حملة كبيرة أطلقها ناشطون مدنيون على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى مقاطعة الانتخابات".

وأشار إلى أن "المواطن العراقي اعتاد على التضخيم في الأرقام فإن نسبة المشاركة في التصويت الخاص تحولت في غضون ساعتين من 40% إلى 80% وما حدث في التصويت الخاص سيحصل في التصويت العام بالتأكيد".

من جانبه، أكد المتحدث باسم مفوضية الانتخابات كريم التميمي لـ"الوطن"، أن "العملية الانتخابية جرت بانسيابية وبصورة جيدة على اعتبار أنها أول انتخابات تستخدم فيها الأجهزة الإلكترونية لذلك فإن جميع المشاكل والتحديات التي ظهرت هي بنسب مقبولة ولدينا القدرة للتعامل مع هذه المشاكل والتحديات عن طريق فرق الصيانة التي شكلتها المفوضية وهي فرق ميدانية، بالإضافة إلى وجود موظفي الصيانة في كل محطة وأجهزة احتياط".

وحول نسب إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع قال التميمي إن "هناك بعض المناطق شهدت إقبالاً مرتفعاً ومناطق أخرى إقبالاً متوسطاً وأخرى متدنياً، وهذا يعتمد على مزاج الناخب العراقي، وسيتم إغلاق جميع مراكز الاقتراع في تمام الساعة 6:00 مساء، ولا يمكن تمديد فترة الاقتراع لأن الأجهزة مبرمجة على الإغلاق في تمام الساعة السادسة مساء، وسيتم اعتماد نتائج الانتخابات النهائية مهما كانت نسبة المشاركة فيها".

وأضاف التميمي أن "إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية سيكون في موعد أقصاه خلال 48 ساعة بعد إغلاق صناديق الاقتراع وانتهاء العملية الانتخابية".

من ناحيته، قال مدير مكتب الرصافة في مفوضية الانتخابات عماد جميل لـ"الوطن" إن "مراكز الاقتراع فتحت في تمام الساعة السابعة صباحاً وشهدت بعض المناطق الشعبية ومناطق حزام بغداد إقبالاً كبيراً من الناخبين لكن شهدنا تدني إقبال الناخبين في مراكز الاقتراع في وسط بغداد وتحديداً في منطقة الكرادة".

وأضاف جميل أن "بعد إغلاق صناديق الاقتراع في تمام الساعة السادسة مساء إلكترونياً وبعد ذلك تتم عمليات العد والفرز إلكترونياً ولا تستغرق هذه العملية سوى بضع ثوان، ومن ثم بعد ذلك يتم إرسال النتائج إلى مركز إدخال البيانات الإلكتروني، والعملية تنتهي بإعلان النتائج داخل المركز الانتخابي بعد نصف ساعة، أما نتائج النهائية فسيتم إعلانها من أعضاء مجلس المفوضية في المكتب الوطني".

وأشار جميل إلى أنه "تم التغلب على معظم المشاكل التي واجهت عملنا منذ الصباح الباكر من قبل موظفي المفوضية المتواجدين في المركز الانتخابي، بالإضافة إلى أنه تم تجاوز عدد من المشاكل التي واجهت بعض الناخبين الذين يحملون بطافة قديمة غير محدثة".

وفي ختام العملية الانتخابية التي انتهت دون تسجيل أي حادث يذكر، بدا أن نسبة المشاركة التي يفترض أن تعلن مساء كانت ضعيفة، باستثناء إقليم كردستان ومدينة الموصل "عاصمة الخلافة" السابقة لتنظيم الدولة "داعش" شمال البلاد.

ودعي نحو 24.5 مليون ناخب لاختيار 329 نائباً في مجلس النواب المقبل.

وهنأت واشنطن العراق السبت على إجراء الانتخابات التشريعية، داعية إلى "تشكيل حكومة جامعة تلبي حاجات كل العراقيين (...) وضمن المهل الدستورية كي يتمكن العراق من مواصلة التقدم نحو مستقبل افضل يكون أكثر أماناً وازدهاراً".

وتتم عملية التصويت بحسب قانون نسبي على أساس قوائم مغلقة ومفتوحة، وتوزع الأصوات على المرشحين ضمن 87 لائحة في 18 محافظة وفقاً لتسلسلهم داخل كل قائمة، لنيل 329 مقعداً برلمانياً.

وتشهد الانتخابات سابقة، إذ إنه للمرة الأولى لا تشارك الأحزاب الشيعية التي هيمنت على الحياة السياسية لـ15 عاماً، في قائمة موحدة، بسبب صراع شرس على السلطة.

وينتظر أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات خلال 3 أيام من عملية التصويت. وتتنافس 5 لوائح شيعية على الأقل، بينها تلك التي يتزعمها رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي الذي لم يتقبل فكرة إزاحته في عام 2014، إلى جانب هادي العامري أحد أبرز قادة فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دوراً حاسماً في دعم القوات الأمنية خلال معاركها ضد تنظيم الدولة "داعش".

وتبرز أيضاً لائحتا رجلي الدين الشيعيين، عمار الحكيم الذي يتزعم لائحة تياره "الحكمة"، ومقتدى الصدر الذي أبرم تحالفا غير مسبوق مع الحزب الشيوعي العراقي في ائتلاف "سائرون".

من ناحية أخرى، يواجه الأكراد اليوم خطر خسارة نحو 10 من أصل 62 مقعداً حصلوا عليها في الانتخابات السابقة، بعد استفتاء على الاستقلال أجراه إقليم كردستان العراق في سبتمبر الماضي، رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد.

ورداً على ذلك، استعادت القوات العراقية السيطرة على محافظة كركوك الغنية بالنفط، وباقي المناطق المتنازع عليها والتي سيطر عليها الأكراد بحكم الأمر الواقع خارج الحدود الرسمية لمنطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي.

ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني بعد الإدلاء بصوته إلى الوحدة.

أما بالنسبة إلى السُنَّة الذين يترشحون إلى الانتخابات من خلال أربع لوائح، فمن المفترض أن يلعبوا دوراً مسانداً في تشكيل الحكومة.

ولم تسجل الانتخابات التي تجري للمرة الأولى بعد هزيمة المتطرفين، أي حادثة تذكر، رغم أن تنظيم الدولة "داعش" هدد مؤخراً باستهداف الناخبين ومراكز التصويت.

وفي محافظة ديالى فقط، "قتل شرطي وأصيب 5 آخرون، أحدهم إصابته بليغة، جراء سقوط 8 قذائف هاون وصاروخين من طراز كاتيوشا قرب مركز انتخابي في بلدة أبو صيدا" الواقعة شمال شرق مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد، بحسب ما أفاد قائد عمليات محافظة ديالى الفريق الركن مزهر العزاوي.

وبدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بعملية العد والفرز الإلكتروني للاقتراع العام للانتخابات البرلمانية بعد إغلاق مراكز الانتخابية للاقتراع العام في عموم البلاد في تمام الساعة 6:00 مساء.

وأكدت المفوضية أنها ستستقبل طعون واعتراضات الكتل السياسية حول نتائج الانتخابات بعد إعلان النتائج الأولية بعد مرور 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراح وسيتم إعلان النتائج النهائية والمصادق عليها بعد النظر في جميع الطعون المقدمة من قبل الكتل السياسية.

فيما اتهم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي بعض القوى السياسية بممارسة أنواع التهديد والتلويح باستخدام السلاح ضد مراكز الاقتراع.

وذكر الائتلاف في بيان له تلقت "الوطن" نسخة منه أنه "رغم توقيع جميع الكتل السياسية على ميثاق الشرف الانتخابي برعاية الأمم المتحدة، ورغم تأكيدنا على ضرورة الحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية وإنجاحها، نعرب عن قلقنا البالغ من لجوء بعض القوى السياسية إلى ممارسة شتى أنواع التهديد والوعيد والتلويح باستخدام السلاح ضد مراكز الاقتراع والناخبين بهدف التأثير على خياراتهم والتصويت لصالح مرشحي تلك القوى المعروفة بعد أن أدركت هزيمتها المبكرة".

وأضاف البيان أن "تلك الخروقات والتجاوزات الحاصلة تستدعي من الأجهزة الأمنية ومفوضية الانتخابات إلى التحرك السريع لإيقاف الخروقات ومحاسبة كل من يتجاوز على القانون ويسيء للعملية الانتخابية في البلاد، لأن التساهل مع هذه الظاهرة سيعرض مستقبل العراق وشعبه للخطر".

من جانبها أعلنت وزارة الداخلية عن "نجاح الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات البرلمانية التي جرت في جميع محافظات العراق".

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء سعد معن في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه إن "الخطة الأمنية التي وضعت لتأمين الانتخابات النيابية التي جرت بجميع محافظات العراق تكللت بالنجاح التام".

وأضاف معن أنه "لم يسجل أي خرق أو حادث أمني خلال تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات".

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي سلام الربيعي لـ"الوطن" "شكلت نسبة المشاركة في الانتخابات صدمة كبيرة جداً لأنها لم تكن من المتوقع أن تكون متدنية بهذا الشكل".

وأضاف الربيعي "لا توجد علاقة بين نسبة المشاركة وشرعية الانتخابات فمهما تكن النسبة سيتم اعتماد النتائج والمضي بتشكيل الحكومة على ـساس نتائج هذه الانتخابات حيث تعد النسبة أقل نسبة مشاركة شهدتها الانتخابات السابقة التي جرت بعد عام 2003".

وأكد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أن "القوات الأمنية حققت نصراً جديداً بحمايتها العملية الديمقراطية حيث تمكنت من حماية المواطنين في مراكز الاقتراع المنتشرة في مختلف مناطق العراق".

وذكر بيان لمكتب العبادي تلقت "الوطن" نسخة منه أنه "تمت بعون الله عملية الاقتراع العام في عموم محافظات العراق وتمكّن أبناء شعبنا العزيز من الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم بحرية وأمان، حيث شهدت المحافظات المحررة إجراء عملية التصويت الحر للمرة الأولى بعد النصر الكبير وهزيمة "داعش"".

فيما أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عن تقديم طعون لمفوضية الانتخابات بشأن خروق شهدتها عملية الاقتراع.

ودعا الجبوري في مؤتمر صحافي المفوضية إلى "المحافظة على حياديتها، والنظر في جميع الاعتراضات التي قدمت"، دون الكشف عن طبيعتها. وأضاف أن "المشاركة لم تكن بالمستوى المطلوب "دون الإشارة إلى نسبة محددة"، لكننا لن نخذل الناخبين وسنعبر عنهم خير تعبير عبر مؤسسات الدولة".