* النظام يلقي منشورات فوق درعا تحذِّر من عملية عسكرية

* جيش الأسد يعلن تسريح مجندين قاتلوا في صفوفه منذ اندلاع الأزمة

دمشق - رامي الخطيب، وكالات



هددت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات "صارمة" بحق دمشق في حال انتهك نظام بشار الأسد اتفاقاً لوقف إطلاق النار وذلك غداة إلقاء الجيش السوري منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية والقنيطرة تحذر من عملية عسكرية وشيكة.

وطُبعت على أحد المنشورات في درعا صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق "لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح (...) اترك سلاحك قبل فوات الأوان".

وكتب على منشور آخر، نقله المرصد، "أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان".

وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة الجيش في "طرد الإرهابيين". ووقعت باسم "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، "ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات حازمة ومناسبة رداً على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامناً لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن".

وحذرت واشنطن الأسد بشكل شخصي من توسيع نطاق الصراع.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام بدأت في التحرك لمحافظة درعا.

وقد رصد ناشطون تحركات قوات الأسد من دمشق إلى درعا ومدينة البعث في محافظة القنيطرة حيث شوهدت أرتال عدة على طريق دمشق - درعا وبدأ إعلام الأسد يسوق للمعركة على أنها حتمية خاصة بعد أن تخلص من كل مناوئيه في دمشق سواء المعارضة المسلحة أو تنظيم الدولة "داعش".

يذكر أن فصائل الجبهة الجنوبية تتلقى دعماً عسكرياً وسياسياً من عدة دول عربية وغربية على رأسها الولايات المتحدة وتعتبر المنطقة الجنوبية منطقة نفوذ للغرب حالياً حيث تنتشر عشرات المنظمات ذات التمويل الغربي في المنطقة وتعاني المنطقة من وضع جيوسياسي معقد حيث يحدها الاحتلال الإسرائيلي من الغرب والأردن من الجنوب -وحدودهما مغلقة تماما أمام اللاجئين- ومحافظة السويداء شرقاً وهي خاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد وشمالاً العاصمة حيث جيش الأسد وحلفائه.

ولا تسيطر قوات المعارضة على كامل محافظة درعا حيث يشطر نظام الأسد دعا إلى شطرين، لولا سيطرة المعارضة على جمرك درعا البلد القديم بهذا الجمرك ويتصل ريف درعا الشرقي بالغربي.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت "نحذر النظام السوري كذلك من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف إطلاق النار"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب أعاد التأكيد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عقد في نوفمبر الماضي.

وأوضحت أنه "بصفتها ضامنة لمنطقة خفض التصعيد هذه بالاشتراك مع روسيا والأردن، ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات صارمة ومناسبة للرد على انتهاكات نظام الأسد".

وسيطر النظام والقوات المتحالفة معه الإثنين على منطقة اليرموك في جنوب دمشق، ما أعطى الأسد سيطرة كاملة على العاصمة والمناطق المحيطة بها لأول مرة منذ العام 2012.

ويجعل موقع درعا أي عملية واسعة فيها أمراً غاية في الحساسية حيث تشتبه إسرائيل بأن إيران تسعى إلى تعزيز تواجدها العسكري قرب الحدود.

وتسيطر فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأمريكي، على 70% من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد.

وتتواجد الفصائل المعارضة عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا فيما تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الذي يشمل الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.

من ناحية أخرى، أصدر الجيش السوري قراراً بتسريح دورة عسكرية التحق أفرادها بالخدمة الإلزامية في عام 2010 وقاتلوا في صفوفه طيلة سنوات النزاع الذي بدأ عامه الثامن، وفق ما أفادت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات ومجندون لوكالة فرانس برس السبت.

وأوردت صحيفة الوطن على موقعها الإلكتروني "صدور قرار بتسريح صف الضباط والاحتياطيين في الدورة 102 اعتباراً من الأول من حزيران 2018".

ويأتي صدور هذا القرار متزامناً مع التقدم الميداني الذي أحرزته وحدات الجيش في العامين الأخيرين على جبهات عدة، آخرها في الغوطة الشرقية التي كانت تعد معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وفي جنوب العاصمة بعد طرد تنظيم الدولة "داعش"، من آخر جيب تحصن فيه.