* المقاومة اليمنية تسيطر على مدخل مطار الحديدة

* مصادر محلية لـ "الوطن": الحوثيون فخخوا ميناء الحديدة تمهيداً لتفجيره حال تقدم القوات الشرعية

* تقرير أممي: الحوثيون أطلقوا على السعودية صواريخ مصنوعة في إيران



* فرنسا تخطط لإزالة الألغام في الحديدة فور انتهاء المعارك

صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات

سيطرت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، الجمعة، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية على مدخل مطار الحديدة غرب اليمن بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإيرانية، فيما أكد مصدر عسكري في القوات المشتركة اليمنية لـ "الوطن" أن "الساعات القادمة ستكون حاسمة في معركة تحرير الحديدة والتي ربما تحسم فيها معركة المطار".

وذكرت مصادر يمنية أن "قوات المقاومة سيطرت على المدخل الشمالي الغربي للمطار".

وقال أحد سكان الحديدة "شاهدنا قوات المقاومة في الساحة عند المدخل الشمالي الغربي من المطار". وأكد مسؤولان عسكريان يمنيان المعلومة.

وتشهد خطوط الدفاع الحوثية إنهيارات متسارعة مع تواصل التقدم العسكري لقوات الشرعية اليمنية مدعومة من التحالف العربي نحو مدينة الحديدة غرب اليمن.

وأعلن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن فجر الأربعاء إنطلاق معركة عسكرية واسعة لتحرير مدينة الحديدة الساحلية التي تتخذ مليشيات الحوثي الإنقلابية منها منطلقاً لتهديد حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأستطاعت القوات المشتركة اليمنية وبإسناد مباشر من القوات المسلحة الإماراتية تحقيق انتصارات عسكرية هائلة، بعد مضي 48 ساعة فقط على بدء معركة "النصر الذهبي"، حيث حررت عدداً من المناطق الاستراتيجية وصولاً إلى محيط المطار، في الوقت الذي تواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش عمليات واسعة لتفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات بكثافة لعرقلة تقدم القوات.

وفي موازاة تقدم قوات المقاومة الوطنية وألوية المقاومة الوطنية في المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي، إستطاعت ألوية العمالقة تحقيق تقدم هو الأبرز الخميس، بعمق 8 كيلومترات في عمق مدينة الحديدة وصولاً الى منطقة الدوار.

في حين شهدت أطراف مدينة الحديدة معارك عنيفة، اسفرت عن سقوط مئات المسلحين التابعين لميليشيا الإنقلاب مابين قتيل وجريح، بحسب مصادر طبية في المدينة.

وأكد مصدر عسكري في القوات المشتركة اليمنية أن الساعات القادمة ستكون حاسمة في معركة تحرير الحديدة والتي ربما تحسم فيها معركة المطار.

وقال في تصريح لـ "الوطن" ان "الخطة المرسومة تقضي بتطويق ميليشيا الحوثي من ثلاث جهات رئيسية الجنوبية التي تتواجد فيها ألوية المقاومة التهامية والجنوبية الشرقية التي تحضر فيها قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح والغربية الموكل بها ألوية العمالقة الجنوبية، ومن المتوقع أن تسند مهمة إقتحام المدينة للقوات التي يقودها العميد طارق من الجهة الشرقية".

وأوضح المصدر أن "خطة الإقتحام وضعت وفق تكتيك عسكري يراعي في أولوياته ضمان سلامة المدنيين والبنية التحتية للمدينة".

وكان طيران التحالف العربي قد نفذ عمليات إنزال جوي على جميع الجبهات في ضواحي الحديدة، في إطار المرحلة الثانية من الهجوم البري والبحري والجوي الذي بدأ فجر الأربعاء، لتحرير مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة الميليشيا المدعومة إيرانياً.

وشكل الإنزال الجوي الذي نفذه التحالف العربي عامل التفاف على الميليشيا وحال دون تمكنها من استخدام المواطنين كدروع بشرية في الطريق نحو المطار الذي باتت عملية استعادته من المليشيا مسألة وقت فقط.

وأفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة لـ "الوطن"، قيام المليشيات الحوثية بتفخيخ ميناء الحديدة ومختلف المنشآت التابعة له تمهيداً لتفجيره في حال تقدم قوات الشرعية والتحالف لطردها منه.

وتواصل قوات المقاومة اليمنية المشتركة التقدم باتجاه وسط مطار الحديدة وسط فرار المتمردين الحوثيين من الجبهات التي تشهد معارك طاحنة.

وأفادت تقارير باشتداد الاشتباكات بين القوات المشتركة، وميليشيات الحوثي الإيرانية في محيط المطار، بغطاء جوي من طائرات التحالف العربي.

وأضافت أن بعض مسلحي ميليشيا الحوثي تراجعوا إلى داخل مطار، وتحصنوا داخله فيما توزع قناصون تابعون للميليشيا على الأبنية المرتفعة المحيطة بالمطار.

وتسعى ميليشيا الحوثي لفتح معارك جانبية شرق الحديدة لتخفيف الضغط على المطار.

وكانت القوات اليمنية المشتركة أحبطت محاولة تسلل لميليشيات الحوثي في الفازة غرب مديري التحيتا، ويسعى المتمردون عبر محاولات التسلل فتح جبهات جانبية لتخفيف الضغط على مسلحيهم في جبهة مطار الحديدة حيث تكبّدوا خسائر فادحة.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات قليلة من الإعلان عن مقتل 128 مسلحاً حوثياً في غارات للتحالف العربي ومواجهات مع القوات اليمنية المشتركة جنوبي مدينة الحديدة خلال اليومين الماضيين.

وكثفت طائرات التحالف العربي غاراتها على مواقع المتمردين الحوثيين ضمن العملية العسكرية لتحرير مدينة الحديدة من أيدي الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وتركزت المواجهات، الجمعة، في محيط المطار، حيث تسعى القوات اليمنية إلى حسم معركة المطار مع ميلشيات الحوثي الإيرانية.

وكان مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الشرعية قال ان هذه القوات "تستعد لعملية اقتحام للمطار الجمعة بدعم جوي" من طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية.

وبالتزامن مع المعارك على أبواب المطار، شن المتمردون هجوماً على موقع للقوات الموالية للحكومة في منتصف الطريق الساحلي الرئيسي الرابط بين مدينة الحديدة ومراكز عسكرية تنطلق منها القوات الحكومية، حسبما أفادت مصادر في هذه القوات.

وأوضحت المصادر أن الهجوم أدى إلى اندلاع اشتباكات بين المهاجمين والقوات الموالية للحكومة، ما تسبب بقطع الطريق بين مدينة الحديدة ومديريتي الخوخة والمخا اللتين تضمان تجمعات عسكرية للقوات الحكومية.

ووقع الهجوم في مديرية التحيتا على الطريق الساحلي المطل على البحر الأحمر على بعد نحو 100 كلم جنوب مدينة الحديدة. وتنطلق من المخا "150 كلم جنوب مدينة الحديدة" والخوخة "130 كلم كلم جنوب الحديدة" القوات الموالية للحكومة الشرعية، شمالاً نحو مدينة الحديدة.

وبدأت هذه القوات الأربعاء بمساندة قوات إماراتية هجوماً واسعاً تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف تحريري مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.

وقتل منذ بداية الهجوم 118 متمرداً و21 مقاتلاً حكومياً، من ضمنهم قتلى هجوم الجمعة، بحسب مسعفين.

ويشكل ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.

من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في مؤتمر صحافي في نيويورك "نحن لا نقترب من المرفأ (...) ولا ننوي تدمير البنية التحتية". واضاف "نحن في منطقة قريبة من المطار وليس من المرفأ. المرفأ خارج العمليات تماماً اليوم".

وعقد مجلس الأمن الدولي ثاني جلسة له حول اليمن في أسبوع.

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس إن الدول الخمس عشرة الأعضاء "كررت المطالبة بإبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين".

ويشكل الصليف الواقع شمال مدينة الحديدة مع ميناء الحديدة المعبرين الرئيسيين للامدادات الغذائية والمساعدات الانسانية إلى البلد الغارق في الحرب إذ تدخل عبرهما 70% من هذه المواد.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي الدعم من ايران، منذ استعادة هذه القوات 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.

وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين الحوثيين بالسلاح.

وفي هذا الإطار، أفاد تقرير غير معد للنشر للأمم المتحدة بأن المتمردين الحوثيين أطلقوا صواريخ على السعودية صنع بعض من مكوناتها في ايران، ولكن من دون أن يُعرف متى أرسلت هذه الصواريخ الى اليمن.

وفي التقرير الواقع في 14 صفحة يحيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن الدولي علماً بأن شظايا خمسة صواريخ أطلقت منذ يوليو 2017 من اليمن على السعودية "لديها الخصائص الاساسية نفسها لنوع من الصواريخ معروف أنه من صنع" إيران.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية الجمعة أنها تخطط لـ "عملية إزالة الغام" لدوافع "إنسانية" في ميناء الحديدة اليمني "بعد انتهاء العمليات العسكرية".

وأشارت الوزارة إلى "دراسة جارية لإزالة الألغام من مسارات الدخول إلى ميناء الحديدة بعد انتهاء العمليات العسكرية بهدف تسهيل النقل الآمن للمساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة".

وأوضحت "ليست هناك عمليات عسكرية فرنسية حالياً في منطقة الحديدة، وفرنسا ليست ضمن التحالف المشارك" في الهجوم.

ويأتي بيان الوزارة رداً على مقالة في صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أن فرنسا، بناء على طلب من دولة الإمارات العربية المتحدة، وافقت على إرسال المواد لمساعدة التحالف العسكري ضد الحوثيين لنزع الألغام في ميناء الحديدة، بعد الرفض الأمريكي تقديم مثل هذه المساعدة.