دبت خلافات جديدة بين قيادات ميليشيات الحوثي الإيرانية في محافظة ذمار اليمنية، منجم المسلحين في صفوف المتمردين، حسبما أفادت "سكاي نيوز عربية"، الأربعاء.

وذكرت مصادر يمنية أن محمد المقدشي، المعين من قبل الحوثيين محافظاً لذمار، هدد بتقديم استقالته في حال تمت إطاحة أحد القيادات الأمنية بالمحافظة.

وأشارت المصادر إلى أن قيادات جناح ميليشيات الحوثي الإيرانية بالمحافظة بقيادة فاضل الشرقي، المكنى "أبوعقيل"، أصدرت قراراً بتغيير مدير المباحث الجنائية بالمحافظة العقيد محمد علي قاسم الحدي، واستبداله بـ"أبو صخر الخطيب" أحد عناصرها، و هو ما رفضه المقدشي.

وأرجع البعض سبب تجدد الخلاف بين جناحي ميليشيات الحوثي بذمار، إلى صراعهما على التعيينات، والاستحواذ على المناصب، ونهب المال العام، ووصلت الخلافات إلى حد تنفيذ محاولات اغتيال، في ظل وضع أمني متدهور في عاصمة المحافظة وأغلب مديرياتها.

وكان القيادي الحوثي مهدي المشاط، رئيس مايسمى "المجلس السياسي" التابع للحوثيين، أصدر مؤخراً توجيهات بإلغاء كل قرارات المقدشي، بعد تصاعد خلافاته مع جناح "أبو عقيل".

وفي أكثر من مناسبة، تطفو خلافات على السطح بين قادة ميليشيات الحوثي الإيرانية، الأمر الذي يؤدي إلى اعتقالات في صفوف المتمردين واقتيادهم إلى معتقلات سرية، وتصل في بعض الأحيان إلى حد القتل.

والشهر الماضي، نصبت مليشيات الحوثي نقاط تفتيش في محافظة ذمار، للقبض على عناصرها الفارين من جبهات القتال، حيث يتكبد الانقلابيون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على وقع ضربات قوات المقاومة المدعومة من تحالف دعم الشرعية في اليمن.

وتسعى المليشيات إلى الإبقاء على مقاتليها في جبهات القتال بأي وسيلة كانت، لعدم قدرتها على حشد المزيد من الأفراد ولتعزيز جبهاتها المنهارة.

وفضلاً عن ذلك، يعاني الحوثيون نقصاً حاداً في الذخائر، بالإضافة إلى نزيف في أعداد المقاتلين بالتزامن مع فرار المئات بأسلحتهم، وهو ما دفع قيادات الانقلابيين إلى توجيه عناصرها بملاحقة واعتقال الفارين وإجبارهم على العودة إلى خط النار.