* تعنت الحوثيين متوقع لأنهم يتلقون التعليمات من طهران

صنعاء - سرمد عبدالسلام

أكد محللون وسياسيون يمنيون أن "المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران أفشلوا مفاوضات جنيف، لخدمة المشروع الفارسي"، مشيرين إلى أن "تعنت الحوثيين وإفشالهم جولة السلام كان أمراً متوقعاً ومفهوماً من ميليشيا الحوثي التي تتلقى تعليماتها من طهران".



ولم يكن اليمنيون متفائلين كثيراً بنتائج جولة المفاوضات التي كان من المقرر أن تجمع وفدي الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين في جنيف السويسرية الخميس الماضي، لكن أكثر المتشائمين لم يتوقع انهيارها بتلك الصورة الدراماتيكية.

وتسبب المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في وأد مشاورات السلام التي دعا إليها المبعوث الأممي مارتن غريفيث، قبل أن تبدأ، بعدما رفضوا مغادرة صنعاء، متذرعين بحجج واهية، ما فوت على اليمنيين فرصة جديدة للسلام ووقف الحرب التي تطحن اليمنيين منذ 4 سنوات.

المحلل السياسي اليمني محبوب اليوسفي أكد لـ "الوطن" أن "تعمد الانقلابيين الحوثيين إضاعة هذه الفرصة أثبت للجميع بأن هذه المليشيات لا تكترث باليمنيين ولا يهمها التخفيف من معاناتهم، بقدر ما يعنيها تنفيذ أجنداتها الخاصة وفي مقدمتها خدمة المشروع الفارسي".

وقال اليوسفي إن "الملفات التي كان مقرراً بحثها في جولة جنيف المتعثرة وهي إطلاق الأسرى وفتح مطار صنعاء ومرتبات الموظفين ووصول الإغاثة الإنسانية لمختلف المدن، جميعها تخدم اليمنيين وبالأخص القاطنين في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، لكنهم ورغم ذلك قرروا رمي تلك القضايا تحت أقدامهم، مقابل قضايا خاصة لاتهم اليمنيين".

وكان وفد ميليشيا الحوثي الانقلابية قد رفض القدوم على متن طائرة أممية إلى جنيف لبدء مشاورات السلام، مشترطين إحضار طائرة عمانية لإخراج ما زعمت الجماعة المدعومة من إيران أنهم جرحى للعلاج في الخارج دون تحديد هوياتهم وأسمائهم مع رفضهم إخضاع الطائرة للتفتيش، فيما رجحت تقارير صحفية بأن يكون الأفراد الذين تنوي تهريبهم للخارج رفقة الوفد هم من القادة الميدانيين التابعين لـ "حزب الله" اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

وتعد هذه هي الجولة الرابعة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، والأولى في عهد المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث الذي تولى المهمة في فبراير الماضي خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لكنها بحسب وصف مراقبين سياسيين الأكثر فشلاً بين الجولات الماضية.

وخلافاً لتأكيدات المراقبين حول فشل المفاوضات في مهدها وانعكاسات ذلك على أية عملية سياسية قادمة، بدا المبعوث الأممي متفائلاً بما أسماها "نتائج المشاورات" التي أجراها مع وفد الحكومة الشرعية" على مدى يومين من انتظار وصول وفد الانقلابيين .

وبرر المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي السبت الماضي تعنت الحوثيين وعدم حضورهم المشاورات قائلاً إن تعذر وصول وفد الحوثي كان بسبب بعض العراقيل التي صعب حلها.

وقال مارتن غريفيث في المؤتمر الصحافي الذي عقده السبت في جنيف "أعتقد أن من المهم ملاحظة أن "أنصار الله" أرادوا أيضاً أن يكونوا هنا، وهم يشعرون بخيبة أمل لعدم تواجدهم معنا.. ومن المهم إيضاح هذه النقطة. لقد أجرينا مناقشات مستفيضة مع ممثليهم في صنعاء ومسقط الأسبوع الماضي وليس لدي أي شك في ذلك، بغض النظر عن رأيكم. إنهم حريصون جداً على المضي قدماً بهذه العملية، مثل حرص المجتمع الدولي المتحد بشكل ملحوظ".

تصريحات المبعوث الأممي تلك أثارت حفيظة الحكومة اليمنية ووفدها المفاوض في جنيف، حيث هاجم وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد المفاوض في مشاورات جنيف خالد اليماني تلك التصريحات، لافتاً إلى أن غريفيث يقول كلاما في الغرف المغلقة ثم يقول غيره في العلن وهو أمر غير مفهوم إطلاقاً ويؤثر في مصداقيته كمبعوث للأمم المتحدة.

من جهته قال الصحافي اليمني ماجد الطياشي لـ "الوطن" أن "تعنت الحوثيين وإفشالهم جولة السلام كان أمراً متوقعاً ومفهوماً من ميليشيا الحوثي التي تتلقى تعليماتها من طهران، لكن تبريرات غريفيث هي الأمر الذي يصعب تفهمه".

وأوضح أن "محاولات الترضية لن تكون مجدية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية، مؤكدا في الوقت ذاته أن "كثيراً من اليمنيين باتوا ينظرون لمارتن غريفيث ليس كمبعوث دولي للسلام بل باعتباره داعم ومؤيد للانقلابيين الحوثيين".