قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن اتفاق السلام بين الرباط وتل أبيب قد يواجه تهديدات أمنية محتملة من إيران في الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو المطالبة بالاستقلال.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن في 10 ديسمبر الجاري التوصل إلى اتفاق للسلام بين المغرب وإسرائيل، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء.

وحذر السفير الإسرائيلي السابق بالأمم المتحدة دوري غولد، في تقرير نشرته "جيروزاليم بوست"، من أن إيران قد تكثف من دعمها لجبهة البوليساريو في حملة التصعيد التي تشنها الجبهة ضد المغرب في الصحراء.



تصعيد محتمل

وأعلنت جبهة البوليساريو، منتصف نوفمبر الماضي، انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار، وشن الحرب على المغرب، عقب تدخل الرباط عسكرياً في منطقة الكركرات العازلة على الحدود مع موريتانيا، وإقامتها جداراً أمنياً على طول المنطقة.

وقدم المغرب في 2018، وثائق إلى الحكومة الإيرانية، تثبت أن إيران تزود جبهة البوليساريو بالأسلحة، وتوفر التدريب العسكري لعناصرها، بمساعدة "حزب الله" اللبناني.

وضمت قائمة الأسلحة، التي منحتها إيران للبوليساريو، بحسب الاتهام المغربي، قاذفات صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ من طراز "SAM-9" و"SAM-11". ورداً على هذا الدعم، أعلن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، في وقت نفت طهران هذه الاتهامات.

وقالت "جيروزاليم بوست" إن إيران "تحاول التسلل داخل القارة الإفريقية عن طريق دعم التحركات العسكرية في الدول التي تسعى إلى زعزعة استقرارها".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في حال تمكنت إيران من زيادة دعمها لجبهة البوليساريو من دون تدخل من القوى الدولية، فإن ذلك من شأنه أن يقوض اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل".

الرد الغربي

وأوضحت الصحيفة أن البوليساريو "برزت كمنظمة ليس لديها مشاكل من الارتباط بالشبكات الإرهابية، التي أقامتها إيران في الشرق الأوسط وإفريقيا"، على حد وصف الصحيفة.

وكرد على ذلك، تقول الصحيفة، لم يتدخل الغرب عسكرياً في المنطقة المتنازع عليها في شمال إفريقيا لوقف التهديد الإيراني، بل عمل على منع البوليساريو من الوصول إلى هدفها الدبلوماسي المتمثل في الاستقلال.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر ذاته حدث في سوريا. فبعد أن احتضنت دمشق عدداً كبيراً من القوات المرتبطة بإيران، أصدرت الولايات المتحدة إعلاناً في مارس 2019 يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.

وحين قررت البوليساريو التعامل مع إيران، تضيف الصحيفة، جاء إعلان الولايات المتحدة اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.

وتنفي كل من جبهة البوليساريو و"حزب الله" هذه الاتهامات. وقال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إن "هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد إملاءات من بعض الأطراف"، مضيفاً أن "جبهة البوليساريو كبدت خسائر فادحة للجيش المغربي وأسقطت الطائرات المغربية، قبل تأسيس حزب الله".

بدوره، أصدر حزب الله بياناً نفي فيه ما وصفها بـ"المزاعم المغربية"، لافتاً إلى أن المغرب وجه هذه الاتهامات "بفعل ضغوط أميركية وإسرائيلية".

عين على إدارة بايدن

في سياق متصل، حضّ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على الحفاظ على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.

وقال بوريطة في مقابلة مع موقع "أكسيوس" الأميركي: "إننا نعتقد بواقعية أن الإدارة الجديدة ستجد مبرراً جيداً للحفاظ على هذا الاعتراف".

وأضاف: "نأمل في أن تستمر الإدارة المقبلة في هذه الدينامية الإيجابية، وتطوير ما تم التوصل إليه بالفعل؛ لأن كل ما قمنا به كان من أجل السلام".

ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من قبل بايدن أو فريقه الانتقالي بشأن قرار ترمب الاعتراف بالصحراء جزءاً من الأراضي المغربية.

ورفض فريق بايدن الانتقالي التعليق لصحيفة "ذي هيل" الأميركية على قرار ترمب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.

ووفقاً لما أشار إليه موقع "أكسيوس" فإن السياسة الأميركية الوحيدة لترمب، والتي يريد الرئيس المنتخب جو بايدن الإبقاء عليها، هي اتفاقات "إبراهام" للسلام مع إسرائيل، ما يعني أن بايدن قد يبقي اعتراف ترمب بسيادة المغرب على الصحراء.