الحرة

يحاول مترجمون فوريون عملوا مع الولايات المتحدة في العراق زيادة وسائل الضغط على الإدارة الأميركية، من أجل إعادة العمل ببرنامج الحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة وسط مخاوف من تعرضهم للقتل على أيدي متشددين.

وفقا لمجلة "بوليتكو" الأميركية، فقد توجه ما يقرب من 20 مترجما فوريا عراقيا سابقا لمقر القنصلية الأميركية في مدينة أربيل يوم الأحد، للمطالبة بإعادة تنشيط "برنامج 1244".

وتضيف المجلة أن هذا البرنامج يتيح للعراقيين المؤهلين تقديم طلب للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة، بدلا من اللجوء لبرنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، الذي يأخذ فترة طويلة.

وذكرت الصحيفة أن بعض الذين زاروا مقر القنصلية الأميركية حملوا لافتات كتب عليها "لا يمكننا الانتظار حتى اللحظة الأخيرة"، في إشارة منهم إلى ما حصل من فوضى في أفغانستان مع انسحاب القوات الأميركية.

ونقلت "بولتيكو" عن أحد منظمي الزيارة القول إن هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها المترجمون القنصلية بعد "رحلة فاشلة" جرت أواخر العام الماضي.

وقال عثمان (نكتفي بذكر اسمه الأول)، الذي عمل مع الأميركيين لمدة أربع سنوات، إن "ما حدث في أفغانستان، جعلنا أكثر قلقا بشأن مستقبلنا في العراق".

وأضاف أن مسؤولا في القنصلية الأميركية طلب من الحاضرين اختيار ممثلين لهم والعودة يوم الاثنين، مبينا أنهم فعلوا ذلك، لكن وبدلا من الحصول على اجتماع مع شخص مناسب تحدثوا لمدة خمس دقائق فقط من خلال نافذة زجاجية إلى شخص، يعتقد عثمان، أنه رئيس أمن القنصلية.

وعد المسؤول بإرسال رسالتهم إلى موظفي القنصلية رفيعي المستوى، وفقا لعثمان.

قدر عثمان أن هناك ما يقرب من 250 إلى 400 مترجم فوري في العراق يرغبون في التقدم للحصول على مثل هذه التأشيرة.

مترجم سابق آخر يدعى هندرين أبلغ "بولتيكو" إن رجالا يحملون بنادق أوقفوه في ديسمبر الماضي وسألوه عن وظيفته.

وقال إن التجربة دفعته إلى ترك عمله مع الولايات المتحدة في اليوم التالي والانتقال إلى أربيل، حيث يعتقد أن معلوماته الشخصية قد تسربت إلى الميليشيات.

وردا على طلب الصحيفة للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان،: "نحن ملتزمون بدعم أولئك الذين ساعدوا الجيش الأميركي وموظفي الحكومة الآخرين على أداء واجباتهم".

وأضاف البيان أن كل من يشارك في هذه العملية، سواء في واشنطن أو في سفاراتنا في الخارج، على دراية كاملة بمساهمات زملائنا العراقيين والمخاطر التي يواجهونها".

واختتم البيان بالقول "لد استفاد أكثر من 21 ألف عراقي من برامج SIV".

وأشار المتحدث إلى أن "برنامج SIV للأشخاص الذين عملوا مع القوات الأميركية أو بعثة الولايات المتحدة لا يزال نشطا، على الرغم من أنه يقدم تأشيرات فقط لما يصل إلى 50 شخصا سنويا".

يشار إلى أن برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة للعراقيين توقف عن قبول طلبات جديدة منذ عام 2014.

وتشير أرقام وزارة الخارجية الأميركية إلى أن أكثر من سبعة آلاف عراقي عمل كثير منهم كمترجمين للجيش الأميركي أعيد توطينهم في الولايات المتحدة بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة.

وانخفضت أعداد العراقيين الذين حصلوا على تأشيرات الدخول للولايات المتحدة بشكل ملحوظ منذ توقيع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمر تنفيذيا في 2017 علق بموجبه برنامج الولايات المتحدة الرئيسي للاجئين وأوقف إصدار التأشيرات لمواطنين من سبع دول يغلب على سكانها المسلمون من بينها العراق.

وبمجرد وصول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن للسلطة في يناير الماضي عمد إلى الغاء أمر ترامب التنفيذي ووعد بسياسات هجرة أقل شدة.

لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في يناير الماضي إيقاف البرنامج الخاص بقبول اللاجئين العراقيين بشكل مؤقت بعد اكتشاف "خرق" تضمن سرقة معلومات ملفات مقدمي طلبات لجوء.

وأفادت تقارير صدرت عن الخارجية الأميركية واطلعت عليها رويترز أن السلطات، التي تجري تحقيقا شاملا في قضية احتيال، تشتبه في أن نحو أربعة آلاف عراقي يقدمون طلبات مزيفة لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بصفتهم لاجئين.

وهناك أكثر من 500 عراقي، دخلوا البلاد بالفعل كلاجئين، متورطين في قضية الاحتيال المزعومة وقد يتم ترحيلهم أو إسقاط الجنسية الأميركية عنهم، حسبما أفادت وثيقة أرسلت إلى أعضاء الكونجرس.

وتظهر التقارير أن التحقيق أشمل وأخطر مما كشف عنه مسؤولون أميركيون منذ الإعلان في يناير عن تجميد برنامج "الوصول المباشر" للاجئين العراقيين لمدة 90 يوما.

وجاء التعليق، الذي مددته وزارة الخارجية لأجل غير مسمى في أبريل، بعد الكشف عن لائحة اتهام لثلاثة أجانب بالاحتيال وسرقة سجلات وغسل الأموال.

وذكر تقرير الخارجية الأميركية أن تعليق البرنامج العراقي أدى إلى تجميد معالجة أكثر من 40 ألف طلب تشمل أكثر من 104 آلاف شخص، 95 في المئة منهم في العراق، ويجري إعادة تقييمهم جميعا.