العين الإخبارية

لا تعلم النازحة اليمنية سلامة إبراهيم شيئا عن فريق الخبراء الدوليين، المثير للجدل، بتقارير بعيدة عن محنة السكان المعرضين لجرائم الحوثي.



فلم يسبق أن التقت تلك المسنة مع أحد أعضاء الفريق الدولي، لتحكي له محنتها، إذ دمرت مليشيات الحوثي مزرعتها التي كانت تحتوي على 500 شجرة من النخيل في وادي الجاح في محافظة الحديدة الواقعة غرب اليمن، بعدما حولتها إلى حقل ألغام قبل نحو 3 سنوات.

بقاء تلك الجرائم بعيدة عن أعين المنظمات الدولية دفع تلك المسنة البالغة من العمر نحو 85 عاما لاتخاذ قرار بالهرب مع الآلاف من سكان وادي الجاح والذين يشاطرون تلك المرأة محنتها بعد تحويل مليشيات الحوثي مساكنهم و مزارعهم إلى حقول ألغام قاتلة.

وتقول سلامة لـ"العين الإخبارية": "كنا نكسب مصدر دخلنا من مزرعة النخيل، قبل قدوم مليشيات الحوثي، وعند وصولها إلى بلدتنا الريفية حلت علينا الكارثة".

وتروي سلامة بحسرة: "أغلقت المليشيات المزرعة ونشرت عناصرها في جزء منها فيما أحاطت الأجزاء الباقية بالألغام بشكل دائري، لقد كان يوما حزينا أن تشاهد ممتلكاتك تدمر دون أن تمتلك القدرة لمنع ذلك".

وتضيف، بصوت يخالطه الأسى: "واجهنا الكثير من المخاطر أثناء رحلة النزوح، لكن بمساعدة سائق السيارة تمكنا من الانتقال إلى الجهة الأخرى عبر السير في دروب ملتوية وبعيدة للوصول إلى مناطق تخضع لسيطرة القوات المشتركة".

وتعيش تلك المسنة حاليا في مخيم للنازحين في بلدة الخوخة الواقعة جنوب محافظة الحديدة اليمنية في ظروف صعبة، بعد أن خسرت كل شيء بما فيها مزرعة النخيل التي كانت تؤمن لها مصدر دخل ثابت.

وفي مخيم النازحين، هناك أسر عدة واجهت المتاعب نفسها أثناء لحظة فرارها بعدما فخخت مليشيات الحوثي مزارعها وحولتها إلى حقول ألغام.

الخبراء بعيدون عن محنة النازحين

وتعد الأحياء الواقعة جنوب محافظة الحديدة اليمنية، عرضة للقصف الحوثي المتكرر منذ سنوات، كما هي أيضا عرضة للألغام الحوثية، ويشكو سكانها من عدم رصد الأمم المتحدة لتلك الجرائم بل كأنها أصبحت منطقة منسية.

ويقول الإعلامي، عبدالله عسيلي، لـ"العين الإخبارية": "هنا ترتكب فظائع حوثية بشكل يومي تتوزع ما بين القصف والقنص وزراعة الألغام، لكنها تبقى بعيدا عن أعين فريق الخبراء".

وباستثناء منظمات محلية، ترصد حدوث تلك الجرائم، إلا أن تأثيرها يبقى محدودا لعدم وصول التقارير الخاصة برصد تلك الجرائم إلى أروقة الأمم المتحدة، بحسب العسيلي.

ويضيف العسيلي: "سقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح بنيران مليشيات الحوثي منذ إعلان التهدئة الأممية الهشة، في جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب ومع ذلك لم نر تقارير أممية تحمل المليشيات مسؤولية تلك الجرائم".

وبحسب البرنامج الوطني لنزع الألغام فقد سقط ما يقرب من 1200 ضحية في مناطق الساحل الغربي لليمن غالبيتهم من الأطفال.

ويشير البرنامج إلى أن مليشيات الحوثي زرعت الألغام بشكل مكثف غرب اليمن لتجعل منها أكبر حقل للألغام في اليمن.

ويوضح البرنامج أن مليشيات الحوثي زرعت تلك الألغام بشكل عشوائي وفي دروب يسلكها المدنيون بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا.