موجة شديدة من الصقيع يعيشها العراقيون حاليا، بخلاف ظلام دامس في أغلب المدن والبلدات، جراء وقف ضخ الغاز الإيراني.

وتعرضت غالبية المدن العراقية منذ أيام لانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي في ظل انخفاض كبير بدرجات الحرارة وصقيع وتساقط للثلوج.

وتشهد المدن والبلدات العراقية موجة تساقط ثلوج طالت جميع مدن إقليم كردستان ومحافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين والانبار ومناطق شمالي بغداد.



وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم السبت، تراجع ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في البلاد بسبب تخفيض معدلات الغاز الوطني لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق وانحسار إطلاقات الغاز المورد وإطفاء خطوط تجهيز الكهرباء الإيرانية مما انعكس سلباً على منظومة الطاقة الكهربائية في العراق.

وذكرت الوزارة في بيان صحفي، أن منظومة الطاقة الكهربائية في العراق لا تزال متأثرة بشكل كبير بفعل انحسار إطلاقات الغاز المورد من إيران وتخفيض معدلاته 8.5 مليون متر مكعب يومياً من أصل إجمالي الكمية المتعاقد عليها والبالغة 50 مليون متر مكعب، فضلا عن أن الجانب الإيراني قام بإطفاء الخطوط الناقلة للطاقة إلى العراق مما أدى إلى خسارة 1100 ميجاوات .

وأوضح البيان أن وزارة النفط خفضت اليوم السبت 50% من الغاز الوطني من طاقة حقول الزبير وغربي القرنه/ الأول والحقول الشمالية والجنوبية بسبب سوء الأحوال الجوية، مما تسبب بفقدان ستة آلاف و500 ميجاوات من جراء انخفاض ضغط الغاز و1100 ميجا وات بسبب القدرة المفقودة من الخطوط الإيرانية وهو ما يلقي بظلاله سلباً على منظومة الطاقة الكهربائية في العراق.

ويعتمد العراق على الغاز المستورد من إيران في تشغيل محطات توليد الكهرباء في جنوب البلاد وفي حال توقف إيران عن إمداد العراق بالغاز فإن العجز في الكهرباء في البلاد قد تتجاوز نسبة الثلث.

وفي أوقات ذروة الطلب على الكهرباء في العراق في فصل الصيف تسد ايران العجز لدى الجانب العراقي.

ويستورد العراق ما بين 1.5 الى 1.8 مليار قدم مكعب من الغاز الإيراني يومياً.

أزمة ديون

انفجرت أزمة كهرباء في العراق خلال يوليو/تموز الماضي بسبب امتناع إيران عن توريد الغاز بعد ارتفاع فاتورة الدين على بغداد، وتخلف الجانب العراقي عن سداد الديون المتراكمة عليه والتي تقدر بمليارات الدولارات، حسبما تحدثت تقارير عديدة.

وتعاني ايران نفسها من أزمة في الكهرباء بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها. وتشير بعض التقديرات إلى أن العراق يحصل على ثلث حاجته من إمدادات الكهرباء من إيران.

وتعاني إيران من أزمات اقتصادية عديدة بسبب تراجع أسعار النفط والعقوبات الأمريكية والغربية عليها كما أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الإقتصاد الإيراني وبالتالي فهي بحاجة ماسة إلى العملة الصعبة لتمويل مستورداتها الضرورية.

وحتى لو أرادت الحكومة العراقية سداد الديون الإيرانية فإنها غير قادرة بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران. وكانت الولايات قد سمحت للحكومة العراقية بدفع قيمة مستوردات العراق من السلع والبضائع الإيرانية بالدولار لكن دون أن يشمل ذلك الغاز والكهرباء.

إنتاج الكهرباء

وتراجع انتاج الكهرباء في جنوب العراق إلى أقل من ألف ميجاوات مؤخراً، مما يعني أن واردات الغاز الإيراني أيضاً تراجعت إلى حد كبير.

ويصل الغاز الإيراني إلى العراق عبر خطي أنابيب يصلان إلى 4 محطات لتوليد الكهرباء في البصرة والسماوة والناصرية وديالى وقد تراجع إنتاج هذه المحطات بشدة مما يشير لتوقف إمدادات الغاز الإيراني.

وحسب مركز إدارة معلومات الطاقة الأمريكي فإن 23% من الكهرباء التي أنتجها العراق كان بإمدادات الغاز القادمة من إيران خلال عام 2019 بينما استورد نحو 5 في المئة من حاجته من الكهرباء من إيران في ذلك العام.

وتحتاج محافظة البصرة التي تقع فيها أهم حقول النفط إلى أكثر من 4 آلاف ميغاواط بينما المتوفر حاليا هو أقل من ألف ميغاواط.

يذكر أن قيمة الديون الإيرانية المترتبة على الجانب العراقي تبلغ حالياً حوالي أربعة مليارات دولار.