أكدت هيئة البحرين للثقافة والآثار أن التراث الثقافي والطبيعي لمملكة البحرين ليس ببعيد عن تأثيرات التغيرات المناخية، حيث أكد الدكتور سلمان المحاري مدير إدارة الاثار والمتاحف بالهيئة أن كل ظاهرة من ظواهر التغير المناخي لها أثيرها السلبي والضار على مكونات المواقع الأثرية وبالخصوص مواد البناء للبقايا الإنشائية القديمة. فالارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح ونسبة هطول الأمطار والارتفاع المحتمل في منسوب مياه البحار، كل ذلك من الممكن أن يؤثر على حالة حفظ وصون مكونات المواقع الأثرية والمباني التاريخية والمناطق الزراعية التاريخية.

وأشار الدكتور المحاري إلى أن أي ارتفاع في منسوب مياه البحر مستقبلا يمكن أن يغمر المواقع الأثرية القريبة من البحر مثل القلعة الساحلية بموقع قلعة البحرين وقلعة بوماهر، فكلاهما تقعان مباشرة بالقرب من ساحل البحر، وكذلك الآثار الساحلية في جزر حوار.

وأوضح أن التغيرات المناخية في العالم لها تأثيرها السلبي على التراث الثقافي في العالم. ففي عام 2005 قامت مجموعة من المنظمات والأفراد المعنيين بلفت انتباه لجنة التراث العالمي إلى قضية آثار تغير المناخ على الممتلكات الطبيعية والثقافية للتراث العالمي. ومنذ ذلك الحين حظي موضوع تأثير التغير المناخي على التراث الثقافي باهتمام ملحوظ من المجتمع الدولي، حيث بات أحد التحديات التي تواجه التراث الثقافي. وعليه، عقدت أيضا الايكوموس (المجلس الدولي للآثار والمواقع) عدة اجتماعات وورش عمل كان منها ورشة العمل التي عقدت في مدينة بريتوريا - جنوب أفريقيا عام 2007 وصدرت عنه توصيات تتعلق بتأثير المناخ على التراث الثقافي.



هذا ويعد تغير المناخ أحد أكبر التهديدات التي تواجه التراث الثقافي اليوم، حيث تعاني ممتلكات التراث العالمي في كل جزء من العالم من آثار تغير المناخ سواء من الحرائق المتزايدة إلى الفيضانات والجفاف والتصحر وذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحر، وأيضا زيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة. فيما يهدد إبادة المجتمعات بسبب تغير المناخ أساليب الحياة بأكملها، بما في ذلك ممارسة ونقل التراث الحي، التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والمناسبات الاحتفالية والمعارف التقليدية، كلها عرضة للتأثر في مواجهة تغير المناخ. باختصار، يؤدي تغير المناخ إلى تعطيل حياة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، مما يحد بشكل كبير من قدرتها على الوصول إلى ثقافتهم والاستفادة منها.

والجدير بالذكر بأنه في عام 1982م، حدد المجلس الدولي للآثار والمواقع يوم 18 أبريل باعتباره يوما عالميا للمواقع والمعالم الاثرية، وأقرته اليونسكو في عام 1983. في كل عام، وبهذه المناسبة، تقترح الـ ICOMOS موضوعًا للأنشطة التي سينظمها أعضائها، واللجان العلمية الوطنية والدولية التابعة لـها، وأي شخص يرغب في المشاركة في الاحتفال بهذا اليوم، وجاء عنوان هذا العام " التراث والمناخ" ليتيح الفرصة لعرض استراتيجيات وامكانيات تطوير الابحاث والطرق العلمية التي من الممكن أن تحقق تنمية مستدامة تساهم في حفظ التراث الثقافي من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.