وليد صبري




* تدريبات مشتركة مع المنامة تشمل الأمن البحري والجوّي وخطوط الإمداد


* تحالف القوات البحرية المشتركة "CMF" يضم 34 دولة بينها البحرين

* فخورون بالعلاقات القوية مع السعودية والتنسيق خلال التدريبات المشتركة

* إنشاء فرقة عمل دولية جديدة تركز على البحر الأحمر

* تشكيل الوحدة "153" لتعزيز الأمن البحري ودعم التدفق الحر للتجارة

* نتوسع في عملياتنا لنصبح أكبر تجمع للقوات البحرية

* إدماج نظم الطائرات دون طيار والذكاء الاصطناعي في عمليات الأسطول

أكد قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية وقائد الأسطول الخامس الأمريكي وقائد القوات البحرية المشتركة، الفريق براد كوبر، في رد على سؤال لـ"الوطن" أن البحرين تلعب دوراً إستراتيجياً كبيراً في تأمين الملاحة في الخليج العربي والمحافظة على إمدادات الطاقة وسفن النفط في مياه المنطقة، من خلال تعاونها المستمر مع أمريكا من خلال القوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية المشتركة "CMF"، مشيراً إلى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين حيث تقوم القوات البحرية في البلدين بتدريبات على مدار 10 أيام ضمن سلسلة من التدريبات والتمرينات العسكرية التي تركز على الأمن البحري والأمن الجوي وعلى خطوط الإمداد الطبي.

وقال الفريق براد كوبر في الإيجاز الصحفي الهاتفي الذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية إنه "لمن دواعي سروري أن أنضم إليكم من مقر الأسطول الخامس الأمريكي، ومن خلال اثنتين من الشراكات الدولية أقودهما وهما القوة البحرية المشتركة وجهاز الأمن البحري الدولي، وأنا فخور بأن أعمل في منطقة الشرق الأوسط مع أمريكيين وأجانب، وفي الحقيقة فقد قمنا بالكثير من الإنجازات، ونحن نركز جهودنا على نقطتين أساسيتين هما دعم الشراكات وتقويتها فضلا عن الإسراع في الاختراعات، لاسيما وأن القوات البحرية المشتركة "CMF" تضم الآن نحو 34 دولة بعد انضمام مصر إلينا".

وذكر أن "تشكيل الوحدة "153" المشتركة التابعة للأسطول الأمريكي الخامس، جاء بهدف تعزيز الأمن البحري ودعم التدفق الحر للتجارة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن". وأضاف "نحن دائما مهتمون بالبحث عن فرص جديدة لتقوية شركاتنا وعلاقتنا وتعاوننا في المنطقة وهذا هو الوقت المناسب لفعل ذلك".

وأشار إلى أن "الممرات المائية الموجودة في المنطقة مهمة جداً في ما يتعلق بالتجارة الدولية لذلك وجودنا المستمر يساعد على الأمن والاستقرار، لذلك كان تركيزنا على إنشاء فرقة عمل دولية جديدة تركز على البحر الأحمر وإدماج نظم بدون متحكم والذكاء الاصطناعي في عمليات الأسطول، واستخدام أنظمة الطائرات دون طيار وكذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي، وكذلك دمج أنظمة عمل جديدة، والتي تجعل الكثير من العيون على الممرات المائية التي لم تكن موجودة من قبل، ولقد أسسنا مراكز عمليات في البحرين والأردن العام الماضي، وأجرينا تدريبات بحرية في فبراير الماضي حيث شاركت 4 دول جمعت أكثر من 80 نظاماً لتقييم العمل في المياه الإقليمية. ولدينا أكثر من تدريبات وتمرينات مشتركة مع شركائنا الإقليميين، وإن لدينا أكثر من 10 أيام للتدريب مع شركائنا في البحرين تشمل الطائرات دون طيار، وبالتالي تلك الثورة التكنولوجية تعمل على تطوير القوات البحرية كي يعمل بعضها مع بعض بشكل أكبر، والكثير من شركائنا يعلمون أن لدينا 4 بواخر في الشرق الأوسط.

وذكر أن البحرية الأمريكية مشتركة، وتعمل بشكل جيد في الخليج، وقد أجرينا الكثير من التدريبات المشتركة، وعملنا مع 60 دولة على مدار شهور وهذا يخلق فرصة جيدة. وقد أسسنا القوة المشتركة 153 التي تعمل بشكل جيد لبناء الشراكات، وكما ذكرت وضعنا القوانين والاستخبارات، وهذا أكبر تجمع لقوات بحرية وفقا للتكنولوجيا المتطورة والشراكات التي ذكرتها وهي لتوفير الأمن والاستقرار في الممرات المائية والبحرية الدولية. وأنا أتوقع أن ينضم إلينا الكثير من الأعضاء الجدد، وسوف نتوسع أكثر في 2022 على أسس عملية وما سأقوله أننا نتطلع إلى توسيع شراكاتنا لكي نصبح أكبر تجمع للقوات البحرية، وكل هذه العوامل المشتركة تجعلنا ناشطين وملتزمين في المنطقة من أجل بناء الشراكات ودعمها.

وعرض الفريق كوبر خلال الإيجاز الصحفي الهاتفي المبادرات التي تقودها البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك إنشاء فرقة عمل دولية جديدة تركز على البحر الأحمر وإدماج نظم دون متحكم والذكاء الاصطناعي في عمليات الأسطول.

ونوه إلى استمرار التعاون مع الشركاء في المنطقة لحماية الأمن البحري وحرية الملاحة لا سيما في منطقة البحر الأحمر مشيرا إلى الأهمية الثابتة التي تلعبها التكنولوجيا في هذا المجال خصوصا بعد نجاح اختبار دوريات حراسة تقوم بها سفن مسيّرة بدأ استخدامها حديثا.

وفي رد على سؤال لـ"الوطن"، حول مساهمة البحرين في تأمين الملاحة في الخليج العربي والمحافظة على إمدادات الطاقة وسفن النفط في مياه المنطقة من خلال تعاونها مع واشنطن في هذا الشأن، أفاد الفريق براد كوبر أن البحرين تلعب دوراً كبيراً في ذلك، ولدينا علاقة إستراتيجية قوية جداً، وجزء مهم مما نقوم به توفره مملكة البحرين، حيث تساهم وتشارك في تلك الجهود مع فريق العمل في الخليج العربي ونحن متحمسون لذلك، وأعطيك مثالا على ذلك، نحن اليوم نقوم بتدريبات لمدة 10 أيام مع القوات البحرينية ضمن سلسلة من التدريبات ونركز على الأمن البحري والأمن الجوي وعلى خطوط الإمداد الطبي، وهذه بعض الأمثلة على تعاوننا مع البحرين ونحن بالإضافة إلى ذلك لدينا عائلاتنا وأطفالنا الذين يعيشون هنا وهذا يجعلنا نشعر أن البحرين وطننا الثاني وبلدنا الثاني.

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، أوضح الفريق كوبر "لدينا منذ عقود، علاقات قوية وممتازة مع السعودية، وهناك حضور كبير للقوات السعودية معنا في القوات المشتركة، وهناك مساهمة في الجهود الدولية لتحقيق الأمن والسلامة البحرية، ونحن فخورون بالعمل مع السعودية، وهناك الكثير من فرق العمل المشتركة مع المملكة، وننسق عن قرب مع القوات السعودية ونقوم بتدريبات مشتركة وهي ناجحة جداً، وفي الأسبوعين القادمين سنقوم بتدريبات جيدة بعضنا مع بعض، وإننا نعمل بشكل يومي من خلال تدريبات يومية في القوات البحرية المشتركة وكجزء من القوة البحرية الدولية، بالإضافة إلى ذلك فإن العلاقة قوية جداً مع السعوديين".

وتطرق إلى أهمية العمليات الخاصة بأنظمة الطائرات دون طيار وأنظمة الذكاء الاصطناعي، موضحا أن تلك الأنظمة أعطتنا أعينا إضافية لمراقبة الممرات المائية في الشرق الأوسط والممتدة على مساحة 8 آلاف كيلو متر سواء في المنطقة أو الخليج العربي، وهي جزء من منطقة شاسعة وممرات مائية كبيرة جداً. وهذا يسمح لنا بالربط والانتباه لما يحدث وكيف أن هذه الأنظمة بدون طيار بالإمكان بقاؤها في أعالي البحار لمدة 100 يوم متواصلة وهي قليلة الصيانة، ولقد تمكنا من جمع المعلومات الاستخباراتية والحد من التهريب والأنشطة الإجرامية الأخرى، وهذا يسمح بتوفير الأمن والاستقرار عن طريق المعلومات التي نحصل عليها بالرادار أو بالكاميرا، وكذلك مناطق المراقبة والمعلومات الواردة. وهذا سمح لنا بتوسيع نطاق مراقبتنا ونشاطنا؛ لذلك نحن نعمل مع شركائنا المحليين كلما تقدمنا إلى الأمام، وسنعمل من خلال زوارق وبواخر من فوق الماء وتحت الماء.

وقال: "إن جهود التحالفين الكبيرين اللذين أقودهما واضح في مكافحة القرصنة وتوفير الأمن البحري وسلامة مرور التجارة البحرية الدولية؛ حيث تلعب القوتان دورا إضافيا في تحقيق هذا الاستقرار لبناء شراكات واسعة لذلك نأخذ هذه الشراكات للتعبير عن التعاون ونحن نعمل على دعم وتقوية شراكاتنا في المنطقة".

وتابع الفريق كوبر "نحن نعمل عن قرب وعن كثب مع شركائنا ولضمان حرية التجارة والملاحة في المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار الآن، وهذا وقت مناسب الآن لتوفير ذلك ونحن دائماً نبحث عن توسيع ودعم شركاتنا في المنطقة، وقد توسعنا وأصبحنا 34 دولة بالتحاق مصر بنا. ونحن نركز على توفير الأمن والاستقرار ودعم الشراكة البحرية ومواجهة المخاطر الإقليمية في المياه الدولية في المنطقة، وهناك مثال جيد لتأسيس فرق عمل للقوة المشتركة لمكافحة تهريب الأسلحة، وقد حققت نجاحا كبيرا، وصادرنا ما قيمته 500 مليون دولار مخدرات وهو ثلاث مرات أكثر من السنة التي قبلها وهذه نجاحاتنا ونحن نركز أكثر من بناء شراكات إستراتيجية في قناة السويس وفي البحر الأحمر ومجال عملنا يتسع إلى خليج عدن، ونحن متحمسون إل العمل الذي قمنا به وللنجاحات في تحقيق الأمن والاستقرار".

يذكر أن القوة البحرية المشتركة "CMF" هي تحالف دائم لقوات متعددة الجنسيات ملتزم بدعم النظام الدولي المستند إلى القواعد من خلال مكافحة الجهات الفاعلة غير المشروعة والتي لا تمثل أي دولة في أعالي البحار وذلك لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار. وقد أصبحت مصر العضو الرابع والثلاثين في القوات البحرية المشتركة "CMF".

وقد تأسست القوات البحرية المشتركة CMF في عام 2002 ولا تزال أهمية الشراكة والتعاون والتنسيق البحري فعالة وذات صلة حتى اليوم حيث تتطور البيئة الإستراتيجية دائما. في المجال البحري، تتمثل العناصر الأساسية في مواجهة التهديدات في شركاء وحلفاء متشابهين في التفكير، يجتمعون لمكافحة المتنمرين والقراصنة وأولئك الذين يسعون إلى إنشاء معايير جديدة لصالحهم.

ومن أجل مواجهة هذه التحديات، توفر القوات البحرية المشتركة الأصول العسكرية لدعم البناء مع تناوب الدول الشريكة لفرق عمل التحالف "CTFs" والموظفين إلى مقر قيادة القوات البحرية المشتركة في المنامة، البحرين. وتشمل فرق العمل المشتركة الثلاثة التابعة للقوات البحرية المشتركة، "CTF 150" والتي تركز على عمليات الأمن البحري في جميع أنحاء المنطقة، و"CTF 151" التي تقوم بعمليات مكافحة القرصنة، و"CTF 152" والتي تركز على الأمن البحري في الخليج العربي.

الجدير بالذكر أن الفريق براد كوبر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية وقائد الأسطول الخامس الأمريكي وقائد القوات البحرية المختلطة. والفريق كوبر ضابط حربي صاحب خبرة عمل مع طرادات الصواريخ الموجهة ومدمرات الصواريخ الموجهة وحاملات الطائرات والسفن الهجومية البرمائية. وتخضع لقيادته سفينة راسل الأمريكية "USS Russel" "مدمرة الصواريخ الموجهة 59" وسفينة غيتسبرغ الأمريكية "USS Gettysburg" "سي جي 64". وقد عمل الفريق كوبر في مجموعة متنوعة من المناصب كمساعد تنفيذي ومساعد عسكري ومساعد خاص في البيت الأبيض ومكتب وزير الدفاع والقيادة الأمريكية في إفريقيا ومقر أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، وشغل مؤخرا منصب قائد القوات البحرية الأمريكية في المحيط الأطلسي.