أكد الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين محمد يوسف البنفلاح أن توظيف التقنيات فائقة التطور وحلول القياسات البيومتريّة المبتكرة وتقليص أوقات الانتظار في المطارات سرعان ما أصبحت هي النموذج القياسي العالمي في الموانئ الجوية الحديثة، لا سيّما في ظل تزايد متطلبات المسافرين وتوقعاتهم. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها على الحضور أثناء فعاليات الدورة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الطيران، الذي عُقد من 9 إلى 11 مايو في الرياض، وجمع نخبة من القادة العالميين لصناعة الطيران بغرض رسم مسيرة تطور قطاع النقل الجوي واقتراح الحلول الجديدة في عالم ما بعد الجائحة، فضلًا عن وضع برامج وسياسات لضمان ازدهار القطاع في السنوات القادمة.

وأشاد البنفلاح بالاستراتيجية الوطنية للطيران التي أطلقتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية والتي تستهدف 250 وجهة مباشرة من مطارات المملكة وإليها ومضاعفة الحركة الجويّة إلى 3 مرات متمنيًا التوفيق والسداد للوزارة في مساعيها. وأضاف أن صناعة الطيران شهدت نقلة نوعية كبيرة منذ بداية الجائحة، كما تواصل تطورها استنادًا إلى توقعات المسافرين دائمة النمو والتغير، موضحًا أن الموانئ الجويّة تشكّل منظومات مستقلة ومتكاملة ومعقدة في حد ذاتها، إذ تجمع طيفًا متنوعًا من الأطراف ذات العلاقة، من القطاعين العام والخاص، لكل منها نظرتها وتفضيلاتها الخاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والابتكار، وهو ما يؤكد عليه استبيان آراء المسافرين الدوليين للعام 2021 الذي أجراه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، والذي خلص إلى استنتاجين رئيسيين، وهما: رغبة المسافرين في استخدام حلول القياسات البيومتريّة لتسريع إجراءات السفر، ورغبتهم في تقليص أوقات الانتظار، مؤكدًا على ضرورة زيادة تركيز المطارات على تطبيق أكبر قدر ممكن من المعاملات اللاتلامسيّة وتيسير تجربة المسافرين في ظل عالم ما بعد الجائحة.

وكان البنفلاح شارك في محاضرة بعنوان "الوجهة: إعادة تصور المطارات" والتي ناقشت كيف غيرت أزمة جائحة كوفيد-19 من الدور المنوط بالمطارات بشكل عام، كما تطرقت إلى كيفية دمج عملية تخصيص تجربة المسافر والتقنيات الجديدة وحلول الاستدامة في الموانئ الجويّة في يومنا الحالي.



وأشار البنفلاح إلى أن الاستدامة تعتبر أحد أهم مجالات التركيز في مطار البحرين الدولي، حيث تم توظيف أحدث تقنيات الأبنية الخضراء التي من شأنها المساعدة على تطبيق التدابير الصحية بكفاءة في حالة ظهور جائحة أخرى لا قدّر الله، مؤكدًا أن المخطط العام للمطار وتصميمه المبتكر إلى جانب مستويات الإشغال ونوع نُظم التدفئة والتهوية وتكييف الهواء تؤدي جميعها دورًا حيويًا في الحد من انتشار الفيروس، لافتًا إلى أن استراتيجيات استدامة المطبقة في المطار تعمل على ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وإدارة النفايات بفاعلية أكبر، وتحسين مستوى التهوية ونوعيّة الهواء في المساحات الداخليّة بالمبنى، ما يساعد على تشغيله على نحو أكثر أمانًا واستدامة وكفاءة.

هذا وقد شارك في مؤتمر مستقبل الطيران أكثر من 120 متحدثًا، وتجاوز عدد حضوره ألفي شخص وممثل من جميع قارات العالم. وقد دعيت الوفود المشاركة إلى حضور 40 محاضرة وفعالية متنوعة ركزت على ثلاثة محاور رئيسيّة، وهي تجربة المسافرين والاستدامة وتعافي قطاع الطيران بعد جائحة فيروس كورونا.