بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يوم أمس الأربعاء الموافق 18 مايو 2022م محاضرة عبر تقنيات الاتصال المرئي قدّمتها الدكتورة عادلة العايدي مدير المتحف الفلسطيني. وشهدت المحاضرة حضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومعالي الأستاذ سالم بن محمد المحروقي وزير السياحة والتراث بسلطنة عمان، إضافة إلى تواجد عدد من الشخصيات الدبلوماسية رفيعة المستوى والمهتمين بالشأن الثقافي في البحرين.

وقالت الدكتورة هبة عبدالعزيز مديرة المركز الإقليمي، في الكلمة الافتتاحية للمحاضرة، إن المتاحف تساهم بشكل كبير في حفظ وصون مواقع التراث العالمي المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، موضحة أنها تروي حكاية المكان وتحفظ وتوثّق مكتشافته الأثرية، وتعمل كحلقة وصل ما بين الموقع والجمهور والزوّار الذين يأتون إلى الموقع من داخل وخارج البلاد.

وخلال حديثها، تناولت الدكتورة عادلة العايدي جوانب عمل المتحف الفلسطيني وسعيه إلى الارتقاء بالإرث الحضاري والثقافي الفلسطيني، كما وألقت الضوء على التحديات المختلفة التي يواجهها المتحف في تنفيذ برامجه وأنشطته السنوية. وأشارت إلى أن المتحف يعد واحداً من أضخم المشاريع الثقافية الفلسطينية، حيث فاز بعدد من الجوائز العالمية من بينها جائزة الأغا خان للعمارة لعام 2019، إلى جانب مشروع "إحياء منطقة المحرّق" في مملكة البحرين.



وحول تفاصيل عمل المتحف، قالت الدكتورة العايدي إن المتحف تم تصميمه ليكون عابراً للحدود، حيث يسعى إلى تشكيل حلقة ربط ما بين الفلسطينيين في الداخل والخارج من خلال أرشيفاته الرقمية ومنصّاته الإلكترونية. وأشارت إلى أن العمل متواصل من أجل تأسيس المجموعة الدائمة للمتحف بالتعاون مع مختلف الجهات من مؤسسات عامة وخاصة وفنانين وجامعي قطع وتحف. وتحدّثت حول تفاصيل برامج وأنشطة المتحف الفلسطيني، حيث قالت إنه يقيم معرضاً سنوياً يستمر طوال العام، ويقدّم معارض مؤقتة تاريخية وتراثية ثقافية مادية وغير مادية ويعمل على تقديم برنامج عام للجمهور من ورش عمل فنية وعروض في مسرح المتحف. كما ويمتلك المتحف الفلسطيني عدداً من مختبرات الترميم وبرنامج للمطبوعات والمنشورات. وقالت الدكتورة عادلة العايدي إن من بين التحديات التي يواجهها المتحف، صعوبات في جمع قطع التراث الثقافي المادي المتفرقة، إلا أن فريق عمل المتحف تغلّب على هذا الأمر من خلال استثمار وسائل الأرشفة الرقمية.

يذكر أن المتحف الفلسطيني عبارة عن مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تم تأسيسه بجهود من مؤسسة التعاون وافتتح في اليوم العالمي للمتاحف يوم 18 مايو 2016م ويقع إلى جانب جامعة بيرزيت بالقرب من مدينة رام الله. تم تصميم المتحف من قبل المكتب المعماري الإيرلندي هينغان بينغ. ويتمزج بناء المتحف مع المدرجات المتتالية (السناسل) التي تتميّز بها التلال الفلسطينية وتحيط به سلسلة من الحدائق التي تضم أعمالاً فنية لفنانين من فلسطينيين وعرب وأجانب.