أيمن شكل




* من عجز عن توفير ثمن الأضحية لا إثم عليه


أكد رجال دين على أهمية اتباع السنة النبوية في ذبح الأضحية وعدم استبدالها بصدقة الأموال أو شراء لحوم من الأسواق، وقالوا إن على كل رب أسرة أن يسعى جاهداً لتوفير مبلغاً لشراء الأضحية ولا يفرط فيها لما لها من أجر عظيم عند الله تبارك وتعالى، وفي حال العجز فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

وأكد أستاذ الفقه المقارن والقضايا الفقهية المعاصرة بجامعة البحرين الدكتور عبدالستار الهيتي أن الأضحية سنة مؤكدة وليست واجب وذلك بحسب رأي جمهور العلماء، وإذا لم يستطع المسلم أن يضحي فلا إثم عليه.

وقال الهيتي إن الأضحية تمثل مهرجاناً تكافلياً في عيد الأضحى، يماثل الزكاة في عيد الفطر والتي تعتبر أيضاً مهرجاناً تكافلياً يسعد به فقراء المسلمين وينتظرونه، مشيراً إلى وجود بدائل في نوع الأضحية وسعرها، كما يمكن الاشتراك بين سبعة أشخاص في بدنة إلا أنها ربما لن تكون مناسبة لأسعار البحرين مقارنة مع الأضحية، حيث يبلغ متوسط سعر البدنة 700 دينار، بينما يمكن إيجاد خروف بقيمة 60 ديناراً.

وحول جواز الصدقة بقيمة الأضحية، أوضح الدكتور الهيتي أنها تماثل النسك الشرعي الذي فرضه الله على المسلم، وقال إن عيد الأضحى يتميز بالنحر وتوزيع اللحم ويمثل شعيرة يمتاز بها هذا العيد عن أي شعيرة أخرى، ويكون المبلغ المتصدق به في حكم الصدقة ولا تبرأ ذمة المسلم من الأضحية.

كما لفت الهيتي إلى أن شراء اللحوم من الأسواق والتصدق بها ليس من الشعيرة، لأن العبادة مرتبطة بعملية النحر واستذكار موقف سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وأن هذا النبي ضحى بابنه.

من جانبه أكد الشيخ إبراهيم الحادي أن الأضحية امتثال لأمر الله وطاعته وتحقيقاً للتكافل الاجتماعي المنشود من خلال هذه الشعيرة، حيث قال صلى الله عليه وسلم «مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا".

وحول البديل في الأضحية قال الحادي إن الأصل الوجوب إذا تعلق بفعل معين لا يقوم غيره مقامه، كالصلاة والصوم، مشيرا لقوله تعالى «لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ» (سورة الحج 37)، والآية «فصل لربك وانحر».

وأوضح الحادي أن البديل يكون في طريقة توفير الأضحية باشتراك 7 أفراد في أضحية واحدة وذلك بشرط أن تكون الذبيحة من جنس الإبل أو البقر وألا يقل نصيب كل مشترك عن سبع الذبيحة، أو استبدال الأضحية غالية السعر بغيرها من جنسها لكنها أقل سعرا منها.

وفي السياق ذاته قال الشيخ أحمد صلاح الدين إن الأضحية من شعائر الله التي أمر بها تقرباً إليه سبحانه منوهاً بقوله تعالى "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، وأكد أنها سنة مؤكدة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث عليها ورغب فيها ورتب عليها الأجور العظيمة، مشيراً إلى الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً.

وأضاف الشيخ صلاح قائلاً: "من استطاع أن يضحي يوم العيد فعليه أن يبادر إلى ذلك، فإن ذبح الأضاحي من أفضل العبادات التي يُتقرَّب بها إلى الله أيام عيد الأضحى المبارك، ومن لم يجد قيمتها ولم يستطع أن يذبح فليس عليه إثم ولا حرج، وقد جاء في سنن ابن ماجه بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يُضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمد.