- رئيس تحرير «الوطن»: الدوحة تستغل حاجة العالم للغاز لتخفيف الضغط الدولي عن إيران

- رئيس "الحقوقيين": الترويج لكأس العالم مع إغفال الوفيات تزوير للحقائق

- سعد راشد: السلطات القطرية قسمت مواطنيها وفق أهواء القيادات العليا



- أسامة الماجد: قطر ترغم العمال للعمل طوال اليوم دون راحة وبأجور زهيدة


أكد إعلاميون وفعاليات مجتمعية، أن الغاز القطري يستخدم من قبل إيران في تحقيق مكاسب في ملف مفاوضات النووي الإيراني، مشيرين إلى أن قطر تعمل على توظيف كأس العالم في التكتم على تجاوزتها بملف حقوق الإنسان.

وأوضحوا، أن النظام القطري قطع على نفسه عهداً بتبني كل المحظورات وقوانين القمع والكبت، لافتين في الوقت نفسه إلى أن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان وخاصة إبان بطولة كأس العالم وما تبع ذلك من استغلال العمالة الوافدة وحرمانهم من حقوقهم كان ينبغي أن يقابل بقرارات سياسية حاسمة من الدول الكبرى لا أن يتم السماح لها باستضافة كأس العالم.

وأكد رئيس تحرير صحيفة الوطن، إيهاب أحمد إن قطر تستخدم بطولة كأس العالم لتلميع صورتها أمام دول العالم في محاولة لإخفاء ما برز للسطح خلال السنوات الماضية من انتهاكات واضحة وصريحة لحقوق الإنسان سواء على صعيد أبناء قطر أو حتى على صعيد العمالة الوافدة التي تم تسخيرها لإنجاز منشآت كأس العالم، لافتاً إلى أن استخدام الرياضة كأدة سياسية أمر غير مقبول من قبل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

وقال: "إن الغاز القطري يستخدم من قبل إيران في تحقيق مكاسب في ملف مفاوضات النووي الإيراني، كما تعمل قطر على توظيف كأس العالم في التكتم على تجاوزتها في ملف حقوق الإنسان".

وأضاف أحمد، أن ما شهدناه قبيل الانتخابات في قطر من حرمان بعض أبناء القبائل من حقهم السياسي وما سبق ذلك من انتهاكات فادحة في حق أبناء قبيلة الغفران القطرية، يثير الكثير من التساؤلات عن سبب صمت المنظمات الحقوقية عن الممارسات القطرية المخالفة لأبسط قواعد الإنسانية.

وبين رئيس تحرير "الوطن"، أن هذا الصمت الغريب عن الانتهاكات القطرية يضع الكثير من علامات الاستفهام حول استغلال قطر أموالها لإسكات المنظمات بصورة أو بأخرى.

ويرى أن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان وخاصة إبان بطولة كأس العالم وماتبع ذلك من استغلال العمالة الوافدة وحرمانهم من حقوقهم كان ينبغي أن يقابل بقرارات سياسية حاسمة من الدول الكبرى لا أن يتم السماح لها باستضافة كأس العالم.

ورأى، أن إيران تستخدم قطر في عملية التفاوض حول الملف النووي الإيراني، من خلال تسخير الغاز القطري ليكون ورقة تفاوض خاصة في ظل ما يشهده العالم من أزمة في الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف قائلاً: "إن الغاز القطري أصبح ورقة بيد إيران يتم استخدامها في تحقيق مكاسب في ملف التفاوض حتى وإن بدا في الظاهر أن الدوحة تعمل على لعب دور الوسيط بين الغرب وإيران لحلحة الملف النووي".

كما يرى أن قطر تستغل حاجة العالم للغاز في ظل الظروف السياسية التي يمر بها العالم في تحقيق أمرين الأول يخص تخفيف الضغط الدولي عن إيران بالدخول كوسيط بين الطرفين المتفاوضين والثاني محاولة طي سجل قطر الأسود في مجال حقوق الإنسان على اعتبار أن مصلحة الدول المستفيدة من الغاز القطري تقتضي غض الطرف والتساهل مع قطر للحصول على الطاقة من قطر.

فيما أشار رئيس جمعية الحقوقيين البحرينية وهي منظمة ذات صفة استشارية في الأمم المتحدة الدكتور عبدالجبار أحمد الطيب، إلى أن قيام قطر بالتسويق لكأس العالم 2022، يأتي في إطار محاولة إغفال انتهاكات حقوق العمال الذين قامت على يدهم منشأت الكأس العالمي، حيث أن توفير الظروف المناسبه للعمال ومنحهم أجورهم في وقتها وتأمين سلامتهم وصحتهم هي أولويات لحماية الحق في العمل الذي أقره العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف أن محاولة الترويج للبطولة العالمية دونما التعرض لحالات الوفيات والإصابات التي تزامنت مع إتمام المنشأت الرياضية يعتبر نوعا من تزوير الحقائق ويتعارض مع إنسانية الرياضة التي تتطلبها المواثيق الأولمبية والرياضية واتفاقيات منظمة العمل الدولية.

ودعا الطيب، السلطات القطرية الى ضرورة إتمام التسويات المالية للعمالة الوافدة التي تولت عملية بناء الملاعب التي ستقام عليها الكأس العالمية وان تعلن بشفافية عن إعداد الوفيات والاصابات التي تمت وتعويض أهالي المتوفين والمصابين، وهو ما يتماشى مع ما قدمته اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في قطر في تقريرها السنوي لعام 2020 في الصفحة 32، حيث أوصت بشكل مستمر في إطار الحق بالعمل على تقوية نظام التفتيش وتحسين معايير الصحة والسلامة المهنية، ما يؤكد بأن هنالك ضعفا مستمرا في هذه المجالات مما تسبب معه ما حدث من انتهاك لحقوق العمالة الوافدة التي شيدت ملاعب الكأس العالمية.

من جانبه، تحدث المنسق العام للتحالف الحقوقي العمالي الدولي لضحايا عمال كأس العالم قطر 2022 "انصاف" فيصل فولاذ، عن الوضع المأساوي للعمال الأجانب والسجل الحقوقي لقطر في هذا المجال.

وقال: "إن وضع العمال بقطر في تراجع مستمر، حيث إن أغلب المنظمات الحقوقية العالمية خاصة منظمة مراقبة حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية سلطت الضوء على الانتهاكات في قطر".

وأشار إلى أن قطر كسبت عن طريق الرشاوي والفساد حق تنظيم البطولة ومؤخرًا تحدثت الاتحادات الكروية في أوروبا عن الأمر حيث طالب بمقاطعة كأس العالم المزمع تنظيمه في قطر في 2022 بسبب الانتهاكات الكبيرة ضدّ العمال في بناء منشآت كأس العالم وكثير منهم تم تسفيرهم دون تعويضات ولا رواتب اثناء جانحة كورونا بقطر.

وأكد فولاذ، أن أن منظمة العمل الدولية والاتحادات العمالية الدولية أكدت أن شروط العمل مجحفة في قطر وأن نظام الكفالة نظام استغلالي والعبودية موجودة بشكل كبير في قطر وطالبت من منظمة الفيفا بسرعة اتخاد موقف ضد قطر.

وأوضح، أن الصحيفة البريطانية "الغارديان" نشرت تقريرً تتحدث فيه عن وفاة أكثر من 6500 عامل أجنبي آسيوي في قطر منذ فوزها باستضافة مونديال 2022.

الكاتب والمحلل السياسي سعد راشد، أوضح أن قطر مارست العديد من التجاوزات الحقوقية الصارخة تجاه الشعب والوافدين الذين كان من المفترض بأن يلقوا الرعاية الكاملة من الدولة وذلك نظير جهودهم وعملهم المستمر لتطوير البنى التحتية استعداداً لاستضافة الدوحة لكأس العالم.

وأشار، إلى أن قطر - وحسب تقارير المنظمات الحقوقية - مارست أبشع أعمال التعذيب، وأنه بسبب الأهمال في أعمال البناء من قبل السلطات المحلية فقد راح ضحية المنشئات المقامة لكأس العالم 6500 عامل منذ إعلان الاستضافة وفقاً لما أوردته صحيفة "الغارديان".

ولفت إلى أن السلطات القطرية لم تكتف بممارسة التجاوزات الحقوقية على الوافدين بل امتد إلى المواطنين، فقد تم تقسيمهم وفق اهواء القيادات العليا للترشح لمجلس الشورى.

كما تم عزل الكثير من القبائل عن المشهد السياسي كقبيلة الغفران والتي سحبت الجنسيات منهم، إلى جانب سجن من أبدى رأيه بموضوعية عن تلك القرارات التي تنتهك حق المواطن القطري في الترشح والانتخاب وهذه مخالفة صريحة لدستور الدولة.

أما على مستوى السياسة الخارجية قال راشد: "إن السياسة الخارجية القطرية لا يمكن التكهن بقراراتها أو بالتزامها بالاتفاقيات والمواثيق الدولية ومنها قرارات الأمم المتحدة وبالتحديد القرارات الصادرة من قبل مجلس الأمن، فهي جعلت الأراضي القطرية ملاذاَ آماناً للإرهابيين والمطلوبين أمنياً من جانب ومن جانب أخر فهي وفرت لإيران الدولة الراعية للإرهاب موطئ قدم في الخليج العربي عبر استضافة ضباط وأفراد من الحرس الثوري والمصنف تنظيم إرهابي".

ودعا المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة لاتخاذ موقف حازم تجاه الممارسات القطرية التي أضرت بالشعب القطري والوافدين فيها من تعذيب ونهب حقوقهم والتهجير القصري للقبائل القطرية ودعمها للدول والكيانات الراعية للإرهاب.

من جانبه أكد الكاتب الصحفي أسامة الماجد، أن الخلل الأساسي في حسابات قطر هو الكذب والتناقض الهائل في حجم التصريحات والمكابرة والاستهتار بأمن شعوب المنطقة وإعطاء تفسيرات غبية مضحكة حيال الكثير من القضايا.

وقال: "في الوقت الذي تثرثر الخارجية القطرية عن حقوق الإنسان وحقوق العمالة، وتلبس قناع البراءة والاستقامة، نكتشف ان ما يحصل على أراضيها المحتلة من قبل الأتراك والنظام الإيراني الإرهابي لا يمكن تصوره في حق العمالة التي تتعامل معها قطر على أنها مجرد ماكينات وليس بشرا، إذ ترغمهم على العمل طوال اليوم ودون أي راحة وبأجور زهيدة من أجل تنظيم حدث رياضي سينتهي في أقل من شهرين.

وأضاف قائلاً: "في قطر تغيرت صورة خريطة الإجرام على نحو غير مسبوق مثل الرشاوي والفساد واغتصاب حقوق العمال الذين يعيشون وجيوبهم خاوية وكثير منهم سقط ميتا في مواقع العمل وناطحات السحاب المشيدة بعرق هؤلاء المساكين البسطاء".

وأكد الماجد، أن كل جحافل الشر والظلام موجودة في هذا البلد المريض الذي يعيش وهم الديمقراطية المزيفة، ويمارس ألوانا من الاستغلال والديكتاتورية في حق شريحة كبيرة من المواطنين عبر تجريدهم من حقوقهم في الترشح والتصويت في الانتخابات، وعزل كل من يقول كلمة الحق للنظام المهووس بنهب الثروات والاكتشافات الهائلة لتنمية الإرهاب ودروبه الفرعية مثل دعم "المثليين"، وفتح آفاق غير محدودة أمامهم.

ولفت إلى أن النظام القطري قطع على نفسه عهدا بتبني كل المحظورات وقوانين القمع والكبت، ولكن الشعوب الواعية تفضح هذه الأنظمة والحكومات الرجعية ذات النفاق وتجارة الشعارات والتمييز العنصري.