المبادرة الرابعة خلال هذا العام

في إطار حرص الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على التعريف بأحدث المبادرات العالمية في قطاع الفضاء، نظمت الهيئة وبالتنسيق مع مجلس التعليم العالي محاضرة تعريفية لمنتسبي مؤسسات التعليم العالي حول مبادرة "HyperGES" وهي أحد المبادرات البارزة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي التي تم إطلاقها في عام 2019، وتقع ضمن سلسلة مبادرات "الوصول للفضاء للجميع" والتي تتم بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، بهدف إتاحة الفرصة لكافة دول العالم للاستفادة من علوم وتقنيات الفضاء عبر توفير الدعم للمؤسسات التعليمية والبحثية لعمل تجارب في بيئة الجاذبية المفرطة من خلال استغلال مرافق الطرد المركزي ذي القطر الكبير (LDC) المتواجد في مقر المركز الأوروبي لأبحاث وتكنولوجيا الفضاء (ESTEC) في نوردفيك في هولندا. وتأتي هذه المحاضرة التي أعدها وقدمها ثلاثة من مهندسي الهيئة ضمن جهود الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتحقيق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، للارتقاء بمكانة مملكة البحرين ووضعها في مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء والأبحاث العلمية.



استعرضت المحاضرة التي قدمتها مهندسة الفضاء عائشة الحرم أبرز أهداف مبادرة "HyperGES" والتي تهدف إلى إتاحة الفرصة للمشاركين لإجراء تجارب تحت تأثير الجاذبية المفرطة باستخدام أجهزة ذات تقنيات عالية وحديثة وعمل بيئة لمحاكاة هذه التجارب بما يصل إلى 20 ضعف الجاذبية الأرضية. ويمكن من خلال هذه المبادرة عمل العديد من التجارب تحت تأثير الجاذبية المفرطة لنشر الأبحاث العلمية ومطابقة النتائج في عدة مجالات منها علم الأحياء، والطب، والدواء، وعلم المواد، وعلوم الفيزياء، وديناميكية السوائل، وغيرها، حيث توفر منشأة الطرد المركزي التابعة للمركز الأوروبي نطاقاً واسعاً يصل إلى 20 ضعف الجاذبية الأرضية، ويبلغ قطره 8 أمتار، وتحتوي المنشأة على أربعة أذرع، يمكن لكل ذراع أن يحمل تجربتين بحمولة قصوى تبلغ 80 كجم.

كما تطرق الجزء الثاني من المحاضرة والذي قدمه مهندس الفضاء يعقوب القصاب إلى بعض التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية تقييم المشاركين وشروط الترشح، بالإضافة إلى مختلف التجارب التي تم عملها في هذه البيئة الشديدة الجاذبية سابقاً مثل التجارب باستخدام الخلايا، والنباتات، والتجارب التكنولوجية، والعديد غيرها. إلى جانب ذلك استعرضت الورشة أهم الأدوار والمسؤوليات لكل جهة من الجهات المشاركة في التجربة مثل "UNOOSA" ووكالة الفضاء الأوروبية ومؤسسة التعليم العالي والمركز البحثية.

من جانبه صرح الدكتور المهندس محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء قائلاً: "إن التعاون مع مؤسسات التعليم العالي لتشجيعهم على المشاركة في مثل هذه المبادرات يعتبر أحد أهداف الهيئة الاستراتيجية البالغة الأهمية والمتمثلة في نشر الوعي في المجتمع حول الفضاء وعلومه وتطبيقاته، خصوصاً بين الأكاديميين والباحثين والطلبة، إضافةً إلى بناء القدرات الوطنية والنهوض بعلوم الفضاء على المستوى الوطني وتعزيز الابتكار والتطوير والبحث العلمي بما يتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وأؤكد على أن الهيئة على أتم الاستعداد لتقديم المشورة والدعم المعرفي لمؤسسات التعليم العالي الراغبة في المشاركة في هذه المبادرة ونيل شرف تمثيل مملكة البحرين".

وأختتم العسيري تصريحه بتقديم خالص الشكر لمجلس التعليم العالي على تعاونهم المستمر والمثمر مع الهيئة، كما خص بالشكر فريق الاعداد للمحتوى العلمي والمتمثل في مهندسي الفضاء يعقوب القصاب وعائشة الحرم وأحمد بوشليبي.

وانطلاقاً من حرص الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على بناء القدرات والخبرات الوطنية في قطاع الفضاء وإيمانها بأهمية تعزيز البحث العلمي والتعاون الدولي في هذا القطاع، تدعو الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء مختلف مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية إلى المشاركة في هذه المبادرة، حيث تعتزم الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء التنسيق مع الجهات المعنية لتبني هذه المبادرة واستغلال هذه الفرصة لتنمية الاقتصاد المعرفي والبحث العلمي في قطاع الفضاء وعلومه في مملكة البحرين تحقيقاً لأهداف الهيئة وبناء جيل لديه الخبرات والقدرات في مجال علوم الفضاء، مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة الاقتصادية 2030 وإبراز اسم مملكة البحرين في مجالات أبحاث الفضاء.