بقلم: نايف عمر الكلالي

تزخر بلادنا العزيزة بكثير من الشخصيات الوطنية والكفاءات المتميزة التي لعبت الدور الكبير في بناء ونهضة وتطور مملكة البحرين الغالية في كافة المجالات، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من تقدم في سائر مناحي الحياة. وعندما نتحدث عن دور البناء والتعمير والتطوير والتحديث لا بد من أن نذكر المجال الهندسي والعاملين فيه باعتباره المجال الحيوي والإستراتيجي المرتبط بتقدم البلدان وازدهارها. وفي هذا المنحى نذكر بكل الإجلال جمعية المهندسين البحرينية وإسهاماتها المقدرة في بناء البحرين الحديثة.

وفي هذا المقام عندما نتطرق إلى إسهامات الكفاءات الوطنية في المجال الهندسي بكل الفخر والاعتزاز نذكر الأخ العزيز الدكتور المهندس ضياء عبدالعزيز توفيقي رئيس جمعية المهندسين البحرينية الذي انتهت دورته وأبدى عدم نيته الترشح مجدداً لإفساح المجال لغيره من الأعضاء لرئاسة الجمعية. وربما لا نتصور قدر الكفاءة التي يزخر بها توفيقي إلا عندما ندرك أنه رئيس سابق لاتحاد المهندسين العرب، وما أدراك ما رئيس اتحاد المهندسين الذي ينضوي تحت رايته كل البلدان العربية، الأمر الذي يدلل على تفرد مملكتنا الغالية وتميز أبنائها في المجالات التي يعتمد عليها العالم في تطوره وتقدمه.



الدكتور المهندس ضياء توفيقي شخصية قيادية محترمة من الطراز الرفيع وهو من الكفاءات التي رفعت اسم البحرين عالياً في المحافل الإقليمية والدولية، ومن الذين شرفوا بلادنا بفكرهم السديد ورؤاهم الثاقبة. الأخ توفيقي مهندس مدني استشاري، التحق بكلية الخليج للتكنولوجيا "جامعة البحرين حالياً" وأكمل دراسته في جامعة سولينت في ساوثهامبتون وحصل على الماجستير والدكتوراه في جامعة لافبرة في بريطانيا. وهو الرئيس التنفيذي لـ"مكتب ضياء توفيقي للاستشارات الهندسية" منذ 2003 وعمل سابقاً لمدة 25 عاماً في القطاع الحكومي وتحديداً في شؤون الطيران المدني في وزارة المواصلات، وشغل منصب مدير الإدارة الهندسية والصيانة لمشاريع وأعمال مطار البحرين الدولي.

ترأس جمعية المهندسين البحرينية من 1996 إلى 2002 وكذلك من 2018 إلى 2022 وهو مؤسس الجمعية البحرينية للتخطيط الإستراتيجي، وأثناء ترؤسه الجمعية قدم كثيراً من البرامج الجديدة كبرنامج توظيف وتدريب المهندسين حديثي التخرج، ومشروع جائزة الجمعية، وتأسيس مجلس أمناء لمركز التدريب وكذلك ملتقى للمهندسين الشباب والخروج ببرنامج راق ومتميز لاحتفاليات الجمعية باليوبيل الذهبي وإعادة بناء مرافق مقر الجمعية والكثير من البرامج الأخرى. ولعل أجمل من كل ذلك كان دعوة وإدماج الرؤساء السابقين ومختلف الأعضاء للمشاركة في هذه البرامج ليعمل الجميع كفريق واحد متجانس لخدمة الجمعية.

إن خبرة وحنكة الأخ العزيز الدكتور المهندس ضياء توفيقي فيها كثير من الأفكار التدريبية والخطط التي يحتاجها أصحاب المهنة وبشكل خاص حديثو التخرج من الجامعات، ويمكننا أن نقتطف بعض العلامات المضيئة من كلمة ضياء توفيقي التي تصدرت التقرير الذي صدر بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس الجمعية عندما تساءل بموضوعية وحكمة:

"هل الجمعية ستستمر على المسيرة ذاتها خلال النصف قرن القادم، أم أنها ستتجه إلى تقديم خدمات مغايرة في ظل كل الظروف الاقتصادية العالمية ولا سيما ذات العلاقة بمهنة الهندسة والمهندسين؟".

فيرد على السؤال بنفسه فيقول: "إننا بحاجة إلى إلقاء نظرة متعمقة على النماذج المتبعة في دول العالم المتقدمة للعمل الهندسي، وتحديث نمط ونموذج العمل الحالي والخدمات المقدمة للتأقلم مع هذه المتغيرات، ولا يأتي تغيير أنماط العمل أو تحديثه بين عشية وضحاها، بل عن طريق وضع دراسة متأنية من أجل التوصل إلى النموذج الأمثل لمملكة البحرين".

ويضيف المهندس ضياء: "لعلنا في هذه الانعطافة التاريخية والتحول إلى نصف قرن آخر من عمر الجمعية، أرى أنه من الضروريات والأولويات جعل العضوية في جمعية المهندسين البحرينية بمثابة عضوية مهنية يُستند إليها لمعادلة الشهادات أسوة بالمؤسسات والمعاهد الهندسية العالمية، ولا يمكن طرح هذا التوجه إلا عن طريق وضع مناهج لحصول مقدم طلب على العضوية إلا بعد المرور في مراحل تقييمية معينة وامتحانات مهنية وتتحول العضوية الاختيارية إلى عضوية مهنية".

هذه الإضاءات تشير بوضوح شديد إلى أن الأخ توفيقي يملك رؤية هندسية واضحة وحباً صادقاً لزملائه ولوطنه البحرين العزيزة.

وأخيراً.. فإن عبارات الشكر والتقدير لا تفي بمشاعرنا الحقيقية تجاه الأخ العزيز المهندس ضياء عبدالعزيز توفيقي لمساهماته القيمة في مسيرة جمعية المهندسين البحرينية عضواً ورئيساً. والشكر والتقدير أجزله كذلك لكل الذين عملوا معه في إدارة الجمعية وتركوا بصماتهم التي يستفيد منها الأعضاء في كل المراحل المقبلة، مع كل التمنيات الصادقة بدوام الصحة والعافية وخدمة البحرين العزيزة من مكان آخر.

* وكيل وزارة الأشغال والإسكان "متقاعد"