أكد معالي السيد جينبيك قولوبايف وزير خارجية جمهورية قيرغيزستان في أول زيارة له لمملكة البحرين في تاريخ العلاقات الثنائية على نجاح وأهمية هذه الزيارة مشيدا بما توليه مملكة البحرين من أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية كون ذلك أمر مهم للغاية في العالم الحديث، كما نوه بما لمسه من تطلع نحو فتح آفاق للتعاون الثنائي في مختلف القطاعات، وأشار إلى سعي بلاده نحو تطوير علاقاتها مع جميع الدول وخاصة الدول العربية وفي القلب منها مملكة البحرين.

جاء ذلك في اللقاء الخاص الذي أجرته وكالة أنباء البحرين مع معالي وزير خارجية جمهورية قيرغيزستان، فيما يلي نصه:

كما نعلم، أن زيارتكم هذه هي أول زيارة رسمية لمملكة البحرين، وفي هذا الصدد نود أن نتعرف على أهم ملامح هذه الزيارة.



هذه الزيارة هي أول زيارة لوزير خارجية بالجمهورية القيرغيزية إلى مملكة البحرين في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وعقدت خلالها عددًا من اللقاءات المهمة رفيعة المستوى، تناولت مع الإخوة الأشقاء في مملكة البحرين تعزيز التشاور السياسي بين البلدين، وتنمية التعاون المتبادل في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإنسانية.

معالي الوزير، كيف تصفون المستوى الحالي للعلاقات بين البلدين؟

العلاقات بين جمهورية قيرغيزستان ومملكة البحرين اليوم في المرحلة الأولى من تطورها، ولكن بلدينا تبديان اهتمامًا كبيرًا بتطوير التعاون المتبادل، ونحن نعقد اجتماعاتنا بنشاط في أماكن دولية مختلفة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن بلدينا تتعاونان بنشاط في إطار المنظمات الدولية، ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. بالطبع، يجب أن نكون أكثر نشاطًا فيما يتصل بالعلاقات الثنائية من أجل الارتقاء بها إلى مستوى جديد نوعيًا، بما في ذلك تبادل الزيارات على أعلى المستويات، وكذلك تعزيز تبادل التمثيل الدبلوماسي.

كيف تقيم نتائج الزيارة؟

زيارتي تأتي بدعوة من سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، وخلالها، التقيت مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وأجرينا مباحثات مع سعادة وزير الخارجية حول مجموعة واسعة من قضايا العلاقات القرغيزية البحرينية، وبهذه المناسبة أود أن أعلن بكل سرور وامتنان أن اجتماعاتنا كانت جيدة للغاية، وحددنا خلالها الاتجاهات الرئيسية لتعاوننا. وقد تم التوصل إلى عدد من الاتفاقيات في مجال التجارة والاقتصاد وإقامة فعاليات مشتركة في مجال الثقافة والسياحة والأعمال والاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، وقعنا مذكرتين: مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، واتفاقية الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية / الخاصة.

كيف تقيّمون مستوى التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الثنائي؟ وما هي خططكم المستقبلية لتطويره؟

في الوقت الحاضر، التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الثنائي بين بلدينا في مرحلة التنمية وفي الحقيقة فإنني آمل أن تعطي اتفاقياتنا الزخم اللازم لمواصلة تطوير التعاون الشامل بين بلدينا.

إننا كشعب قيرغيزي نود معرفة المزيد عن إنجازات مملكة البحرين في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع المصرفي، وكذلك الدراسة ومجالات أخرى كثيرة، كما نريد الاستفادة من تجربة مملكة البحرين في خلق مناخ أعمال ملائم وجذب الاستثمار، وأعتقد أننا سنكون قادرين على تكثيف العلاقات بين بلدينا.

ما هو مستقبل التعاون القرغيزي البحريني؟ هل يمكنكم أن تخبروننا بشيء من التفصيل عن بلدكم قيرغيزستان؟

في الحقيقة إن قيرغيزستان تسعى إلى تطوير علاقات جيدة مع جميع البلدان وبخاصة البلاد العربية وفي القلب منها مملكة البحرين. وعلى الرغم من أن هذه هي أول زيارة رسمية لبلدكم الجميل، إلا أن أصول علاقاتنا تعود إلى أعماق التاريخ. يجمعنا تاريخ ودين وثقافة وتقاليد مشتركة. ولهذا فنحن مهتمون جدًا بتطوير علاقات فاعلة مع مملكة البحرين في جميع المجالات التي قد تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

أما عن التعاون القيرغيزي البحريني المستقبلي، أود أن أشير إلى أن بلادنا لديها إمكانات هائلة للتعاون المتبادل في مجالات كثيرة، ومن واجبنا تحقيق ذلك لصالح شعوبنا.

وجمهورية قيرغيزستان هي إحدى دول وسط آسيا، يبلغ عدد سكانها 6.7 مليون نسمة، بلدنا بلد جبلي في آسيا الوسطى، بأراضيها عدد كبير من المتنزهات الطبيعية والأماكن الجميلة، فضلاً عن المعالم التاريخية والعرقية الثقافية. وتشتهر قيرغيزستان بقممها الثلجية الرائعة وبحيراتها الخلابة وأنهارها الجارية وأنهارها الجليدية، وغاباتها الخضراء التي لا نهاية لها. ومن شدة جمال بلدنا أحيانًا يطلق الأجانب عليها اسم "سويسرا الآسيوية".

كذلك فإن قيرغيزستان دولة متعددة الجنسيات، لكن أغلبها قيرغيزيون، وهو واحد من أقدم شعوب أوراسيا. يشتهر مواطنونا بانفتاحهم وحسن ضيافتهم وحسن تصرفهم. اعتادت جمهوريتنا أن تكون جزءًا من الاتحاد السوفيتي، ولكن بعد انهيارها عام 1991، أعلنت استقلالها وشرعت في طريق التنمية المستقلة.

ما هي إمكانيات التعاون السياحي بين البلدين؟

بالطبع، تتمتع مملكة البحرين والجمهورية القيرغيزية بإمكانيات سياحية كبيرة وفرص كبيرة لتطوير السياحة الدولية ، و بالنسبة لنا فإن مواطنينا يحبون زيارة دول الشرق الأوسط، ويزورنا السائحون من منطقتكم أكثر فأكثر. لا تتمتع قيرغيزستان بجبال جميلة فحسب، بل تتمتع أيضا بمياه نظيفة وينابيع معدنية ولؤلؤة آسيا - بحيرة إيسيك كول. كما تسمح الظروف الطبيعية الفريدة لقيرغيزستان بتطوير جميع مجالات السياحة، فضلاً عن أنواع الترفيه التقليدية والصحية والرياضية والجبلية والثقافية وغيرها. كما تلعب الاختلافات الكبيرة بين الظروف الطبيعية والمناخية لبلداننا دورًا مهمًا، مما يشجع السائحين العرب على التعرف إلى بيئة وطبيعة ومناخ مختلفة تمامًا. ومن الإجراءات التيسيرية للسفر إلى بلدنا أود أن أبلغكم أنه بالنسبة لمواطني دول الخليج العربي ، فإن نظام الدخول إلى قرغيزستان يكون بدون تأشيرة لمدة 60 يومًا، لذا نرحب بزيارتنا والتمتع بجمال بلدنا وكرم ضيافتنا للسياح البحرينين. ووفقًا لدائرة حدود الدولة في الجمهورية القيرغيزية فأن عدد السياح من مملكة البحرين وصل إلى 816 سائحًا عام 2021.

ما هي انطباعاتكم عن مملكة البحرين التي لمستوها خلال زيارتكم ؟

إنني معجب جدا بما رأيته في مملكة البحرين، من نجاحات بلدكم وإنجازاته. ونحن مهتمون جدا بالاستفادة من تجربتكم وحريصون على دراستها والاستفادة من جوانبها. وتجدر الإشارة إلى أن قيادة مملكة البحرين تولي أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية لبلدكم، وهو أمر مهم للغاية في العالم الحديث. كما تلعب دولتكم دورًا مهمًا في قضايا الأمن الإقليمي، والبحرينيون معروفون بضيافتهم وإخلاصهم وتواضعهم الكبير وحبهم لأشقائهم في جميع بلاد العالم.

وأود في الختام أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر حكومة البحرين على كرم الضيافة، ورحابة الاستقبال، وأتمنى لبلدكم الشقيق المزيد من التطور والسلام والازدهار.