أيمن شكل


تضع الأطر والحلول لمواجهة الظروف الاستثنائية بالمنطقة

أكد مقيمون من الجالية المصرية أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمملكة البحرين تمثل تفاعلاً واندماجاً لإرث تاريخي وحضاري متجذر منذ عقود، منوهين بالعلاقة الأخوية التي تجمع بين شعبي البلدين والتي تجسدت على مستوى القيادة.


وقالوا لـ»الوطن»: «إن الزيارة تضع الأطر والحلول لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، وتؤكد تنسيق الرؤى والتفاهمات بين البلدين في جميع المواقف الدولية والإقليمية».

وذكر المحامي عبدالرحمن غنيم أن الزيارة الميمونة للرئيس عبدالفتاح السيسي لأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المعظم تأتي لوضع الأطر والحلول لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدول العربية والإسلامية المتأثرة بالتطورات العالمية التي يشهدها العالم بسبب الوضع الاقتصادي العالمي المتأزم جراء الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من آثار اقتصادية سلبية على منطقتنا العربية.

ولفت إلى أن الزيارة ستشمل التباحث حول الموقف العربي المشترك تجاه الأزمة العالمية وذلك قبل اجتماع القمة الخليجية الذي ستستضيفه الرياض في منتصف الشهر القادم، وقال إن الزيارة الكريمة تعبر عن مدى عمق العلاقات البحرينية المصرية على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاجتماعية الممتدة منذ قديم الأزل، ويأمل الشعبان من القائدين محاولة رأب الصدع للخلافات العربية في ظل هذه الظروف التي تتطلب وحدة الصف العربي في مواجهة القادم من المخاطر التي تزحف على الأمة العربية من خارج إقليم المنطقة العربية، وكذلك تعزيز الكيان المشترك من أجل قوة عربية موحدة عسكرية وسياسية واقتصادية.

فيما أكدت سيدة الأعمال المهندسة أميرة الحسن عمق العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الشقيقين في كل من مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، ومتانة الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين الصديقين على مر العصور والأزمنة، مشددةً في الوقت ذاته على خصوصية هذه العلاقة التي استمرت مئات السنين.

وقالت الحسن: «إن إعلان جمهورية مصر العربية عن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمملكة البحرين لعقد قمة ثنائية مشتركة مع جلالة الملك المعظم لبحث تداعيات الأمور في العالم والشرق الأوسط جراء المستجدات الدولية الأخيرة، سيكون لها آثار إيجابية على البلدين في المجالات كافة».

وأوضحت أن العلاقة بين البلدين الشقيقين ليست وليدة اللحظة أو ظروف استثنائية، وإنما هي علاقة تفاعل واندماج بين البلدين؛ فالتعاون بين البحرين ومصر يرجع إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين -قبل استقلالها- في عام ‏1919، كما أن التفاعل والاندماج بين البحرين ومصر كان شاخصاً وواضحاً في تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الاشتراكية الكبرى، حيث قامت مدن البحرين بمظاهرات حاشدة تضامناً وتفاعلاً مع الشعب المصري إبان مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، وكانت مشاعر الفرحة والبهجة عارمة وشاملة في كافة مدن مملكة البحرين خلال فترة بناء السد العالي، وانسجام وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967.

وعلى الجانب الآخر من العلاقات، أشارت الحسن إلى أن مصر كانت سبَّاقة في إعلان الدعم الرسمي للبحرين طيلة تاريخها القديم والحديث، حيث كانت من أوائل الدول التي سارعت في الاعتراف باستقلال البحرين عام 1971 لمواجهة المزاعم الإيرانية، وتقديم أول سفير مصري أوراق اعتماده بالمنامة عام 1973، كما أقرت مصر رسمياً عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي، وجاء موقف شيخ الأزهر خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش القمة الإسلامية بالقاهرة في فبراير 2013، الذي أكد ضرورة احترام الجميع لاستقلال البحرين وعروبتها وعدم التدخُل في شأنها الداخلي، ليضيف الثقل المصري والدعم الإستراتيجي إلى رصيد الدعم المصري المستمر لسيادة المملكة وعروبتها.

وأوضحت أن الزيارة تختلف كليةً عن سابقاتها حيث إنها تأتي في مرحلة حاسمة وفاصلة في التاريخ الشرق الأوسطي نظراً إلى الظروف العالمية التي يمر بها العالم بأسره جراء الآثار المترتبة على الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من إعادة توزيع القوى العالمية والأزمات الاقتصادية التي لحقت بالعديد من الدول العربية والأجنبية جراء ذلك.

وأعربت عن تطلعات الشعبين إلى قرارات اقتصادية وسياسية قد تكون فاتحة خير للبلدين على الصعيد الثنائي، الأمر الذي قد يساهم في بناء منظومة علاقات اقتصادية وتجارية للدول العربية في القريب العاجل.

كما أعربت عن شكرها للإدارة المصرية في قدرتها على تخطي المصاعب السياسية والاقتصادية التي تواجهها في الظروف الحالية متمنية للشعب المصري الشقيق دوام الرقي والتقدم.

وفي السياق ذاته أشار استشاري نظم المعلومات محمد البيه إلى العوامل الثقافية المُتمثِلة في اللغة والدين والتاريخ المشترك التي تُشكيل الدعائم الرئيسية لتلك العلاقات الوطيدة، وما سجله التاريخ للعديد من المواقف السياسية الداعمة من الطرفين للآخر، والمواقف المعبرة عن أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين.

وذكر أن أهل البحرين ومسؤوليها يذكرون بكل الود والعرفان إسهام الخبرات المصرية البارزة في مُختلف المجالات الإنمائية بالبحرين منذ ما يقرب من قرنٍ من الزمان، الذي كان أبرزه مُشاركة المُعلمين المصريين في إنشاء أول مدرسة خاصة بالبحرين عام 1919، ولا يزال التواجد المصري بارزاً بمملكة البحرين، ومتمثلاً في عمل مختلف الخُبراء والاستشاريين المصريين في العديد من الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة بالمملكة.

وعلى صعيد الزيارات الرسمية نوه بانعكاس العلاقات الودية بين البلدين في الزيارات الرسمية المتواصلة بين قيادتي البلدين على مر التاريخ، حيث استمرت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين خلال هذه الفترة، وتأكيد مصر الدائم أن أمن البحرين هو خط أحمر، وقال إن الزيارات الرسمية استمرت دون انقطاع وتخللتها زيارات أخرى ودية بين قائدين عظيمين.

من جانبه، قال المستشار السابق لشؤون الزراعة والثروة البحرية د. محمد فودة إن العلاقات البحرينية المصرية تمتاز بكونها متجذرة وممتدة عبر آلاف السنين لافتاً إلى أن الجالية المصرية في مملكة البحرين تحظى بتقدير ورعاية من القيادة الرشيدة، مضيفاً أن الزيارة الميمونة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين، في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

ولفت إلى أن تلك الزيارة سوف تسهم بشكل كبير في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني والعسكري والعلمي والطبي، والأمن الغذائي والزراعي.

وشدد على أن الأمن الغذائي يحتاج إلى تنسيق متبادل بين البلدين الشقيقين.