وليد صبري




* البحرين أول دولة عربية تُصدر خطة وطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية


* تنفيذ 97% من المرحلة الأولى للخطة الوطنية لمكافحة المخدرات بـ257 مبادرة

* المراهقون والشباب أكثر الفئات العمرية عرضة لإدمان المخدرات

* تذليل الصعوبات والتحديات أمام المتعافين من الإدمان باتخاذ تدابير متوازنة

* تطور أداء الأجهزة الأمنية بأعلى درجات التدريب والتكنولوجيا لضبط تجار المخدرات

* انتهاء النسخة الثانية من الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات بـ22 مبادرة

* خبرات متراكمة لرجال "مكافحة المخدرات" و"الجمارك" في إحباط التهريب

* القضايا المضبوطة تكشف أساليب دقيقة في تهريب السموم المدمرة للشباب

* "الإعلام الجنائي" تقدم الرسائل التوعوية الهادفة بأساليب متميزة لكافة القطاعات

* لا بد من تضافر الجهود لمكافحة المخدرات والأسرة خط الدفاع الأول

* أقول للآباء والأمهات: استمعوا لأبنائكم وأظهروا الاهتمام والحب في الظروف الصعبة

* العلاقة القوية بين الأبناء والوالدين تمنع السلوكات الخطرة وبينها إدمان المخدرات

كشف رئيس شُعبة الإعلام الجنائي بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، في وزارة الداخلية، الرائد حمد راشد المهيزع، عن ضبط 1048 قضية مخدرات، خلال العام الماضي، فيما تم ضبط 443 قضية أخرى، خلال الخمسة شهور الأولى من العام الجاري، مشدداً على تطور أداء الأجهزة الأمنية بأعلى درجات التدريب والتكنولوجيا لتعقب وضبط تجار المخدرات.

وأضاف المهيزع في حوار لـ"الوطن" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أن مملكة البحرين أول دولة عربية تُصدر خطة وطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، مشيراً إلى أنه تم إنجاز 97% من المرحلة الأولى للخطة، بمشاركة 24 جهة حكومية ومؤسسة وطنية، عبر تحقيق 257 مبادرة من مبادراتها، موضحاً أنه تم الانتهاء من النسخة الثانية من الخطة، حيث تم تدشينها من قِبل وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة خلال الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات للعام الجاري، 2022، والمتوقع تنفيذها خلال 4 سنوات من يونيو 2022 إلى يونيو 2026، فيما بلغ عدد مبادراتها المُقدمة من قِبل شركاء التنفيذ "122" مبادرة.

وذكر أن آفة المخدرات وتداولها وتعاطيها تعد من أخطر القضايا التي تُهدد معظم دول العالم، وعلى المستوى العربي فإن مشكلة المخدرات ما زالت تشكل تحدياً كبيراً للمجتمع العربي بوجه عام والأجهزة الأمنية بوجه خاص وتؤثر بشكل مباشر على خطط التنمية المُستدامة لتلك الدول، وهو ما يتطلب بالضرورة تعاون إستراتيجي مشترك على الصعيد العربي والإقليمي والدولي لتفادي آثارها الضارة. وقال المهيزع إن القضايا المضبوطة تكشف أساليب دقيقة في تهريب السموم المدمرة للشباب، مؤكداً على الخبرات المتراكمة لرجال "مكافحة المخدرات" و"الجمارك" في إحباط التهريب. وذكر أن شعبة الإعلام الجنائي بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية في وزارة الداخلية لا تدّخر جهداً في تقديم الرسائل التوعوية الهادفة وبأساليب متميزة لتصل إلى كافة الفئات من القطاعات المختلفة من خلال تنفيذ البرامج التوعوية، مؤكداً أن المراهقين والشباب أكثر الفئات العمرية عرضة لإدمان المخدرات.

وشدد على ضرورة تضافر الجهود لمكافحة المخدرات منوهاً إلى أن الأسرة هي خط الدفاع الأول، فيما دعا الآباء والأمهات إلى ضرورة الاستماع إلى أبنائهم وإظهار الاهتمام والحب لاسيما في الظروف الصعبة مبيناً أن العلاقة القوية بين الأبناء والوالدين تمنع السلوكيات الخطرة وبينها إدمان المخدرات. وإلى نص الحوار:

ما عدد القضايا والكميات المضبوطة من المخدرات من المنافذ الثلاثة خلال العام الماضي والخمسة شهور الأولى من العام الحالي؟

- خلال العام الماضي 2021 تم ضبط 1048 قضية، وخلال الخمسة شهور الأولى من العام الحالي 2022 تم ضبط 443 قضية مخدرات.

ماذا عن إستراتيجية الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بشأن مكافحة المخدرات؟

- ترتكز إستراتيجية الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية لمكافحة المخدرات على وضع الخطط المشتركة بين كافة الجهات سواء الأمنية منها أو مؤسسات المجتمع المدني لحماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة، وهو ما يتطلب التعاون والتنسيق بين كل الجهات المعنية لترسيخ أطر التعاون والتنسيق بين الجهات المسئولة في إطار شراكة مجتمعية حقيقية تضمن مواصلة دعم وإسناد البرامج المستقبلية لتعزيز القدرات الوطنية للتصدي للمخدرات. وهنا لا بد من الإشارة إلى الجهود البارزة التي تضطلع بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية برئاسة معالي وزير الداخلية وتضم في عضويتها أصحاب المعالي والسعادة الوزراء المعنيين بتلك المشكلة كوزارة شؤون الشباب والرياضة ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة. ويمكنني القول إن إستراتيجية الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية لمكافحة المخدرات لا تخرج عن الإستراتيجية العامة لوزارة الداخلية من أجل مواجهة تلك الآفة الضارة، وأهم محاور إستراتيجية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية تتمركز حول الاهتمام والاستثمار في مجال الوقاية من المخدرات لخفض الطلب عليها، إلى جانب تقليل فرص عرض المخدرات، إذ أن تركيز الاهتمام فقط على محور مكافحة العرض وضبط حالات الاتجار والترويج لن يكون مجدياً، ما لم تكن هناك مبادرات تهدف إلى تعزيز قدرة ومهارات النشء على تحصين أنفسهم من الانخراط في دائرة الإدمان، لذلك فهناك تنسيق دائم مع كافة الوزارات الأخرى ذات الصلة مثل وزارة الصحة على سبيل المثال، وزارة العمل، وزارة شؤون الشباب، وزارة التربية والتعليم، وزارة شؤون الإعلام. كما تعمل الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية على تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه المتعافين من الإدمان، وتتخذ تدابير متوازنة، للتأكد من أن لديهم رغبة صادقة وإرادة قوية لعدم الانتكاس والعودة مجدداً للمخدرات مع التأكيد على أن إدمان المخدرات يعد مشكلة عالمية معقدة، وتواجه مكافحتها تحديات أمنية وصحية واجتماعية، من أجل ذلك أطلقت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية منذ العام 2018م برنامج "تعافي" والذي يهدف لمساعدة الذين يرغبون في العودة للطريق القويم على التخلص من آفة الإدمان عبر مد يد المساعدة لهم، ولله الحمد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً منذ إطلاقه.

ما آخر التطورات بشأن الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وماذا تحقق منها على أرض الواقع؟

- حرصت مملكة البحرين على وضع أسس وقواعد شاملة لبناء قدرات وطنية في مجال الوقاية من المخدرات، من أجل ذلك جاء إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية من أجل مواجهة كل ما يتعلق بقضايا المخدرات، وتُعتبر مملكة البحرين وبشهادة خبراء مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة أول دولة عربية تُعّد وتُصدر خطة وطنية شاملة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. وتم تدشين تلك الخطة من قِبل معالي وزير الداخلية تحت مظلة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في 25 يونيو 2015م وبمشاركة 24 جهة حكومية ومؤسسة وطنية، وحققت في مرحلتها الأولى نجاحاً عالياً بلغت نسبته 97٪ عبر تحقيق 257 مبادرة من مبادراتها، مما يُظهر مدى نجاحها في التصدي للمخدرات على عدة محاور أمنية وتشريعية ووقائية وعلاجية، من خلال جهود إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية، والشراكة المجتمعية.

ولله الحمد تم الانتهاء من النسخة الثانية من الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وتم تدشينها من قِبل معالي الوزير خلال الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات للعام الجاري 2022، والنسخة الثانية من المتوقع تنفيذها خلال 4 سنوات من يونيو 2022 إلى يونيو 2026، وبلغ عدد مبادراتها المُقدمة من قِبل شركاء التنفيذ "122" مبادرة.

ما هي الفئة العمرية الأكثر تورطا في قضايا المخدرات؟

- إدمان المخدرات قد يكون من المشكلات الشائعة ليس فقط بين الشباب، لكن أغلب الفئات العمرية قد تكون مُعرضة للإدمان، حيث يلجأ الكثيرون في أعمار مختلفة لتعاطي المخدرات، ظناً منهم بأنها تساعدهم في  الهروب من الواقع والتخلص من المشكلات اليومية، لكنْ الشباب والمراهقون هم الفئة العمرية الأكثر عرضة للإدمان وغالباً ما يستهدف مروجو المخدرات في الغالب الفئة العمرية الأقل سناً من فئات المجتمع نظراً إلى سهولة إغوائهم وتدليس الأمور عليهم، إلا أن هذا لا يمنع للأسف من وجود أعداد مقلقة حول تعاطي الفئات الأكبر سناً للمواد المخدرة بشكل كبير.

ماذا عن طرق وأساليب تهريب المخدرات والمنافذ الأكثر استخداماً؟

- هناك مواجهة مستمرة يوماً بعد يوم بين المهربين ورجال المكافحة في جميع منافذ مملكة البحرين، حيث يلجأ تجار المخدرات إلى أساليب متنوعة، ويبتكرون وسائل حديثة وجديدة، للتحايل على الإجراءات الأمنية، لاسيما في الآونة الأخيرة لزيادة ظاهرة التهريب وتنوع أساليبها حيث يظهر مهربو المواد المخدرة  بطرق غير مألوفة ومعتادة، يقابله تطور أداء الأجهزة الأمنية باستخدام أعلى درجات التدريب والتكنولوجيا في رصد وضبط تجار المخدرات، حتى أن القضايا المضبوطة خلال الفترة الأخيرة كشفت عن أساليب دقيقة في تهريب هذه السموم المدمرة للشباب، لكن يمكن القول إن طريقة التهريب تختلف باختلاف نوع المادة المخدرة، فبعض المهربين يقومون بابتلاع كبسولات الهيروين، وبعضهم يخفيها داخل ملابسه أو حذائه، لكن يمكن التأكيد أنه مهما بلغت مهارة المهربين في ابتكار طرق جديدة كل يوم، فرجال مكافحة المخدرات وشؤون الجمارك لديهم من الخبرات المتراكمة والتدريب العالي والأجهزة الحديثة والحدس والفراسة ما يمكنهم من إحباط تلك المحاولات وإفشالها والقبض عليهم في كافة منافذ المملكة.

ماذا عن الشراكة المجتمعية؟ وإلى أي مـــــدى ساهمت حمـــــلات التوعـيــــة التي تطلقهــا شعبــــة الإعـــــلام الجنائــــي بالإدارة العامـــة للمباحث والأدلة الجنائية في توعية المجتمع بأخطار تلك الآفة؟

- مكافحة المخدرات في مملكة البحرين إحدى أولويات العمل الأمني والمجتمعي والذي يأتي في إطار إستراتيجي شامل يجمع ما بين كافة جهود المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لمواجهة المخاطر والأضرار المتنامية لمشكلة المخدرات والمؤثرات العقلية وإساءة استخدامها.

والمشاركة المجتمعية في مكافحة المخدرات تمثل أهمية كبيرة، ومملكة البحرين لديها لجنة وطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وهي تعمل بتناغم تام بين كافة مؤسسات المجتمع، وفقا لتوجيهات معالي وزير الداخلية، فإن الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية تسعى دائماً لتعزيز الشراكة المجتمعية، فدائماً تكون هناك جسور للتعاون بين الإدارة والجمهور باعتبارها إحدى ركائز العمل في الإدارة انطلاقا من دورها الأمني ودورها في خدمة المجتمع.

وتعتبر حمــــــــلات التوعيــــــــة الإعلامية ركنا هاما في مكافحة آفة المخدرات، وهي ضرورة، وشعبة الإعلام الجنائي بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية لا تدّخر جهداً في تقديم الرسائل التوعوية الهادفة وبأساليب متميزة لتصل إلى كافة الفئات من القطاعات المختلفة من خلال تنفيذ البرامج التوعوية من محاضرات ومعارض وإعلانات الشوارع، وذلك في مختلف محافظات المملكة وفي أماكن عديدة ومتنوعة كالمدارس والجامعات وأماكن العمل والنوادي الرياضية والاجتماعية والجهات ذات العلاقة من خلال تنفيذ دورات تدريبية لصقل المهارات وزيادة وعيهم بأضرار تلك الآفة، ونحرص دائماً أن تكون حملاتنا التوعوية متضمنة برامج تحصين ووقاية للمجتمع للحيلولة دون وصول المخدرات لأفراده ورفع مستوى وعي المواطنين والوصول برسالة التوعية إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع. ونشر الوعي الثقافي بأخطار آفة المخدرات للفرد والمجتمع وتعريف النشء والشباب بالأخطار المحدقة وتحذيرهم من مغبة التغرير بهم إلى جانب إكساب النشء والشباب مهارات الرفض وعدم قبول تعاطي المخدرات وإرشاد المتعاطي إلى الأساليب العملية والصحية للعلاج والتعافي ومد جسور التعاون بين المواطن والمقيم وإدارة مكافحة المخــــــدرات وتعــريـــف الأســـــرة بالعلامات الدالــة على التعاطي وتعريفهم بطرق الاحتواء المبكر والعلاج.

ما هي النصائح التي توجهونها؟

- مكافحة المخدرات ليست مسؤولية رجال المكافحة فقط، فالمكافحة تبدأ أولاً من الأسرة وهي خط الدفاع الأول، ثم المدرسة أو الجامعة والمسجد، ثم الرفيق أو الصاحب، خلاصة القول إن لا بد من تضافر كافة الجهود لمحاربة تلك الظاهرة، والجانب الإعلامي مهم جداً في محاربتها، مع استغلال كافة الوسائل الإعلامية سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية، أو ما يستجد منها على الدوام كوسائل التواصل الاجتماعي. ويجب على الآباء التعرَّف على كيفية مساعدة المراهقين في اتخاذ قرارات صحية والابتعاد عن إدمان المخدرات، أقول للآباء والأمهات: استمعوا إلى أبنائكم وأظهروا لهم الاهتمام والحب في الظروف الصعبة، يمكن أن تمنع العلاقة القوية بين الأبناء والوالدين السلوكات الخطرة، كما أن معرفة ما يفعله الأبناء يقلل احتمال تعاطي المراهقين للمواد المخدرة عندما يكون الوالدان على معرفة بأماكن وجودهم.