درست الباحثة جوى فهد المطيري سلوك التنمر الالكتروني الموجه نحو الأفراد ذوي اضطرابات طيف التوحد وعلاقته ببعض المتغيرات من وجهة أولياء الأمور في اطروحتها التي ناقشت نتائجها حديثاً بقسم صعوبات التعلم والإعاقات النمائية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في تخصص التوحد.

وكشفت الباحثة المطيري عن الفروق بين أشكال سلوك التنمر الالكتروني في منصات التوصل الاجتماعي باختلاف العمر والجنس والدولة، مستخدمة المنهج الوصفي المقارن على عينة بلغت 205 من أولياء أمور ذوي اضطرابات طيف التوحد في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت إذ تراوحت اعمار ذوي اضطرابات طيف التوحد من السابعة وحتى ما فوق الـ 25 سنة.



واستخدمت مقياس التنمر الالكتروني ضمن أدوات البحث لتشير النتائج إلى أن اشكار التنمر الإلكتروني الموجه نحو ذوي اضطرابات طيف التوحد كانت بسيطة من وجهة نظر أولياء الأمور، إذ جاء في الترتيب الأول التنمر الالكتروني الانفعالي ثم التنمر الالكتروني اللفظي، وأخيراً التنمر الالكتروني الجنسي.

وأشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد العينة فيما يخص الدرجة الكلية للتنمر الالكتروني بجميع اشكاله وفقاً لمتغير الجنس، كما لم توجد فروق وفقاً لمتغير نوع وسيلة التواصل الاجتماعي المستخدمة فيما عدا التنمر الالكتروني الجنسي، فيما وجدت الباحثة فروقاً وفق متغيري العمر والدولة.

وقالت خلال المناقشة: "مع التطور التكنلوجي تطورت اشكال الإيذاء المتكرر الموجه نحو الافراد ذوي اضطرابات طيف التوحد واسرهم، وقد انتقل التنمر الواقعي الذي ينحصر في المدرسة او اشارع إلى العالم الافتراضي الشاسع، لتنعكس نتائجه على المحيط الواقعي في سياق عالمي بشكل يثير القلق"، معزيةً أسباب سلوك المتنمرين إلى مشكلات تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والاسرية أو مشكلات مع الاقران تولد الشعور بالدونية والرغبة في السيطرة وممارسة الأفعال العدوانية أو نقص في مهارة التحكم بالغضب والانفال والتعاطف مع الأخرين، أو فشل في تبني المعايير الأخلاقية المجتمعية او ما يسمى غياب الضمير الأخلاقي والشعور بالوحدة النفسية.

واوصت الباحثة بتوعية المجتمع بالآثار السلبية للتنمر الالكتروني على ضحايا التنمر مؤكدة ضرورة احترام ذوي اضطرابات طيف التوحد وتوعية أولياء الأمور بأهمية تربية أبناءهم على القيم والمبادئ بما ينعكس على سلوكياتهم وبعدهم عن التنمر، داعية إلى سن قوانين تجرم جميع اشكال التنمر الإلكتروني، والشروع في تنظيم حملات توعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

أشرف على الدراسة الأستاذ الدكتور مريم الشيراوي أستاذ التربية الخاصة بقسم صعوبات التعلم والإعاقات النمائية بجامعة الخليج العربي، وشارك في الاشراف الدكتورة ود حسين داغستاني أستاذ التربية الخاصة المساعد في القسم ذاته، فيما كانت الدكتور نادية التازي أستاذ علم النفس الاجتماعي والمعرفي المشارك ممتحناً داخلياً، والأستاذ الدكتور سعيد سلمان الظفري أستاذ علم النفس التربوي بجامعة السلطان قابوس ممتحناً خارجياً.