أكدت سعادة الأستاذة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أن مملكة البحرين تركز على "الأمن الإنساني الشامل" بكافة أبعاده، كبوابة مثالية لتنفيذ خطط أجندة المرأة والسلام والأمن والتنمية المستدامة، مشيرة إلى التزام الإرادة السياسية في المملكة بذلك، والحرص على إنفاذه ليتمتع كل فرد؛ رجل كان أو امرأة؛ بحرياته الإنسانية الأساسية.

وخلال حديث سعادتها في جلسة حوارية ضمن "المؤتمر الدولي حول المرأة والسلام والأمن" المنعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي تحت رعاية سموالشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات”، لفتت الأنصاري إلى أن مملكة البحرين تستند بتركيزها على الأمن الشامل على أسس راسخة، من بينها إتاحة الفرص للجميع دون استثناء، والوصول للعدالة الناجزة، ورسم سياسات واضحة لا تنسى أحداً، وبناء مؤسسات قوية وأنظمة حوكمة فعالة، وتفعيل الشراكات بين أصحاب المصلحة وتعظيم العائد من الاستثمار في الاستقرار والتوازن بين الجنسين.

وطرحت سعادتها خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "تعزيز إدماج احتياجات المرأة ومشاركة المرأة المتساوية والفعالة في عمليات السلام والأمن" العديد من التساؤلات والملاحظات التي لاقت اهتماماً من قبل المعنيين بالمؤتمر والمتعلقة بسبل تطوير أجندة المرأة والسلام وارتباط ذلك بأهداف التنمية المستدامة التي يلتزم بتنفيذها المجتمع الدولي وتعمل كخارطة طريق نحو الرفاه والرخاء الإنساني.

وفي سياق الحديث عن سبل تحصين المجتمعات وابعادها عن مخاطر الحروب والنزاعات وضرورة تهيئة المرأة وتأهيلها تأهيلاً مناسباً للانخراط في صنع السلام بدلاً من العمل على حفظ السلام بعد فوات الأوان، قالت سعادة الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة بأن "انعدام أو ضعف عمليات التنمية لها طريق واحد فقط، وهو طريق الخلاف والصراع والحروب الدامية، وأن الوقاية تبدأ من مراحل مبكرة جداً على طريق الحياة، فللتربية الأسرية دور، وللتعليم دور، وللخطاب الديني دور ، وللخطاب الإعلامي دور، وللمؤسسات الثقافية الحرة دور، وللمؤسسات المدنية والحكومية والقضائية والتشريعية أدوار متعددة للبناء على كل ما تقدم، ناهيك عن الدور الأكبر الذي يجب أن تمارسه الدبلوماسية الوقائية أو الاستباقية". وشددت في هذا الإطار على أنه "إذا لم تجد المرأة مكانها المناسب ضمن هذه المسارات المتعددة لن تكون هناك نساء حاضرات أو قادرات على تولي ما هو متوقع منهن عند وقوع الضرر".

وأعربت سعادة الأستاذة الأنصاري في ختام كلمتها عن ثقتها بأن يلعب مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن دور رائد في دعم أجندة السلام الدولية،كمنصة نوعية، لا تأخذ فقط في الاعتبار جانب بناء القدرات، وإنما جوانب تبادل الخبرات واستثمارها، وإنتاج البحوث والتقارير والمؤشرات والبيانات والإشعارات الضرورية لأصحاب المصلحة، بالإضافة إلى توثيق أفضل الممارسات من أجل معالجة متجددة لإحداث نقلة إضافية ترتقي بإسهامات المرأة في تحقيق السلام الشامل الذي نرجوه جميعاً لنا ولأبناءنا وبناتنا من بعدنا.

الجدير بالذكر، أن "المؤتمر الدولي حول المرأة والسلام والأمن" يأتي بتنظيم كل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات المتحدة بالشراكة مع وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجموعة موانئ أبوظبي، وتستمر أعماله حتى 10 سبتمبر الجاري في أبوظبي بهدف تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325، وإظهار الدور القيادي للمرأة مع التركيز على التحديات والعقبات وتحديد الإستراتيجيات والإجراءات لتحسين إدماج المرأة في عمليات السلام الرسمية وغير الرسمية.