ياسمينا صلاح




العصفور: التسول بغير الحاجة نصب ويتحول إلى سرقة

آل محمود: الطلب بقدر الحاجة وامتهان التسول حرام شرعاً


المحميد: العاطفة تجاه من يدعي الفقر حاجة مكذوبة

الجمري: التسول ضحك على عقول الناس ويجب تشديد العقوبات

السؤال على قدر الحاجة وما دون ذلك سرقة من الناس

أكد شيوخ أن التسول لغير الحاجة لا يجوز شرعاً وهو أمر محرم، مشيرين إلى أن من يفعل ذلك يعد من النصابين والمحتالين ولا يبارك الله في ماله، منوهين بأن التسول يكون على قدر الحاجة فقط وما دون ذلك يعد سرقة من الناس.

من جهته، أوضح الشيخ عبد اللطيف آل محمود أنه يجوز للمحتاج والفقير أن يسأل لطلب المساعدة وعلى قدر حاجته، ولكن أن يكون التسول مهنة فهذا أمر لا يجوز في حكم الله عز وجل وتطرق إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعَة لحم».

وتابع: «يوم الحشر يعرف الناس أن هذا الشخص هو من الذين يسألون من غير حاجة فدخله هذا حرام، وهو يعتبر أخذ لمال حرام ولا يبارك له ويحاسب عليه يوم القيامة لأنه كسب غير طيب».

وذكر الشيخ ياسر المحميد، أن التسول عبارة عن سؤال الآخرين مالاً أو متاعاً وقد تقرر في الشريعة أنه يجوز اضطراراً أن يسأل إنسان غيره إذا كان مضطراً للسؤال ثم يقوم الطرف الآخر بإعطائه ما تيسر من صدقة أو زكاة بعد التحقق أنه فعلاً محتاج ومن الفقراء وبناء عليه فإنه لا يجوز الطلب إذا كان صاحب الطلب غير محتاج أو عنده ما يكفيه كما أن التعصف والقناعة منصفات للتقييم لقول الله تعالى: «ولا يسألون الناس إلحافاً»، وقد جاء في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: «لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها؛ فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس».

ونوه بأنه بناء على ما تقدم فإن هناك مراكز اجتماعية وجمعيات خيرية ومؤسسات تقوم عليها الدولة يستطيع المحتاج أن يرسل إليهم وأن يزودهم بالمستندات المطلوبة وأما العاطفة تجاه من يدعي الفقر ففي بعض صورها تكون حاجة مكذوبة وأن صاحبها يريد التكثر من المال وامتهن المتسولون هذه المهنة وأصبحت مكسباً لهم، وهذا لا يجوز بل لا يجوز شرعاً إعطاء القادر على الكسب ومن يأمر بالعمل والجد والاجتهاد وتحصيل الأرزاق.

فيما قال الشيخ محسن العصفور: «إن التسول بغير الحاجة يعد نصب واحتيال لأن التسول يعبر عن المستوى المادي وطلب المساعدة من الآخرين وإذا لم يكن في حاجة ملحة مثل الحرمان والفقر والضعف يتحول التسول إلى سرقة من الناس وهذا غير جائز أبدا».

الشيخ صادق الجمري، أوضح أن ظاهرة التسول أضرت بالبلاد الإسلامية لأن الشريعة الإسلامية تدخل حق التكافل الاجتماعي لكل فرد يعيش فيها وذلك لأنها ضامنة لحق الأفراد، ونرى أن أولئك المتسولين تعودوا على ذلك، ولكن لا يجوز شرعا التسول لغير حاجة لأن هذا يدخل في قضية نصب واحتيال وأيضاً تكون إشكالية للمعطي فلا بد لكل شخص أن يعرف لمن يعطي وليس كل سائل صادق ومحتاج.

وأضاف، أنه يجب على الدولة أن تنظر إلى هذه الظاهرة وتغلظ العقوبات على كل من تسول له نفسه الإضرار بسمعة البلد والمجتمع وهذه تعد مخالفة شريعة باعتبار أن الإسلام لا يقبل بذلك لأنه ضحك على عقول الناس، وعلى المتسول أن يسعى إلى كسب الطرق الحلال. وكما قال الإمام الصادق «عليه السلام»: كان فيما وعظ به لقمان ابنه: «اعلم أنك ستسأل غداً إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع: شبابك فيما أبليته، وعمرك فيما أفنيته، ومالك مما اكتسبته، وفيما أنفقته».

وأشار إلى وجود جمعيات خيرية، يجب على السائل أن يتوجه إليها وأن تقوم الجمعية الخيرية بالتأكد من المحتاج بالبحث والتحري عن هذه الحالة وأن تساعده وتكون مسؤولة عن أولئك الناس في مناطقهم.