أمام الاجتماع التشاوري لرابطة مجالس الشيوخ في "بوروندي"

أكدت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى جميلة سلمان، أن مملكة البحرين استطاعت أن تقدم نموذجاً متميزًا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي، في ملف إدارة أزمة جائحة كورونا على كل المستويات، وفي مختلف الأبعاد التي أثرت عليها الجائحة، وذلك بفضل التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، ومن خلال المتابعة الحثيثة والجهود الرفيعة والمستمرة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لافتة إلى أن مملكة البحرين اعتمدت على خطط مدروسة واستراتيجيات ناجعة، جعلت منها نموذجاً يحتذى به على المستوى العالمي للانتقال من مرحلة التصدي للفيروس إلى تحقيق التعافي.

جاء ذلك خلال كلمة مجلس الشورى التي ألقتها جميلة سلمان، أمام الاجتماع التاسع لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، الذي انطلقت أعماله أمس بمدينة بوجمبورا بجمهورية بوروندي، حيث يناقش الاجتماع موضوعين أساسيين حول "آثار وتداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العربي الأفريقي والاستجابة الحكومية في سبيل مواجهتها"، و"الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها على أسعار الطاقة والغذاء والمعالجات المقترحة".



وأوضحت سلمان أن مملكة البحرين وفّرت الخدمات العلاجية والرعاية الصحية من خلال منظور إنساني متكامل وبشكل مجاني لجميع المواطنين والمقيمين على مستوى الفحص والعلاج والتطعيم، إلى جانب تخصيص أكثر من 30 في المئة من إجمالي الدخل القومي للإنفاق، في صورة حزم مالية واقتصادية للتصدي للجائحة، وما ترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية.

وأشارت إلى أنَّ السلطة التشريعية في مملكة البحرين عملت بشكل تشاركي وتكاملي مع السلطة التنفيذية، بدراسة وسن العديد من القوانين والتشريعات الداعمة للتصدي لتبعات الجائحة، وبذلك استطاعت المملكة من خلال روح الفريق الواحد ومشاركة كافة القطاعات ذات الصلة بمواجهة تبعات الجائحة بنجاعة في كافة أبعادها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنها عملت بشكل تعاوني مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق هذه الغاية.

ونوّهت إلى أنَّ الدبلوماسية البرلمانية البحرينية أكدت في العديد من المؤتمرات والمناسبات البرلمانات الإقليمية والدولية على ضرورة خلق تضامن برلماني لمساندة الدول النامية، التي تراكمت عليها الديون والأعباء المالية بسبب الجائحة، وفق مقاربة شمولية تقوم على أن الأزمات العالمية تتم مواجهتها بشكل جماعي من قبل كافة الفاعلين الدوليين.

وبيّنت أن تأثيرات جائحة فيروس كورونا أحدثت كسادًا عالميًا على كافة الأطراف في النظام الدولي، إلا أن ضررها على الدول النامية ومنها دول منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، قد كان الأشد في تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

ورأت أنَّ الاجتماع التشاوري التاسع لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي يكتسب أهمية في ضرورة التوصل إلى رؤى وتصورات مشتركة، بهدف خلق تضامن برلماني شرق أوسطي – أفريقي، يدفع باتجاه تكثيف الجهود الرامية إلى تحقيق المزيد من التعاون، ويعمل على تعضيد مساعي الدبلوماسية الرسمية للدول العربية والأفريقية، وتبادل الخبرات والمعارف في مجالات التصدي للجائحة وتبعاتها، مشيرة إلى أن العمل والتحرك بشكل مشترك في كافة المحافل البرلمانية متعددة الأطراف، بهدف دفع دول الشمال والمؤسسات المالية العالمية، على تقديم المزيد من الدعم المالي و الخبرات المتصلة بمعالجة مختلف التحديات التي تواجه الدول النامية، يُعد من أهم الخطوات التي من شأنها أن تخفف العبء الكبير من تبعات هذه الجائحة على الدول.