أشاد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية بالرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، في إحلال السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، ونبذ الكراهية العنصرية والدينية والطائفية، وتعميق التعايش بين الحضارات والثقافات من أجل عالم أكثر أمانًا وازدهارًا.

وأعرب سعادة الوزير، عن اعتزازه بالاحتفاء باليوم الدولي للسلام الذي يصادف 21 من سبتمبر، ويركز هذا العام حول موضوع " إنهاء العنصرية، وبناء السلام"، في إطار تمسك مملكة البحرين بقيمها التاريخية والإنسانية القائمة على المحبة وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الأعراق والأجناس والأديان، ومواصلة مبادراتها الدبلوماسية الداعية للسلام والتعاون الدولي والتفاهم المشترك، إيمانًا بالترابط بين السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

وأكد التزام مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بتبني السلام كخيار استراتيجي ثابت في سياستها الخارجية الحكيمة والمتزنة، واضعة في مقدمة أولوياتها تحقيق المصلحة الوطنية، والمحافظة على أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتماسكها، وتعزيز العمل العربي المشترك والتضامن الإسلامي والأخوة الإنسانية، ودعم السلام والمحبة بين الأمم والشعوب وفق الالتزام بمبادئ القانون الدولي.

وأشار إلى تميز مملكة البحرين كنموذج فريد في التسامح والتنوع الثقافي والعرقي واحترام حقوق الإنسان دون تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وفقًا للدستور وميثاق العمل الوطني وتشريعاتها المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، والمواثيق الدولية المنضمة إليها، وفي مقدمتها: العهدان الدوليان للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو).

وأوضح أن جائحة فيروس كورونا أكدت سلامة النهج الإنساني لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونجاحه في تجاوز تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية بكفاءة وفاعلية وبشكل متحضر كفل حقوق جميع المواطنين والمقيمين دون تفرقة، وعزز التعايش بين مكونات المجتمع على اختلاف مشاربهم.

وأشاد وزير الخارجية بالتحركات الدولية الفاعلة لجلالة الملك المعظم ومشاركته المثمرة في قمة جدة للأمن والتنمية والتي عكست رؤية جلالته الحكيمة لأمن المنطقة واستقرارها وتقدمها وازدهارها، من خلال دعوة جلالته إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للأزمات والصراعات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وتوحيد الجهود في مواجهة التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب والفكر المتعصب وتنظيماته المتطرفة الخارجة عن القانون، وتفعيل دور القوات البحرية المشتركة في حماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط والتجارة العالمية، والتعاون البناء في دعم النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق الأمن الغذائي.

وعبَّر سعادة الوزير عن فخره بنجاح مملكة البحرين في نقل تجربتها النموذجية في التعايش السلمي والحريات الدينية إلى العالم أجمع من خلال المبادرات الملكية السامية بتدشين "إعلان مملكة البحرين" وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتوقيع اتفاق مبادئ إبراهيم لإرساء المحبة والتعايش بين الأديان، وتشجيع دور التعليم في التنمية ونشر ثقافة السلام، ودعم الجهود الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية والتنموية، إدراكًا بأن التفاهم والحوار البنَّاء هو السبيل الوحيد لحل النزاعات، وأن ضمان الحق في الأمن والسلام ركيزة أساسية لتعزيز الرخاء الاقتصادي والاجتماعي.

وفي ختام تصريحه، توجه سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية بالشكر والتقدير إلى الكوادر الدبلوماسية والإدارية العاملة في الوزارة والبعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج على تمثيلهم المشرف لمملكة البحرين في مختلف المحافل الدولية، مؤكدًا حرص المملكة في إطار الخطة الوطنية لحقوق الإنسان (2022-2026) على مواصلة إنجازاتها الرائدة في ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان وتعزيز الأمن والسلام الدولي العادل والشامل والمستمر، وبناء القدرات في حل المنازعات بالوسائل السلمية، ودعم جهود القضاء على الإرهاب الدولي والتطرف، نحو عالم أفضل تسوده قيمة المحافظة على حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتدعيم أهداف التنمية المستدامة.