أعلن مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي فوز الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بالمسابقة العالمية التي نظمها المكتب بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء لاستضافة الحمولات "PHI"، وذلك على هامش انعقاد المؤتمر الدولي الثالث والسبعين للملاحة الفضائية بالجمهورية الفرنسية. وتتلخص فكرة المسابقة في تصميم حمولات تحقق مجموعة من الاشتراطات العلمية والفنية وتسهم في ذات الوقت في تقديم حلول متنوعة تخدم عدة مجالات وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وعلى الأخص الابتكار وجودة التعليم وتعزيز الأمن الفضائي والعدالة والتعاون الدولي والمساواة بين الجنسين وتمكين الشباب. وقد تم تكريم الهيئة على هذا الإنجاز الدولي أمام الوفود المشاركة، وقد مثل الهيئة في حفل التكريم رئيسها التنفيذي سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري ومهندسة الفضاء عائشة الحرم ومهندس الفضاء يعقوب القصاب.

حول هذا الإنجاز قال الدكتور محمد العسيري: "يشكل هذا الفوز إنجازاً جديداً يضاف لرصيد إنجازات الهيئة ويسهم في وضع اسم مملكة البحرين في مكانة متقدمة ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء، كما يعد هذا الإنجاز بمثابة دليل قاطع على المستوى المتقدم الذي بلغه منتسبي الهيئة وقدراتهم العلمية والعملية في التنافس في مجالات علوم الفضاء مع أعرق وكالات الفضاء ومختلف المؤسسات والشركات العاملة في قطاع الفضاء."

وأضاف العسيري: "بلا شك إن الفوز بهذه المنافسة العلمية جاء نتيجة للمثابرة والتفاني من قبل كافة منتسبي الهيئة وسعيهم الدؤوب لتحقيق الرؤية التي اختطها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للهيئة منذ تأسيسها، وللدعم المستمر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، والمتابعة الدائمة من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى حفظه الله."



وأختتم العسيري تصريحه بالإشادة بجهود جميع أعضاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الذين يواصلون السعي نحو تحقيق المزيد من الانجازات لوضع مملكة البحرين بين الدول المتقدمة في مجال الفضاء، والمساهمة بشكل ملموس في التقدم الانساني."

عن دورها في تحقيق هذا الإنجاز قالت مهندسة الفضاء عائشة الحرم: "بداية أتقدم بالشكر الجزيل إلى إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على إيمانها بقدرات شبابها ودعمها اللامحدود لهم لتحقيق الإنجازات وتحفيزهم بشكل مستمر على الابتكار، إضافة إلى مساعيها الدؤوبة لتوطين التقنية المتقدمة لخلق قطاع فضائي بحريني مستدام. إن حماية أمن المعلومات الفضائية يعد أحد أهم التحديات الحالية التي تواجه قطاع الفضاء على المستوى العالمي خصوصاُ في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتطورات التقنية المتسارعة حاليا وزيادة عدد مستخدمي البيانات الفضائية، مما يجعلها أكثر عرضة للاختراقات التي يمكن لها أن تهدد أمن الدول ومشاريع الشركات الكبرى. ويأتي هذا الإنجاز وهو الأول من نوعه في المنطقة ليسجل إنجازاً بحرينياً جديداً تم تنفيذه بأيدي شبابها وشاباتها."

من جانبه قال مهندس الفضاء يعقوب القصاب: "تتكون الحمولة التي سوف تطورها الهيئة من برمجة معقدة خاصة بتشفير بيانات القمر الصناعي "فاي" التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء. أن هذا الإنجاز يعكس ما وصل اليه شباب البحرين من تقدم علمي ينافسون به عالمياً على الرغم من حداثة هذه المسابقة وشدة المنافسة فيها، حيث كانت هذه المسابقة مفتوحة لجميع وكالات الفضاء والمراكز البحثية والجامعات وشركات الفضاء الصغيرة والمتوسطة حول العالم. وإنني لأشعر بالفخر كوني أحد أعضاء الفريق الفائز بهذه المسابقة، والفضل يعود من بعد الله إلى تشجيع إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء والتعاون البناء بين جميع منتسبي الهيئة على الابتكار والبحث والحرص على مواكبة التقدم العلمي.“

أما عضوة الفريق مهندسة الفضاء ريم سنان قالت: "إن العمل على مثل هذه الحمولة سيزيد من خبرة فريق البحرين للفضاء في مجال تصميم حمولات الأقمار الصناعية ودمجها مع مكونات القمر الصناعي، إضافة إلى عمليتي الاختبار والتشغيل، الأمر الذي سيفتح بدوره آفاق جديدة لفريق البحرين للفضاء نحو مزيد من الابتكارات خصوصا انها تعتبر الحمولة البحرينية الأولى التي يتم تصميمها لقمر صناعي ذو 12 وحدة، وهذا يأتي بفضل من الله ثم دعم وتشجيع إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لنا وإيمانها بقدراتنا."

المهندسة منيرة المالكي تقول عن مشاركتها مع الفريق: "إنه مما لا شك فيه أن العمل على تصميم وبرمجة واختبار وتشغيل حمولة لقمر صناعي يعداً مشروعاً غنياً بالخبرات العملية التي تضاف لسجل خبرات منتسبي فريق البحرين للفضاء خصوصاُ أنها المرة الأولى التي سيتم من خلالها ارسال أول برمجية بحرينية مصممة باستخدام لغة برمجة الأجهزة إلى الفضاء على الشريحة الالكترونية "FPGA” والتي يمكن إعادة برمجتها وهي في الفضاء. كما أنني أشعر بالفخر أنني أحد أعضاء هذا الفريق الذي يحظى بكل الدعم وبالمتابعة المستمرة وبالتشجيع من قبل إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء."

الجدير بالذكر ان المنافسة على هذه الجائزة انطلقت في بداية 2022 وقد فتح باب التنافس عليها لكافة المؤسسات الحكومية والخاصة ومراكز الأبحاث ومؤسسات التعليم العالي في جميع الدول الأعضاء في مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي والبالغ عددها 99 دولة.