يقوم فخامة الرئيس إبراهيم محمد صالح رئيس جمهورية المالديف، بزيارة إلى مملكة البحرين يوم غد حيث يلتقي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وذلك في إطار حرص البلدين الصديقين على تنمية وتعزيز علاقاتهما الثنائية، وفتح آفاق أوسع من التعاون لدعم جهود النماء والتقدم في البلدين بكافة المجالات.



وتعكس هذه الزيارة ما تشهده علاقات البلدين الصديقين من تطور مستمر على مختلف الأصعدة، في ظل ما تحظى به من اهتمام من جانب قيادتي وحكومتي البلدين وحرصهما الدائم على البناء على علاقات الصداقة الوطيدة التي تجمع شعبيهما الصديقين، وما يتميز به البلدان من مقومات وإمكانات تشكل قاعدة متينة لتعاون راسخ وشامل في مختلف المجالات بما يعزز من تحقيق تطلعاتهما ومصالحهما المشتركة.



وتعد الزيارة محطة مهمة في توثيق عرى التعاون بين البلدين الصديقين، لاسيما في ظل المزايا الفريدة التي تتمتع بها كل من مملكة البحرين وجمهورية المالديف، خاصة على الصعيد الاقتصادي، والتي تجعل من توطيد التعاون بينهما أمر ايجابي من شأنه أن يعود بالخير والمنافع المشتركة على الشعبين الصديقين.



ولعل من أهم هذه المزايا، هي المكانة الرائدة لمملكة البحرين كمركز مالي رئيس في منطقة الشرق الأوسط، وما تتمتع به من بيئة جاذبة للاستثمارات، تجعل منها بوابة مثالية للولوج إلى أسواق منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بصفة عامة، فضلا عن المقومات السياحية التي تنطوي على فرص واعدة تخدم عجلة النمو الاقتصادي في البلدين، إذ يشترك البلدان في السمات الجغرافية فضلا عن توجهاتهما الاقتصادية المتشابهة التي تدعم التوجه نحو استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتنمية القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة والمردودات الاقتصادية العالية التي تعزز من التنمية المستدامة.



كما تعبر هذه الزيارة عما توليه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، من حرص على تنمية وتعزيز التعاون المشترك مع مختلف دول العالم، في إطار سياستها المتوازنة القائمة على إعلاء قيم ومبادئ الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون البناء، حيث حرص جلالته على تنمية هذه العلاقات التي يعود تاريخها على صعيد العلاقات الدبلوماسية إلى 24 أكتوبر 1987م.



وقد شهدت علاقات البلدين منذ ذلك الحين العديد من التطورات على مختلف الأصعدة، من خلال الزيارات واللقاءات المتبادلة بين المسئولين في البلدين، واتفاقيات التعاون المشترك بينهما، إضافة إلى الدعم المتبادل في المحافل الإقليمية والدولية بما يحقق مصالحهما المشتركة.



وقد استقبلت مملكة البحرين خلال شهر سبتمبر الماضي، وفد من جمهورية المالديف ضم كل من السيد إبراهيم عامر وزير المالية بجمهورية المالديف، والسيدة أمينة شونا وزيرة البيئة والتغير المناخي والتكنولوجيا، لبحث أوجه العلاقات الثنائية وفرص التعاون المشترك حيث استقبالهما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وأكد سموه على مواصلة العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وجمهورية المالديف، والعمل على فتح آفاقٍ أوسع من التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين بما يحقق المصالح والأهداف المشتركة.



كما قام العديد من المسؤولين من جمهورية المالديف بزيارة مملكة البحرين، ومنها زيارة رئيس المالديف السابق محمد ناشيد إلى المنامة في عام 2010 لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها، كما جرت لقاءات عدة بين المسؤولين في البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اجتمع سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، في مقر بعثة مملكة البجرين في نيويورك في شهر سبتمبر الماضي، مع معالي السيد عبدالله شاهد وزير خارجية جمهورية المالديف، الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



وخلال الفترة 14-16 أبريل 2019، استضافت مملكة البحرين زيارة لوزير الدولة للتنمية الاقتصادية بجمهورية المالديف السيد محمد إياد حميد لحضور المؤتمر العالمي لريادة الأعمال الذي استضافته مملكة البحرين، والاجتماع الذي عقده وزير الصناعة والتجارة والسياحة سعادة السيد زايد بن راشد الزياني مع سعادة وزير السياحة بجمهورية المالديف الدكتور عبدالله معصوم، في مايو 2021 وجرى خلاله بحث العلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين وسبل الاستفادة من خبرات كلا الجانبين في مجال السياحة وخصوصا في مجال السياحة البحرية والمائية.



كما يرتبط البلدان بالعديد من اتفاقيات التعاون ومن أبرزها اتفاقية بشأن الخدمات الجوية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية المالديف بين وفيما وراء إقليميهما، الموقع في مقر الايكاو بمونتريال في 25 سبتمبر 2019م وصادق عليه صاحب الجلالة الملك المعظم في 18 مارس 2021.



وكما عملت شركة طيران الخليج الناقلة الوطنية لمملكة البحرين بزيادة عدد رحلاتها للمالديف منذ 15 من أغسطس2021.



ومن المؤكد أن زيارة فخامة الرئيس إبراهيم محمد صلح رئيس جمهورية المالديف إلى مملكة البحرين، ولقاءه مع حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، سوف تشكل منطلقا نحو تعزيز وتطوير علاقات البلدين الصديقين، وتنمية آفاق التبادل التجاري بينهما، وفتح المزيد من المجالات التي تصب في صالح نهضة ونماء اقتصادهما وتعزيز روابط الصداقة والتعاون بينهما.