حظيت الزيارة التي يقوم بها اليوم الاثنين صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان إلى مملكة البحرين بدعوة من أخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بتغطية إعلامية واسعة من الصحف العمانية ووكالة الأنباء العمانية، حيث أكدت في تقارير وتغطية خاصة للزيارة، أن العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان ترتكز على أسس ومبادئ راسخة، تؤطّرها روابط أخويّة وتاريخيّة وثيقة وثابتة وممتدّة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وتطورت لتشمل مختلف الجوانب التاريخيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة.

ونشرت الصحف العمانية البيان الصادر عن ديوان البلاط السلطاني، والذي أكد أن الزيارة، والتي تستمر لمدة يومين، تأتي توطيدًا للعلاقات التاريخية المتينة القائمة بين البلدين، وحرصًا من قيادتيهما على تعزيزها، والأخذ بها إلى آفاق أرحب وأشمل، وأن الزيارة ستبحث كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التعاون في مختلف المجالات، وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين وتطلعاتهما ويحقق لأبنائهما مزيدًا من الخير والازدهار حاضرًا ومستقبلاً.

وأشارت إلى أن البلدين الشقيقين يسعيان خلال المباحثات التي تجمع جلالة الملك المعظم وأخيه سُّلطان عمان في المنامة إلى الرقي بمستوى العلاقات لآفاق أرحب تخدم جميع المجالات، وبخاصة الاقتصادية منها، بما يعود على بلديهما وشعبيهما بالنفع والخير.

واستعرضت عددًا من الأرقام والمؤشرات والاقتصادية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والإنجازات التي حققتها اللجنة البحرينية العُمانية المشتركة، ومن بينها مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في المجالين الثقافي والسياحي، وبين صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية بسلطنة عُمان والهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بمملكة البحرين في مجال التقاعد المدني، والمجالات الشبابية والرياضية، وغيرها.

وتناولت الصحف العمانية في افتتاحياتها ومقالات الرأي بها الزيارة بالتحليل المتعمق والإشارة إلى أهميتها ودلالاتها، حيث أكدت صحيفة "الوطن" تحت عنوان " علاقات لها مرتكزات راسخة" أن الزيارة تسعى إلى رفد أواصر الأخوَّة والعلاقات التاريخيَّة المتينة القائمة بأُسُسٍ جديدة قائمة على المصالح المشتركة، وتعمل على تطوير العلاقات بما يُلبِّي تطلُّعات وطموحات الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، وتجيء في إطار حِرص من قيادتي البلدَيْنِ على تعزيز العلاقات الثنائيَّة، والأخذ بها إلى آفاقٍ أرْحبَ وأشملَ.

ورأت أن الزيارة تعكس التقارب والتوافق في الرُّؤى، والسَّعي إلى تعميق العلاقات الثنائيَّة القائمة والممتدَّة على مدار التاريخ العُماني والبحريني التليد، وما يربطهما من علاقات استراتيجيَّة وثقافيَّة وتجاريَّة وتاريخيَّة وطيدة، تستند إلى أواصر المَحبَّة ووشائج القربى وهي الآن في أوج عهدها بفضل توجيهات القيادتَيْنِ الحكيمتَيْنِ في كلا البلدَيْنِ، مؤكدة أنها علاقات تشمل مختلف الجوانب التاريخيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، ويتوقع أنْ تُسهم الزيارة في تأطير تلك العلاقات باتفاقيَّات ومذكّرات تفاهم تتيح للقِطاع الخاصِّ فيهما الاستفادة من الفُرص الاستثماريَّة الواعدة التي يملكها البلدانِ في العديد من القِطاعات المتنوِّعة، وهو ما يعكسه الوفد الرفيع المصاحب لجلالة السلطان.

وقالت صحيفة "عمان" العمانية في افتتاحيتها تحت عنوان " خطوات مباركة في مسيرة عمان الجديدة":" إنه بالرغم من العلاقات التاريخية التي تربط بين عُمان والبحرين منذ حضارات ما قبل التاريخ (مجان) و(دلمون)، ورغم التقارب الاجتماعي الكبير بين الشعبين الشقيقين إلا أن المرحلة القادمة من عمر المنطقة تحتاج إلى تعزيز مسارات تلك العلاقة بمسار اقتصادي ينعكس إيجابا على طموحات وتطلعات البلدين".

وأضافت:" لا يمكن أن يتجاوز أي باحث في العلاقات التاريخية بين عُمان في سياقها التاريخي وبين البحرين دور التجارة في بناء أعمدة تلك الروابط التي تحولت إلى روابط اجتماعية وأسرية لا يمكن أن تتفكك أنسجتها أبدا"، وتابعت :"إن القيادتين العمانية والبحرينية تطمحان اليوم إلى إعادة إحياء الشرايين التجارية التي لم يتوقف تدفق الدم فيها طوال القرون الطويلة عبر توقيع شراكات اقتصادية متوافقة ومتطلبات المرحلة اجتماعيا واقتصاديا، ومن المنتظر أن يتم التوقيع خلال الزيارة على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتأسيس شراكة بين البلدين وهي خطوة تنفيذية تعكس الإرادة السياسية وتدشن مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية ".

من جانبه، أكد الكاتب العماني الدكتور "أحمد بن سالم باتميرا" في مقال بجريدة "الوطن" تحت عنوان " مجان ودلمون تاريخ يسطر بالذهب"، أن علاقات الأخوة والتعاون التي تربط مملكة وسلطنة عُمان قديما وحديثا ترتكز على دعائم قوية من المحبة الوطيدة التي تشكلت في الماضي وقويت في الحاضر، ولا تزال نسقًا مميزًا لشكل ومستوى العلاقات بين البلدين وقد نمت وتواصلت في عهد النهضة المباركة في السبعينيات.

وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار زيارة الأخ لأخيه، وبإذن الله ستثمر الكثير من النتائج المهمة، لتكون امتدادا لعلاقات الشراكة الناجحة في الماضي، كما تأتي لتوطيد العلاقات الراسخة بين البلدين، مشددًا على أن علاقات البلدين راسخة ولها طابعها الخاص، فهي تمتد في نسيج اجتماعي وتاريخي ووشائج قربى ممتدة في أعماق الزمن.

وقال: "تحتل مملكة البحرين وقيادتها وشعبها الشقيق منزلة رفيعة ومكانة عالية في قلوبنا كعُمانيين، نظرا للعلاقات الطيبة والروابط التاريخية، والتي قامت دائما على الاحترام والتقدير المتبادلين. واليوم تزداد هذه العلاقات متانة وتوافقا في مختلف المجالات".

وأضاف: "تأتي زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق التاريخية إلى مملكة البحرين، ولقاؤه بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتشكل محطة جديدة في العلاقات الثنائية، ولبنة ستضاف للعلاقات المتجذرة بينهما، ونقلة جديدة في العلاقات العُمانية ـ البحرينية وما ستخرج به هذه الزيارة من نتائج ستخدم الشعبين الشقيقين، وهذا هو الأساس لدى قيادتي البلدين".

وتابع:" ومملكة البحرين في عهد مليكها الهمام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ـ حفظه الله ـ تسير نحو المجد والازدهار والنماء، وتشهد اليوم نموًّا في مختلف المجالات، ومسقط والمنامة يشكلان عبر التاريخ مركزا تجاريا وحضاريا نشطا تفاعل منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم. واليوم البلدان بفضل القيادتين الحكيمتين يعملان على توثيق وزيادة التعاون بينهما ليعود بالنفع على الشعبين الشقيقين".

وتحت عنوان " أفق ممتد بين مسقط والمنامة" رأى الكاتب العماني " ‏راشد بن حميد الراشدي" في مقال بجريدة "الرؤية" أن الزيارة سوف تفتح آفاقا جديدة من التعاون في مختلف المجالات خاصة المجالات الاقتصادية والاستثمارية فحجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين جيد ويحتاج إلى تعزيز من خلال الفرص الاستثمارية الموجودة في أسواق البلدين والمشاريع العملاقة التي تشهدها الحركة الاقتصادية في كلاهما، ويؤمل من هذه الزيارة تعزيز هذه المجالات وغيرها من المجالات من خلال توقيع عدد من مذكرات التفاهم بينهما.

وقال:" بلؤلؤها المتفرد الجمال وصوت ترانيم بحارتها وصخبها الهادئ على ضفاف الخليج العربي وجمالها الأخاذ بين دول الخليج تزدان دانة الخليج اليوم بلقاء الأخوة وترسم ملامح التعاون والتعاضد وانصهار الثقافات والحلم والمصير الواحد وهي تستقبل الضيف الكبير القادم من سلطنة عُمان على ثراها في فرحة الكريم بضيفه".

وأضاف: "اليوم نفتخر بهذا الوفاق الكبير بين وطنينا سلطنة عُمان ومملكة البحرين ونحن نرى لقاء قمة الأشقاء على ثرى مملكة البحرين الشقيقة والتي نأمل من الله سبحانه وتعالى لها التوفيق والسداد وأن تكلل جهود القادة بالنجاح سعياً نحو خدمة الأوطان وتقدمها ونموها في ظروف صعبة يمر بها العالم وتحتاج إلى تكاتف جميع الأشقاء لمصلحة بلدانهم وشعوبهم".

وفي ذات السياق، نشرت الصحف العمانية تصريحات للدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان و السّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين ورئيسة جمعية الصداقة العمانية البحرينية ردينة بنت عامر بن محمد الحجر، تضمنت التأكيد على رسوخ علاقات التعاون والمحبة بين البلدين، والتشديد على أهمية زيارة السُّلطان هيثم بن طارق إلى مملكة البحرين، لاسيما وأنها ستُتوّج بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية في مختلف المجالات مما ستفتح آفاقًا للتعاون تخدم تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين.

كما أبرزت الصحف تأكيدات عدد من رجال الأعمال العمانيين بأن هذه الزيارة تعد فرصة جيدة لبحث سبل تعزيز معدلات التبادل التجاري بين البلدين ورفع الاستثمارات المشتركة، لافتين إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 840 مليون دولار حتى نهاية عام 2021، مرتفعًا بأكثر من 300 مليون دولار عن عام 2020. كما بلغ حجم رأس المال المستثمر بين البلدين المسجل في سلطنة عمان بنهاية عام 2020 أكثر من 566 مليون ريال عماني، بينما بلغ عدد الشركات البحرينية في سلطنة عمان 876 شركة.

واستعرض موقع "أثير" العماني تاريخ الزيارات المتبادلة بين القيادة في مملكة البحرين وسلطنة عمان الشقيقة.