وليد صبري




وزير الخارجية: ترك تأثير الصراعات الدائرة خارج المنطقة يتسبب في الإرهاب والتطرف


المنافسة بين الدول الأجنبية ساهمت في تشكيل الشرق الأوسط الحديث

الزياني: التغلب على تحديات المنطقة بالاتساق والتماسك والاتصال

وزير خارجية فنلندا: أوروبا تسعى للتصدي لمشاكل إيران في المنطقة

وزير خارجية ألمانيا: نشكر البحرين على جهودها في حفظ أمن المحيط الهندي


حذر وزير الخارجية د. عبداللطيف بن راشد الزياني من أن ترك تأثير الصراعات الدائرة خارج المنطقة دون موقف حازم يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، وقد يتسبب في نشوء بيئة مواتية للتهديدات الناشئة مثل الإرهاب والتعصب والتطرف، الأمر الذي يخلف تداعيات على دول المنطقة والجوار الإقليمي، ولا سيما أن الخلافات بين دول المنطقة يمكن أن تكون حافزاً للدول الأجنبية للانخراط في قضايا المنطقة لتعزيز مصالحها الخاصة عبر الدعم المباشر للأطراف المختلفة في الخلافات أو النزاعات الإقليمية، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حلول سلمية لجميع القضايا والخلافات، مضيفاً أنه علينا أن نعمل دون كلل أو ملل ووضع حد للحروب القائمة.

ونوه وزير الخارجية في الجلسة العامة الثانية لمؤتمر «حوار المنامة 2022»، قمة الأمن الإقليمي في نسخته الـ18، والتي عقدت تحت عنوان «تأثير النزاعات خارج المنطقة على الوضع الأمني في الشرق الأوسط»، أمس السبت، بمشاركة وزير خارجية فنلندا، بيكا هافيستو، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، د. توبياس ليندنر، إلى أن سياسة مملكة البحرين تركز على أهمية الحل السياسي والدبلوماسي مشدداً على أن سياسات مملكة البحرين تدعو دائماً إلى قيم التعايش والحوار، مؤكداً أنه نحن لا نزال بحاجة للمساعدة في العمل لتحقيق السلام في المنطقة فهذا ما ناصرنا من أجله، وهذا ما دعونا إليه، ولا سيما في مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

وقال د. الزياني إن مؤتمر «حوار المنامة»، وسط الاضطرابات العالمية المستمرة، هو فرصة للمشاركين للتأكيد، كما فعل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان لمملكة البحرين، على الدور المحوري للحوار السلمي في منع النزاعات وحلها، مشيراً إلى أن قداسة البابا وصف البحرين بأنها «نقطة التقاء للإثراء المتبادل بين الشعوب».

وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تتأثر بالعوامل الخارجية التي تنعكس على الشؤون الداخلية للدول وعلى المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى الآثار الجانبية للصراع في أوكرانيا وتأثيراته على أسعار وإمدادات الغذاء والطاقة في العالم.

وزير الخارجية لفت في كلمته إلى أن للقوى الخارجية دوراً مهماً في تعزيز أمن الشرق الأوسط، من خلال الاستمرار في الضغط من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لمبدأ حل الدولتين، أو من خلال دعم اتفاق مبادئ إبراهيم، كما يوجد مجال أمام دول المنطقة للعب دور مبدئي وبناء في المساعدة على مواجهة التحديات الدولية.

وقال إن على دول المنطقة أن تعمل بلا كلل لمنع الصراعات قبل اندلاعها، ولإنهاء الحروب القائمة في أسرع وقت، وهذا هو الموقف المتسق لمملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولا سيما ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، أو أرمينيا وأذربيجان، أو في اليمن، منوهاً إلى مركزية وضرورة الحل السياسي والسلمي لكافة الصراعات الإقليمية.

وأكد أن الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافنا بشكل مستدام، وأن دول المنطقة والدول الأخرى، يجب أن تدرك الحاجة للتوصل إلى حلول سلمية وسياسية لجميع القضايا والنزاعات الإقليمية.

وذكر أن قيم الحوار والتعايش والاحترام المتبادل والتعاون قد عززت باستمرار السياسات الخارجية لمملكة البحرين، لأن المملكة تعتقد أن هذا النهج البناء هو أفضل سبيل لضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم بأسره.

وأوضح أن موقف البحرين بشأن الحرب في أوكرانيا يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن البحرين كانت الدولة الأولى التي دعت إلى المحادثات الدبلوماسية والحلول السياسية.

وشدد وزير الخارجية على أن بعض التحديات التي تفرضها الصراعات والمنافسات خارج المنطقة على منطقة الشرق الأوسط تتطلب العمل معاً على الصعيدين الإقليمي والدولي للتخفيف من آثارها، وهو ما أكده جلالة الملك المعظم خلال زيارة بابا الفاتيكان للمملكة، حيث شدد جلالته على أهمية الشراكات الدولية الفعالة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتجنب التصعيد والمواجهة وإعادة توجيه الجهود الدولية نحو معالجة هذه التحديات.

ودعا إلى التعامل مع تحديات المنطقة من خلال التركيز على 3 مرتكزات أساسية تبدأ بحرف «C» تتمثل في الأول، الاتساق، بحل النزاعات من خلال الحوار، والثاني، التماسك، وذلك بالاتحاد والتعاون، والثالث، الاتصال، ببناء الشراكات التي تعزز الأمن المشترك، وهذا الأمر الذي يتطلب الالتزام بمبادئ القانون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وتعزيز التعاون الأمني لضمان مصالح دول المنطقة، وبناء شراكات مع الدول ذات التفكير المماثل في المنطقة وخارجها لتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية. وحذر وزير الخارجية من أن ترك تأثير الصراعات الدائرة خارج المنطقة دون موقف حازم يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، وقد يتسبب في نشوء بيئة مواتية للتهديدات الناشئة مثل الإرهاب والتعصب والتطرف، بما لها من تداعيات على دول المنطقة والجوار الإقليمي.

وأوضح أن الصراعات الخارجية والمنافسة بين الدول الأجنبية ساهمت إلى حد كبير في تشكيل الشرق الأوسط الحديث، وزيادة التحديات والأزمات التي تعيشها المنطقة، وقال إنه نظراً إلى الأهمية الجيوإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط فإنه من المرجح أن يستمر تركيز القوى الخارجية وتدخلها المباشر في شؤون المنطقة في المستقبل المنظور.

وذكر أن للقوى الخارجية دوراً مهماً في تعزيز أمن الشرق الأوسط، من خلال الاستمرار في الضغط من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لمبدأ حل الدولتين، أو من خلال دعم اتفاق مبادئ إبراهيم، كما يوجد مجال أمام دول المنطقة للعب دور مبدئي وبناء في المساعدة على مواجهة التحديات الدولية.

وتطرق د. الزياني إلى القمة العربية الصينية منوهاً أن لدى دول مجلس التعاون الخليجي حواراً إستراتيجياً مع الصين ولدينا لقاءات سنوية ومشتركة، كما كان من قبل مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا.

من جانبه، أكد وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتصدي لمشاكل إيران في المنطقة، مؤكداً أن مشاكلنا مع إيران تزداد، وخاصة ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وتدخلات إيران في شؤون الدول الأخرى، ومؤخراً التصدي والقمع للمتظاهرين السلميين في الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها البلاد.

وفيما يتعلق بأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، أفاد بأن روسيا تهاجم نظام الأمن العالمي برمته، والهدف من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا هو إجبارها على وضع حد لحربها في أوكرانيا. وأوضح أن لدينا 3 مسارات يمكننا أن نبصر من خلالها النور في نهاية هذا النفق، أولاً، نريد أن نهنئ تركيا والأمم المتحدة على التوصل إلى اتفاق نقل الحبوب لمن يعانون من نقص الغذاء، وثانياً، لدينا مسار الأمن على مستوى الأسلحة النووية، وكان ذلك بفضل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولدينا مسار ثالث هو تبادل السجناء وعلينا أن نشكر السعودية ودولاً أخرى في هذا الاتجاه.

من جهته، شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، د. توبياس ليندنر على شكره لمملكة البحرين على جهودها الكبيرة في حفظ أمن المحيط الهندي، متحدثاً عن لجوء الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على روسيا وإيران بسبب حرب أوكرانيا، ولا سيما المسؤولين الإيرانيين المتورطين في إرسال الطائرات المسيرة إلى روسيا واستخدامها في حرب أوكرانيا. وأشار إلى أن بلاده تعمل على صياغة إستراتيجية جديدة مع الصين. وحذر من التهديد المتزايد للتغير المناخي، داعياً إلى تحمل المسؤولية والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وخلص إلى أنه «نحن لسنا أمام حرب باردة جديدة، ولكن لدينا كتل واحدة على هذا الكوكب وهي الدول التي تلتزم بميثاق الأمم المتحدة».