اجتمعت رئيسة جامعة البحرين، الدكتورة جواهر بنت شاهين المضاحكة مؤخراً بشكل افتراضي، مع فريق جامعة البحرين، الذي ضم مساعدي بحث وتدريس، وطلبة دراسات عليا مبتعثين، يعملون حالياً على مشاريع بحثية وتقنية، بالتعاون مع تجربة كاشف الميون لدى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن".

واطلعت د. المضاحكة على مراحل سير تنفيذ هذه المشاريع التطويرية، وما تم إنجازه منها، معربة عن فخرها، واعتزاز الجامعة لمساهمتهما المباشرة والفاعلة في تدريب كوادرها في أكبر مختبر عالمي لإنتاج المعرفة وتطوير التكنولوجيا، وواحد من أشهر وأعرق مؤسسات البحث العالمي.



وأوضح مساعد البحث والتدريس في كلية تقنية المعلومات بجامعة البحرين، الباحث عبدالله إبراهيم صباح، أن بحثه لأطروحة الدكتوراه يقوم على دراسة إمكانية ضبط البرمجيات ضبطاً آلياً، مستخدماً تقنيات مختلفة لضبط البرمجيات آلياً، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشار الباحث عبدالله - وهو حاليًا في بعثة دراسية إلى "سيرن" للعمل على مشروع بحث الدكتوراه منذ مايو 2022م – إلى أن النتائج الأولية تدلل على أن الضبط الآلي يرفع أداء برمجيات تحليل البيانات بما لا يقل عن 6% من الأداء الحالي في مدة زمنية يسيرة، وبالتالي فإن نتائج هذه الدراسة ستتيح للفيزيائيين في تجربة كاشف الميون العملاق الحصول على برمجيات عالية الأداء، لتحليل البيانات الناتجة من تصادم الجسيمات في قلب كاشف الميون.

ويشرف على هذه الدراسة كل من الدكتور وائل المدني، والدكتور هشام العمال من جامعة البحرين، والدكتور أنديريا بوشي من سيرن.

وعمل المهندس علي مرزوق من قسم الهندسة الميكانيكيَّة بكلية الهندسة بجامعة البحرين، الموجود حاليًا في "سيرن" منذ مارس 2022م، على مشروعٍ لتطوير نظام تبريد كاشف الميون باستخدام ثاني أكسيد الكربون، وقدم عرضاً موجزاً عن عمله في المشروع، مع فريق تصميم جهاز التبريد الجديد، المبني على تقنية التبريد التبخيري باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون.

وأشار إلى أن دراسته معنية بكيفية تركيب، ونقل أجهزة التبريد المتعددة في معمل كاشف الميون المضغوط الواقع مسافة مئة متر تحت الأرض، لافتاً إلى إنشاء محاكاة ديناميكية لنظام التبريد الجديد، بهدف دراسة كيفية تشغيل النظام بالوجه الأمثل. مشيراً إلى المخاطر التي قام بها لدراسة تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون في المعامل التجريبية، التي تحتوي على النماذج المبدئية لنظام التبريد الجديد، التي تقع في أماكن مختلفة بين سويسرا وفرنسا، وشملت هذه الدراسات تحليل عملية تسرب الغاز، ووضع الإجراءات اللازمة لتقليل هذه التسريبات وتفاديها.

أشرف على المشروع الدكتور عمر العباسي من جامعة البحرين وكل من روبيرتو بيروزا، وجيروم داجين من سيرن.

ويعمل طالب الماجستير حسن الجامع من قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونيَّة بكلية الهندسة بجامعة البحرين - الموجود حالياً في "سيرن" منذ مارس 2022م - على مشروع استلام بيانات لنظام طبقة توقيت الجسيمات المؤينة.

وأشار الجامع إلى أن هذا المشروع يقوم على تطوير برنامج للكشف عن وجود عطب ما باستخدام خوارزميات مجسات الاندماج (Sensor fusion) والذكاء الاصطناعي، وبرمجة عملية إرسال الإعدادات، للتواصل بين الرقائق الإلكترونيَّة وإعدادات ضبط أجهزة المجسات، بحيث يتمُّ تنفيذ الإعدادات تبعاً لما تمَّ إرساله، لإصلاح تأثير العطب في علمية استلام البيانات.

وتأتي أهمية هذا العمل كون عمليات التواصل في الكاشف معرَّضة للعطب بفعل طبيعة البيئة التي فيها المجسات (Sensors) والرقائق الإلكترونية، وعدم إمكانية استبدال أو فحص الأجهزة في نظام طبقة توقيت الجسيمات المؤينة حال وجودها داخل الكاشف، مما يتوجب الحفاظ على سلامة عمليات استلام بيانات نظام طبقة توقيت الجسيمات المؤينة (MTD) في داخل الكاشف، دون الحاجة إلى استبدال المجسات، بحيث يتمُّ فحصها بشكل غير مباشر، عن طريق نظام استلام بيانات، عبر نظام طبقة توقيت الجسيمات المؤينة.

ويشرف على المشروع رئيس قسم الهندسة الكهربائية والالكترونية في جامعة البحرين الدكتور زهير بحري والدكتور مهمت أوزجار من سيرن.

حضر الاجتماع مستشار سيرن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد مارتن جاستال، والمشرفين على تنفيذ المشاريع في سيرن، كما حضر اللقاء كل من عميدة كلية الهندسة في جامعة البحرين الدكتورة الشيخة هيفاء بنت إبراهيم آل خليفة، وعميدة كلية تقنية المعلومات الدكتورة حصة جاسم الجنيد، وعميد كلية العلوم ومنسق الجامعة للعمل على مشاريع التعاون مع سيرن الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الحلو.

علماً، بأن تعاون جامعة البحرين مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" بدأ منذ عام 2019م، حيث أصبحت جامعة البحرين عضواً مشاركاً في تجربة كاشف الميون بسيرن، وأتاح هذا التعاون الفرصة لعدد من موظفي الجامعة وطلبتها العمل على مشاريع مشتركة للتعليم والتدريب والتطوير في مجالات: العلوم، والهندسة، والحاسوب، وتقنية المعلومات، تهدف إلى وضع مملكة البحرين على خارطة الدول التي تساهم في إنتاج المعرفة، وتطوير التكنولوجيا، من خلال هذا المختبر العالمي.