نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان "الفضاء لخدمة البشرية " للدكتور محمد العسيري، المهندسة عائشة الحرم، والمهندس يعقوب القصاب وأدار الحوار الأستاذة مريم الملا. وقد استهل الدكتور العسيري الندوة بالحديث عن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء التي تم تأسيسها بناء على فكرة تبناها صاحب السمو الملك حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه ملك مملكة البحرين، حيث كانت فكرة تعود إلى ما قبل العام 2010 وتم تكليف عدد من الكفاءات الوطنية للبحث في مدى إمكانية تنفيذ هيئة فضائية على المستوى الوطني، وأفضل السبل لتأسيس هذا القطاع في المملكة. وفي العام 2014 أصدر صاحب الجلالة المرسوم الملكي رقم 11 لإنشاء الهيئة ومنذ ذلك الحين تم العمل على إعداد خطة استراتيجية ومسودة السياسة الوطنية للفضاء. وتم اعتماد السياسة والخطة الاستراتيجية بعد مراجعتها وقد تضمنت الخطة رؤية ورسالة تقتضي أن تكون مملكة البحرين في مصاف الدول الرائدة في علوم الفضاء وتشتمل الرسالة تنفيذ مجموعة من المشاريع وحزمة من المبادرات على المستوى الوطني للوصول إلى تحقيق هذه الرؤية عبر مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تم نشرها وبالأماكن الاطلاع عليها في موقع الهيئة والصحافة الوطنية. وقد ذكر الدكتور العسيري أول هذه الأهداف بكونه بناء القدرات الوطنية في الشباب البحريني، نشر الوعي وتطوير البرامج البحثية وتعزيز الابتكار، بناء بنية تحتية سليمة، وجود محطة أرضية، تأسيس علاقات تعاونية مع وكالات فضاء عالمية وغيرها من الأهداف.

وفي خضم حديثه عدد الدكتور العسيري الإنجازات رفيعة المستوى التي حققها فريق البحرين فيما يخص الفوز بالعديد من المسابقات الدولية وبناء العلاقات الإقليمية والدولية مع المنظمات الرائدة في المجال. ومن جانبها أكدت المهندسة الحرم أن الهيئة الوطنية للفضاء تعمل على تقديم عدد من الخدمات بمقابل مادي ومن ضمنها خدمة توفير الصور الفضائية للجهات ذات العلاقة حسب الطلب، وخدمة تحليل البيانات والصور الفضائية والمساهمة في دعم المشاريع الوطنية، تقديم دراسات تعنى بقطاع الزراعة وإدارة الكوارث وغيرها العديد.



وفي ختام الندوة أكد المهندس القصاب بان الهيئة الوطنية قدمت العديد من الإنجازات المشرفة في فترة قياسية ومن أحد أهم هذه الإنجازات هو إطلاق أول قمر صناعي بحريني اماراتي مشترك إلى محطة الفضاء الدولية للكشف عن أشعة غاما الأرضية وهو أنجاز يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ومن المشاريع الجاري العمل عليها في الوقت الحالي هو بناء أول قمر صناعي بحريني بالكامل وهو الأول من نوعه لتوظيف الذكاء الاصطناعي على متنه، كما فازت الهيئة في استضافت الحمولات للمسابقة التي تم تنظيمها من قبل مكتب الأمم المتحدة ومركز محمد بن راشد للفضاء في الامارات العربية المتحدة لتطوير حمولة فضائية وسيتم اطلاق القمر الصناعي بالحمولة في العام 2024 ، كما وتعمل الهيئة والوطنية للفضاء على نشر العديد من الأبحاث العلمية المختصة في الأقمار الصناعية وتحليل الصور وبيانات الفضاء على مدار العام وغيرها العديد من الإنجازات العالمية المشرفة.