أعلنت وزارة خارجية جمهورية أذربيجان، مساء أمس السبت، أن الدبلوماسيين الأذربيجانيين وعائلاتهم سيغادرون إيران خلال الـ24 ساعة القادمة.

وتصر جمهورية أذربيجان على "الطبيعة الإرهابية" للهجوم المسلح على سفارتها، صباح أول من أمس الجمعة؛ والذي أدى إلى مقتل أحد حراس السفارة، وإصابة شرطيين اثنين آخرين بجروح.



وأعلن وزير خارجية جمهورية أذربيجان، جيهون بيرموف، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، مساء أول من أمس الجمعة، أنه يجب الكشف عن هوية "منفذ ومخططي هذا الهجوم الإرهابي" ومحاكمتهم.

ومع ذلك، فإن رواية وزارة الخارجية الإيرانية للاتصال الهاتفي المذكور تتعارض بشكل صارخ مع التقرير الذي نشرته وزارة خارجية حكومة باكو، حيث زعم تقرير الخارجية الإيرانية أن بيرموف أعرب في هذه المحادثة عن "تقديره" لتعاطف إيران وتنسيقها بين المؤسسات الأمنية والقضائية لتوضيح أبعاد الحادث.

ويأتي هذا الادعاء على الرغم من أنه بعد المكالمة الهاتفية المذكورة، أكد حسين أميرعبداللهيان مرة أخرى في مؤتمر صحافي أن الهجوم المسلح على سفارة جمهورية أذربيجان في طهران "لم يكن منظمًا ولم يكن إرهابياً".

وجاء قرار حكومة باكو بإخلاء سفارة باكو في طهران في وقت نشر موقع الرئاسة الإيرانية بيانًا مساء يوم أمس السبت، أعلن فيه عن محادثة هاتفية بين رئيسي البلدين، وزعم أن إلهام علييف قال: "كانت هذه جريمة غير متوقعة، لكن على البلدين أن يتعاونا في هذا المجال حتى لا يجد أحد فرصة لتعكير صفو العلاقات الودية بين البلدين.

وفي الوقت نفسه، نشر الموقع الإلكتروني لرئاسة أذربيجان رواية مختلفة تمامًا عن هذه المحادثة، وكتب أن علييف أكد وانتقد بشدة الطبيعة الإرهابية لهذا الهجوم، وطالب بإجراء تحقيق شامل ومحاكمة "المجرمين" المتورطين في هذا الهجوم الإرهابي.

يشار إلى أن تصريحات وزارة الخارجية ورئاسة أذربيجان تؤكد ضمناً على احتمال أن يكون الهجوم الإرهابي المذكور مدبراً، لكن السلطات الإيرانية ما زالت تصر على أن هذا الهجوم كان "قضية شرف وذات أبعاد شخصية".

كما تظهر تصريحات التعاطف الواسع النطاق مع أذربيجان من قبل دول العالم أن معظمها يصف هذا الحادث بأنه "هجوم إرهابي".

وأكدت حكومة باكو، أول من أمس الجمعة، أنها أشارت عدة مرات إلى الضعف في تأمين السفارة، لكن إيران أهملت هذا الأمر. فيما قال مسؤول أمني أذربيجاني إن هذا هو الهجوم الخامس على السفارة في العامين الماضيين.