التأكيد على عمق العلاقات البحرينية المصرية.. وفرص الاستثمار القوية مع الخليج صناعيا وتقنيا

نصيحتي للأشقاء في مصر وكل الدول العربية: اقضوا على "الروتين" و"تذبذب العملة".. وسهلوا الجمارك البينية

الاتحاد العربي لتسهيل التجاري معني بتوحيد المواصفات والمقاييس.. وإزالة عقبات الجمارك والتصدير بين العرب


شارك النائب أحمد صباح السلوم رئيس الاتحاد العربي لتسهيل التجارة وإدارة المخاطر، نائب رئيس البرلمان الأسيوي بكلمة افتتاحية في المؤتمر الاقتصادي التاسع لمؤسسة "أخبار اليوم" المصرية برعاية معالي رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وحضور نخبة من الوزراء والسفراء والنواب وكبار المسؤولين ورجال الأعمال.


أقيم المؤتمر يوم أمس السبت الموافق 28 يناير تحت شعار "الصناعة والاستثمار .. أبدا ، انطلق" واشتمل على 4 جلسات متخصصة لمناقشة قضايا الاستثمار المصري والإقليمي، وشارك في المؤتمر وجلساته وزراء المالية، الزراعة، قطاع الأعمال، التجارة والصناعة، التموين التجارة الداخلية، الأوقاف، الشباب والرياضة.. إلى جانب عدد كبير من المسؤولين.

وفي حديثه بالمؤتمر أكد النائب السلوم على عمق العلاقات التي تربط مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية الشقيقة والتي تعكس حجم المحبة والتآخي بين القيادة السياسية في البلدين وخاصة في عهد جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن مصر أرض الكنانة وقلب العروبة، وجميعنا كعرب يسعدنا عظيم السعادة كل تقدمٍ أو نجاحٍ تحققه مصر على كافة الأصعدة والقطاعات.. والاقتصادي منها على وجه الخصوص لأن نجاح مصر هو نجاح للعرب وتقدم مصر هو تقدم للأمة بأسرها.. ورخاء وأمن الشعب المصري هو ضمانة للأمن القومي العربي كله.

فرص حقيقية للتعاون العربي

وتابع السلوم في كلمته بالمؤتمر قائلا "من هذا المنطلق ومن صلب تخصص الاتحاد العربي لتسهيل التجارة ومهامه الأساسية في رفع التبادل التجاري العربي البيني أستطيع أن أقول بأن هناك فرصا واعدة للاستثمار المتبادل في العديد من القطاعات بين مصر وجميع الدول العربية، ولكن بحكم تحيزي لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أرى أن هناك اهتماما كبيرا في العالم أجمع بهذا القطاع الذي يحمل آفاقا واسعة للنمو والتطوير لصغار الشركات في قطاعات عدة مثل الصناعات الخفيفة والتحويلية وقطاع المطاعم والمقاهي، وصناعة الترفيه والسياحة والتكنولوجيا وقطاع الأدوية وصناعة البتروكيماويات وغيرها، وأنا أعلم جيدا حجم الاهتمام الذي تمنحه مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للشركات الصغيرة، والاهتمام في دول الخليج وعدد من الدول العربية أيضا على القدر نفسه لأن القيادة الرشيدة في بلادنا على وعي تام بأهمية هذا القطاع ودوره الحيوي في تنمية الاقتصاد، وخاصة شركات الصناعة والتقنية".

3 نصائح للقائمين على الاستثمار

وأضاف: "لكن نصيحتي الخالصة ومن القلب.. لأهلي وأشقائي في مصر إن أردنا حقا المضي بشكل جدي للإمام أن يكون هناك وضوح واستقرار على المستوى القانوني والتشريعي فيما يخص الاستثمار، وأعتقد أن أغلب الحضور من المستثمرين ورجال الصناعة والتجارة يعلمون تمام العلم بأن المستثمر قلق بطبعه ويخاف من التغييرات والتقلبات الجذرية في القرارات التي تؤثر على حساباته الاستثمارية، والمستثمر في عالمنا الراهن أصبح سلعة مرغوبة يتنافس عليها الجميع، مصدر مهم للأموال التي تضخ مباشرة في اقتصاد البلد وتنعشه والجميع يبحث عنه ويتنافس عليه، المستثمر يعني مصانع وشركات وفرص عمل وفتح بيوت للعمال وتحسين مستوى المواطنين، المستثمر هو "الميدالية الذهبية" التي يتسابق الجميع لاقتناصها".

ثانيا.. كوني رجل أعمال وعضو مجلس إدارة بغرفة تجارة البحرين لا بد أن نسعى جميعا كل حسب موقعه لإزالة أي صورة سلبية عن "الروتين" وخاصة من حيث تعامل الموظفين في الجهاز الحكومي، وهي مشكلة ليست في مصر وحدها بل في العديد من الدول العربية.. الروتين "وباء" يدمر كل شيء ويقضي على الطموح والأفكار المبدعة، وما أحوجنا إلى الفكر المبدع لنبدأ وننطلق.

ثالثا.. وهذا الأمر أراه في غاية الأهمية أن نتحدث بصراحة عن المشاكل والمعوقات مع بعضنا البعض حتى نستطيع أن نضع حلولا ونمضي فعليا في الاتجاه الصحيح.. واعتقد أن هناك وفودا عديدة تتزاور بين الدول العربية على المستوى الاقتصادي، ونتمنى أن نرى ترجمة حقيقية على أرض الواقع لهذه الاجتماعات، نرى مشروعات عربية منتجة ونرى البضائع العربية في كل متجر وفي كل أسواقنا العربية، بل والأجنبية أيضا.

وقال السلوم موجها حديثه لجموع الحاضرين "من كل قلبي أتمنى أن يزول أي لبس متعلق بصعوبة الاستثمار في مصر وأن تستقر العملة المصرية بالشكل الذي يسمح بتدفق الاستثمارات دون قلق، أنا أعلم جيدا أن هناك خطوات مهمة اتخذت في مصر في الفترة الأخيرة وهناك تصحيح واضح للمسار واهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة في القاهرة، وهناك أيضا فرص في قطاعات اقتصادية مختلفة مثل الصناعة والسياحة والعقارات وغيرها، وأدرك أيضا أن "البورصة المصرية" بها فرص كبيرة للاستثمار، لكن لابد أن يتحدث جميع الأطراف بشفافية ووضوح لإزالة اي عراقيل ووضع الحلول واستقطاب الاستثمارات للداخل العربي بشكل عام، وهو أمر في صميم الأمن القومي العربي".

التعريف بأهداف الاتحاد

وتابع قائلا "يسعدني التعريف بالاتحاد العربي لتسهيل التجارة وإدارة المخاطر الذي أتشرف برئاسته وهو أحدث الاتحادات العربية التي تم ترخيصها لتعمل تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربي، وجاري حاليا التجهيز لتدشين أعماله من خلال مؤتمر إقليمي كبير يناقش أهم القضايا التي تأسس من أجلها وعلى رأسها تسهيل حركة التجارة البينية وإجراءات الجمارك وتوحيد المواصفات والمقاييس للسلع المختلفة، والقضاء على الاحتكار وممارسات السوق السوداء.

وفي عجالة استطيع أن ألخص للحضور الكريم عمل الاتحاد في 3 محاور رئيسية :

المحور الأول: تسهيل ودعم منافذ التجارة الشرعية ومكافحة مختلف أشكال التجارة غير المشروعة، وذلك من خلال تطوير وتنسيق مجالات عمل أعضاء الاتحاد، والتعاون مع الجهات المختصة لمعالجة المشكلات الفنية والتجارية والمخاطر التي ‏تنشأ من التجارة المشروعة وغير المشروعة.‏

المحور الثاني: ويرتكز على التعاون والتنسيق وبناء شراكات إستراتيجية مع القطاعين العام والخاص لزيادة ‏ مستوى أمن وتسهيل العمليات التجارية، بما يعزز سلامة التجارة والتغلب على القيود الجمركية وغير الجمركية والتحكم ‏بالممارسات غير المشروعة في التجارة.

المحور الثالث: وضع برامج تدريب وعقد ندوات ومؤتمرات حول أطر ومعايير أمن وتسهيل التجارة، وكذلك التعاون مع الجهات الرسمية في دعم برامج من شأنها الحد من الممارسات الضارة على ‏التجارة، على سبيل المثال لا الحصر: التهريب، التهرب الضريبي، الإخلال بشروط ‏المنافسة، باعتبارها جميعا قضايا تهدد نمو الاقتصادات الوطنية.‏

وفي ختام كلمته قال النائب السلوم "لعلي انتهز هذه الفرصة الطيبة والجمع الكريم في تحية القائمين على هذا المؤتمر ومؤسسة "أخبار اليوم" العريقة واهتمامها المعهود بالشأن الاقتصادي المصري والعربي، موجها شكرا خاصا للسيد أحمد جلال رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، والأستاذ خالد ميري رئيس تحرير الأخبار".