أكدت أطروحة علمية بجامعة البحرين أهمية دمج منشآت المصافي النفطية مع المنشآت البتروكيماوية، لزيادة ربحيتها، واستدامة نشاطها الصناعي، خصوصاً في ظل الاتجاه نحو بدائل الطاقة، وتقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية.

ودعت الأطروحة - التي قدمها الطالب في برنامج دكتوراه الإدارة الهندسية بجامعة البحرين خالد قعيد العنزي - إلى اتخاذ خطوات عملية لتهيئة المصافي النفطية بالمنطقة، للتحول إلى منشآت بتروكيماوية في المستقبل القريب، لافتاً إلى أن الدراسات العلمية تشير إلى أن المنتجات البتروكيماوية الذكية ستكون هي المنتجات الأساسية، بينما ستكون المشتقات النفطية - مثل البنزين والديزل - ثانوية مستقبلاً.



ووسمت الدراسة - التي اعتمدت على تطوير نماذج علمية – بعنوان: "دمج مصافي النفط ومصانع البتروكيماويات في الشرق الأوسط: دراسة تحسينية باستخدام البرمجة غير الخطية متعددة الأهداف".

وأوضح الباحث العنزي أن الدراسة بحثت توحيد المصفاة مع خطوط إنتاج البتروكيماويات، معتمدة على ثلاثة سيناريوهات علمية، وصولاً إلى النتائج في كل منها، من حيث: الربحية، والإنتاج، والدخل، وتكاليف المخزون، وتشغيل الوحدة.

وأشار إلى أن هذه الفكرة جاءت انطلاقاً من تقلبات أسعار المواد النفطية، وسط التغيرات التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد على الرقمنة، واستخدام وسائل الطاقة النظيفة والمتجددة.

ووجدت الدراسة – التي سعت إلى تقديم حلول مرنة لأصحاب القرار في قطاع النفط والغاز للتعامل مع انخفاضات الطلب العالمي على النفط - أن دمج منشآت المصافي النفطية مع المنشآت البتروكيماوية يزيد الربحية بنسبة 4% في العام 2021م، ويزيدها بنسبة 29% في العام 2030م، وفي العام 2050م تزيد نسبة الربحية بنحو 38%.

وكانت لجنة امتحان ناقشت الباحث العنزي في أطروحته مؤخراً وتكونت من: الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين الدكتور محمد علي بن شمس مشرفاً رئيسياً، وأستاذ إدارة الأعمال والبحوث في كلية إدارة الأعمال بجامعة البحرين (سابقاً) الأستاذ الدكتور حاتم بن محمود المصري مشرفاً مشاركاً، ونائب رئيس جامعة البحرين للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا أستاذ الهندسة الكهربائية المشارك الدكتور محمد رضا قادر، ممتحناً داخلياً، وعضو هيئة التدريس في كلية نيوما لإدارة الأعمال بجمهورية فرنسا الأستاذ الدكتور فؤاد بن عبدالعزيز ممتحناً خارجياً.

واستشرفت الدراسة مستقبل بعض المواد البتروكيماوية فانتهت إلى أن نموذج تفضيل البروبيلين أكثر جدوى نسبياً من إنتاج الإيثلين، وذلك يدعو صنّاع القرار – بحسب الباحث – إلى إعطاء الأولوية لمنتج البروبيلين في المنشآت البتروكيماوية.

وأشار الباحث العنزي إلى أنه استخدم الأسعار التاريخية للنفط والمواد البتروكيماوية، وحجم الطلب عليها للتنبؤ بالأسعار وفق معادلات إحصائية ورياضية دقيقة، مؤكداً أن الحقائق التي أفضت إليها العمليات الإحصائية تشير إلى أهمية دمج المنشآت النفطية والبتروكيماوية.

وقال: "إن الدراسات الحديثة تشير إلى تحويل المنتجات البتروكيماوية إلى منتجات مبتكرة، واستخدامها على نطاق واسع مثل البلاستيك الذكي، الذي يتكيف مع الحرارة والبرودة والطقس"، مشيراً إلى أن ذلك "جعل أحد أكبر القيادات في المنطقة يشير إلى أن ثلاثة أرباع برميل النفط في المستقبل سيباع كمنتج بيتروكيمياوي".