أكد مُشاركون في ندوةٍ نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، بعنوان "الثقافة المجتمعية وأهمية الرعاية النفسية"، على أهمية الصحة النفسية بالنسبة للمجتمع، ودورها المهم في اختيار أساليب العلاج السليمة والمتوازنة للمشكلات الاجتماعية التي قد تؤثر في سلامة عملية النمو النفسي للفرد.

جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت يوم الأحد 12 مارس 2023م، بمقر المركز في العوالي، شارك فيها كلٌ من الدكتور عادل راشد العوفي، رئيس وحدة الطب النفسي لكبار السن، والدكتورة إيمان أحمد حاجي، القائم بأعمال تصريف أعمال مستشفى الطب النفسي ومراكز الرعاية الخاصة لكبار السن ورئيس لقسم الصحة المدرسية، بحضور الدكتور حمد إبراهيم العبدالله، المدير التنفيذي لمركز "دراسات"، وعددٌ من مسؤولي، وباحثي، وشركاء المركز، والمهتمين في مجال الصحة النفسية، فيما أدارت الحوار الآنسة منى سعد الرصيص، محلل في إدارة الدراسات والبحوث.



وشددت الندوة على أهمية الاهتمام بأساسيات الصحة النفسية بشكلٍ عامٍ وعدم إغفالها، لأنه وفي بعض الأحيان قد تؤثر وبشكلٍ سلبيٍ على الصحة الجسدية، وتؤدي إلى أمراضٍ في الأعصاب أو القلب وحتى تلفٍ لبعض الأعضاء الحيوية، لذا يتحتم على المجتمع التعرف على السبل المثلى لمواجهة تحديات الحياة بأشكالها كافة، وأن الحصول على الدعم النفسي وقت الحاجة دليلٌ على القوة وإدراك المرء لأهمية الحصول على العلاج اللازم.

ونوه المشاركون إلى أهمية اطلاع المجتمع على أبرز الاضطرابات النفسية وعلى رأسها اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder)، الذي يُصيب فردٌ واحدٌ من كل مائة شخص، كما أن نسبة الإصابة أعلى عند الإناث مقارنةً بالذكور بحسب ما أوردته مجموعةٌ من الدراسات العالمية، وقد يؤدي عند البعض إلى الاستمرار في علاقةٍ زوجيةٍ سيئةٍ بسبب الخوف من الوحدة أو الهجران، كما يُسفر عنه تبريرٌ متواصلٌ للأخطاء التي يقع فيها الشخص والقرارات التي يتبناها في حياته وإظهارها على أنها في صالحه، علاوةً على القلق المستمر المزمن.

ولفتت الندوة إلى أنه ينتج عن الاضطراب أيضًا تقلبٌ حادٌ في المزاج والعواطف، وتبني صورةٍ ذاتيةٍ غير مستقرة، وعادةً ما يؤدي إلى تحكم أحد المُقربين وبشكلٍ شبه مُطلقٍ بالمصاب وقراراته سواءً كان من أصدقائه أو أحد أقاربه كشقيقه أو شقيقته، بالإضافة إلى الشعور بالفراغ المستمر، واتباع سلوكياتٍ هدامة، لذا يستوجب على من تظهر عليه مجموعةٌ من هذه الظواهر مراجعة المختصين، علمًا بأن علاج مثل هذه الحالات قد يطول.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفي بعض البلدان لا يُنصح بأخذ أكثر من ثلاث حالاتٍ من المصابين بهذا الاضطراب لعلاجها دفعةً واحدةً نظرًا لصعوبة التعامل مع مثل هذه الحالات من قبل المتخصصين.

جاءت هذه الندوة ضمن مبادرة مركز "دراسات" لتبني الموضوعات الحيوية التي تهم المجتمع من خلال حرصه على تنويع موضوعات البحث، وفتح المجال للمتخصصين والمهتمين للمشاركة بخبراتهم وتجاربهم القيمة في شتى المجالات العلمية من وحي عملهم في الميدان.